أكد مشاركون في فعاليات يوم دراسي حول "النشر والطباعة وتحديات البيئة الرقمية" نُظم ببسكرة، أن الرقمنة كجزء من التطورات المتسارعة، "تُعدّ وسيلة إيجابية، يمكن استغلالها في ترقية الإنتاج الفكري". وأبرز متدخلون في هذا اللقاء الذي احتضنته المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية "المجاهد الراحل محمد عصامي"، أهمية استخدام الرقمنة كوسيط يجمع المبدعين والقرّاء. وفي هذا الإطار، اعتبرت الدكتورة نعيمة سعدية من جامعة بسكرة في مداخلتها بعنوان "الأدب الرقمي العربي، واقع وتحديات"، أن وسائل التواصل الرقمية ''قد أصبحت أهم فضاءات النشر ومصادر المعلومة". وأفادت: "إذا كان الكتاب الورقي مصدرا للمعلومة على مدار عصور، فإن الفضاء الرقمي يمكن بشكله التفاعلي بين الملقي والمتلقي، "المساهمة في تطوير الإنتاج الفكري"، لكنها أشارت إلى أن المحتوى الذي يقدَّم عبر الفضاء الرقمي على نوعين، وهما مراجع مجهولة المصدر، وأخرى معلومة المصدر؛ ما يستدعي، حسبها، تفعيل دور المختصين في كل مجال،على غرار الأدب، والفن، والمسرح، وأدب الطفل للتحكم في المصداقية. ومن جهته، أوضح الدكتور كمال بطوش من جامعة قسنطينة 2 في مداخلته "صناعة الكتاب في الجزائر بين الخلفية التاريخية وتحديات البيئة الرقمية"، أن "من الخطأ اعتبار العلاقة بين النشر باستعمال الكتاب والرقمنة كوسيلتين لنشر الإنتاج الفكري، علاقة تناقض، بل متكاملة ومتداخلة"، مذكّرا بأن "النشر عبر الفضاء الإلكتروني، استُغل في فترة جائحة كورونا، واتّسع بسهولة الوصول إلى المعلومة، فيما يبقى للكتاب جمهور". وعن آليات استغلال الوسائل الرقمية في النقد للأعمال الأدبية، أوضح الأستاذ عبد الله لالي، ناقد أدبي من بسكرة قائلا: "إن الكم الهائل من الإنتاج الأدبي وتسارعه لا يمكن مواكبته إلا عبر هذه الوسائل، التي تتيح الفرصة للاستفادة من الإبداعات ذات المستوى العالي"، لافتا في هذا الصدد، إلى "وجوب التركيز على المحتوى؛ سواء تم نشره ورقيا أو إلكترونيا". كما أضاف أن الواقع قد أثبت أن كثيرا من الناس قد تأثروا بالكتابات الأدبية والسياسية وغيرها، عبر استخدام الوسائط الإلكترونية بعد أن كانوا غير مهتمين تماما بالمطالعة. للإشارة، نُظم هذا اليوم الدراسي من طرف المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية. وتميّز بتقديم مداخلات لأساتذة جامعيين وكتّاب وأدباء، تمحورت حول المكتبات الرقمية، وحماية حقوق المؤلف، بالإضافة إلى الأدب الرقمي الموجّه للطفل.