تم التأكيد، خلال لقاء انتظم بتلمسان، على أهمية توظيف تكنولوجيا المعلومات عبر المكتبات العمومية لتشجيع المقروئية. وأبرز كمال بطوش، من جامعة قسنطينة، خلال مداخلته في ملتقى وطني حول استخدام المكتبات العمومية لتكنولوجيا المعلومات، أنه يتوجب على هذه المرافق الثقافية التشجيع على الوصول إلى المعرفة والتحفيز على القراءة باستعمالها لتكنولوجيا المعلومات وتدريب زوار المكتبات على التكيف معها واستعمالها بشكل صحيح للحصول على نتائج بحث جيدة. وأضاف أنه بالرغم من التطورات التكنولوجية التي أصبحت تسهل عملية اكتساب المعارف بشكل سريع، إلا أن الكتاب الإلكتروني أصبح يهدد مهنة النشر في الجزائر، مؤكدا أنه يجب على صناعة الكتاب الورقي أن لا تزول. ومن جهته، أشار عيسى بن دردوش، من جامعة تلمسان، إلى أنه يتوجب على المختصين في علم المكتبات تلقين الطلبة الذين يزورون المكتبات الطرق الصحيحة لتوظيف تطبيقات الهاتف الذكي من أجل تحفيزهم على المطالعة وتعليمهم كيفيات البحث باستعمال هذه التطبيقات عن المواضيع و الكتب الراغبين في مطالعتها. واعتبر نفس المتدخل، خلال اللقاء، بأن 90 من المائة من الطلبة يحوزون على هواتف ذكية وبإمكانهم تطوير مهاراتهم وقدراتهم في مجال استعمال التكنولوجيات الحديثة وتوظيفها في مجال البحث والمطالعة. كما أكد حاج شعيب، من جامعة سعيدة، أن المكتبات العمومية لها دور في تشكيل الوعي الثقافي لدى التلاميذ، شرط أن يكون موقعها غير بعيد عن المؤسسات التربوية لتحقيق نتائج جيدة في مجال تشجيع المقروئية، موضحا أن الموقع الجغرافي للمكتبات العمومية يخلق لدى التلاميذ ما يسمى بالقرابة الفكرية. وأشار كذلك بن عراج أعمر، من جامعة سيدي بلعباس، إلى أن رقمنة المخطوطات ووضعها في متناول الطلبة والأساتذة الباحثين ضمن بوابة إلكترونية يسهل عليهم عملية البحث دون عناء التنقل بين المكتبات للبحث عن المراجع. وعرف هذا اللقاء، المنظم من طرف مركز الفنون والمعارض بالتنسيق مع جامعة أبي بكر بلقايد لتلمسان، مشاركة أساتذة من عدة جامعات من الوطن وتضمن إلقاء مداخلات حول دور المكتبات العمومية في تفعيل الوصول إلى المعرفة وبعض النماذج عن الدراسات الميدانية المنجزة حول التنشيط الثقافي بالمكتبات العمومية وفضاءات المكتبات العمومية في تفعيل ونشر مفهوم ثقافة المعلومات والثقافة الرقمية والمكتبات الرقمية للمخطوطات المتاحة على الانترنت.