يقع الكتاب الذي يؤرخ لأعمال الندوة الوطنية حول دور المكتبات الرقمية في 296 صفحة من الحجم العادي ويضم تسعة ورقات بحثية بالإضافة إلى كلمة رئيس المجلس الافتتاحية حول ذات الموضوع. كما يضم أبحاث الورشة العلمية ومنها بحث سعيدي سليمة وسعيدي ابتسام وحجار بلال، حول مشاريع رقمنة وإتاحة التراث الجزائري المخطوط ومنها دراسة حالة مخطوطات مكتبة أحمد عرروة بجامعة الأمير عبد القادر. يليها بحث الدكتورة ليلى يمينة موساوي حول "المكتبة المدرسية بين التقليد والرقمنة في التعليم المدرسي الراهن" وهي من ذات جامعة الأمير.وقدمت الأستاذ شاسة فارس دراسة تقييمية حول "تحديات المكتبات الجامعية في ظل البيئة الرقمية"، أما أحلام سعيدي فقدمت دراسة حول "دور المكتبات الرقمية العربية في النهوض بالتعليم عن بعد في الجزائر"،وفي الورشة تقديم الدكتور أمنة شنتوف حول "التعريف بمشروع مكتبة المجموعات العربية على الانترنت"، وبحث للأستاذة أمنة مزرب حول التطبيقات الذكية للمكتبات الالكترونية في الجامعات العربية أنموذجا، وبحث أخر حول "معوقات تطبيق مشاريع الرقمنة باللغة العربية في الجامعة الجزائرية للدكتورة هاجر حمناوي حيث تناولت "رقمنة المخطوطات العربية نموذجا"، وختام الورشة ببحث حنيسة كاسحي وليلى بخوش حول رقمنة مكتبة المجلس الأعلى للغة العربية. وفي مقدمة المنشور بين بلعيد صالح رئيس المجلس بان المجلس قد عمل على تجسيد الرقمنة على مستوى منشوراته بصورة كاملة وهي في سبع شبكات عالمية يمكن قراءتها وتحميلها مجانا، وان بوابة المجلس مفتوحة لكل من يسعى للاطلاع أو الاستفسار او المشاركة في الندوات، وما يتبع ذلك من تقديم الاقتراحات والتحسينات، هذه البوابة التي تحين دائما وايجابيا. ويصيف بلعي دان منصتين هما قيد التشغيل، تتعلق الأولى بمعجم الثقافة الجزائرية وموسوعة الجزائر وهو جاهز قدم إلى وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة لوضع منصة حسب خصوصيات المشروع، كما ان هناك منصة اخرى شبه جاهزة وتحتاج إلى تطوير سميت "معلمة المخطوطات الجزائرية" فيها رصيد معتبر من المخطوطات الجزائرية او تلك المخطوطات التي كتبت عن الجزائر وهي تنجز بالشراكة مع مجلس الإسلامي الأعلى.أما عن محتوى الكتاب المؤرخ للندوة فيقول بلعي دان الهدف من المكتبة الرقمية يتمثل في البحث عن آليات رقمية لتقريب المكتبة من القارئ، دونما الحاجة الى الانتقال الفزيائي إلى مقر المكتبة العامة أو الخاصة ذات الهياكل بمفهومها الجغرافي و كذلك التفتح على الثقافات، وتوسيع حجم وتنويع المحتوى الثقافي على الشابكة وتوفير الموارد العلمية للتلاميذ وللطلبة والمعلمين والعلماء وعامة الجماهير وبناء القدرات في المؤسسات الشريكة في تضييق الفجوة الرقمية بين اللغات والدول، والإسهام في البحوث العلمية، ويبقى الهدف الأسمى هو تقريب المكتبة الافتراضية السهلة المستجيبة لكل المصادر والمعلومات بالمجان. اول بحث في الكتاب كان حول الحمولة المعرفية والعلمية للمكتبات الجامعية الرقمية "المكتبة المركزية بجامعة الشلف نموذجا" للدكتورة جميلة روقاب من جامعة حسيبة بن بوعلي، عرفت فيه الباحثة مفهوم المكتبة الرقمية "الالكترونية" فقالت بانها المكتبة التي توفر نص الوثائق مهما كانت لغته والمصادر في شكلها الالكتروني سواء كانت مخزنة على الأقراص المدمجة ام الأقراص المرنة أو حتى الصلبة، وتمكن القارئ من الوصول الى البيانات والمعلومات المخزنة الكترونيا وفق برامج معبئة من خلال شبكات المعلومات، تطرقت بعدها إلى النظم الرقمية بالمكتبة الجامعية بذات المدينة وأهداف تأسيسها. وفي بحثه الموسوم"المكتبات الرقمية في الجزائر ودورها في دعم ونشر الإنتاج العلمي باللغة العربية" المكتبة الرقمية لديوان المطبوعات الجامعية "اوبي يو" نموذجا ابرز الدكتوران حسين حني و محمد بوقاسم من جامعة ابو القاسم سعد الله الجزائر 2، الإطار المنهجي للدراسة باعتبار الدور الذي يجب ان تسعى إليه المكتبة في توفير مصادر المعلومات على اختلاف انواعها.في ورقته البحثية المضمنة في الكتاب وعنوانها" اثر المكتبة الرقمية على التحصيل العلمي في الجزائر واقع اللسانيات وتطور الدراسات اللغوية في البلدان العربية عادت الدكتورة الحاج علي الهوارية من تلمسان إلى أسباب نشأة المكتبة الرقمية ومنها الزيادة الهائلة في الانتاج الفكري الناتج عن الأبحاث العلمية في كل أرجاء العالم، حيث أن الإنتاج الفكري ينمو ويتضاعف سنويا بنسبة تعادل 10 بالمائة، تغير طبيعة الحاجة الى المعلومات نتيجة التقدم العلمي والاجتماعي ونتيجة تداخل التخصصات العلمية وتكاملها الأمر الذي أدى الى التركيز على المعلومة أكثر من التركيز على الكتاب، عدم توفر الإمكانيات المادية للمكتبات التقليدية المتمثلة بالميزانيات المالية المحدودة في المكتبات، الحاجة إلى تطوير الخدمات المقدمة من قبل المكتبات ومراكز المعلومات، عدم توافر الكوادر البشرية المؤهلة لانجاز العمليات الفنية على وسائط المعلومات كالفهرسة والتصنيف وغيرها من العمليات الفنية، وعدم توفر المساحات في المكتبات التقليدية التي تمكن من اقتناء كل ما يصدر من مطبوعات، وهي مشكلة تعاني منها معظم المكتبات الضخمة مهما اتسعت مساحتها. الكتاب يضم بحوثا أخرى ذات أهمية بالغة وهو جدير بالمطالعة والقراءة لمن يحب التعمق في متعلقات الرقمنة في المكتبات.