تدعم قطاع الشؤون الدينية أمس ب48 إماما سيتم توزيعهم على مختلف مساجد الوطن، بعد أن تلقوا تكوينا لمدة تتراوح بين سنتين وثلاث سنوات في مختلف الاختصاصات التي يوفرها المعهد الإسلامي للقراءات بالعاصمة ومعهد دار الإمام بالمحمدية. وأشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله بدار الإمام بالمحمدية على حفل تخرج دفعة الأئمة للسنة التكوينية 2008/2009 التي تحمل اسم العلامة الراحل محمد باي بلعالم، بحضور وزراء سابقين وإطارات بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، إلى جانب السفير السنغالي بالجزائر، والقائم بأعمال سفارة غينيا بيساو، والوزير السابق للشؤون الدينية والأوقاف السيد محمد برضوان. وفي كلمته الافتتاحية، شدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف على ضرورة مضاعفة الجهود التكوينية لتلبية حاجات مساجد الوطن إلى الأئمة، وتلقين المصلين وقاصدي المساجد تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والسنة النبوية الطاهرة واغتنم السيد الوزير الفرصة لحث الأئمة المتخرجين على ترسيخ سيرة الإمام مالك من خلال الاهتمام بدراسة أثاره والاقتداء بأخلاقه ومعاملاته. كما دعا السيد غلام الله إلى احترام اختيار المجتمعات الإسلامية للمذاهب الدينية التي تتبعها باعتبارها مذاهب نابعة كلها من سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. وأضاف الوزير، أن مهمة الإمام بالمسجد لا تقتصر على الإمامة في الصلوات الخمس، بل تتعدى لتشمل الجانب الاجتماعي كتعليم الناس ونشر ثقافة التسامح بينهم، والاستماع إلى انشغالاتهم وهي التعليمات التي ستعكف على توجيهها مديرية التوجيه الديني بالوزارة إلى كافة مساجد القطر الوطني، حيث يصبح الإمام مجبرا على العمل بها. وحسب مدير التكوين وتحسين المستوى بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف السيد سعيد معول، فإن الأئمة المتخرجين يتوزعون بين الدفعة السادسة لتخصص القراءات، والدفعة الأولى للمعهد الإسلامي لدار الإمام، وأنهم سيزاولون مهامهم مباشرة بعد التحاقهم بمساجدهم. وذلك بعد أن تلقوا تكوينا لثلاث سنوات بالنسبة للأئمة المدرسين وسنتين بالنسبة للمعلمين. وأضاف مدير التكوين أن الدفعة المتخرجة لهذه السنة تضم 10 طلبة أئمة أفارقة من السنغال، غينيا بيساو، تنزانيا، وبوركينافاسو. حيث تلقوا تكوينا معمقا في مختلف التخصصات الشرعية على غرار الفقه، التفسير، السيرة النبوية...وغيرها. وتم على هامش حفل التخرج تكريم الطلبة الأئمة المتفوقين من كلا المعهدين، حيث وزعت عليهم الجوائز من قبل وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بالإضافة إلى تكريم أساتذة المعهدين وعائلة العلامة المغفور له محمد باي بلعالم الذي يعد من كبار علماء منطقة أولف ببسكرة، حيث كان من حفظة القرآن ومرجعا من المراجع الدينية بالمنطقة، درس النحو، البلاغة، الفقه والسنة ...وكان يتميز بحدة ذكائه، وتحصل على عدة شهادات محلية ودولية عن مختلف أعماله في التخصصات الشرعية، ويعد العلامة بلعالم من مؤسسي مدرسة مصعب ابن عمير بأولف إبان الثورة التي تعد مقصدا لكافة طالبي العلم الشرعي.