أعادت السلطات المحلية بولاية قسنطينة، فتح الأنفاق الأرضة بوسط المدينة، بحلة جديدة وجميلة، بعد غلق دام أكثر من 8 سنوات، عقب الحريق الذي شب بها، ذات يوم من شهر أفريل سنة 2015، حيث طالت عمليات الترميم، ولم تكن بالجدية اللازمة، رغم وقوف العديد من الولاة على هذا المشروع، الذي لم ير النور إلا خلال بداية الشهر الجاري. ارتأت السلطات المحلية، وعلى رأسها المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي، إدراج نقطة تدشين مشروع ترميم الأنفاق الأرضية بوسط المدينة، ضمن برنامج الاحتفالات بعيدي الاستقلال والشباب، والمصادف للخامس جويلية من كل سنة، ووضعه حيز الخدمة، بعدما خضع للتهيئة والترميم، تكفلت بها المؤسسة البلدية لتسيير المقابر، في ظل غياب مؤسسات مختصة في هذا المجال، وفشل المؤسسات المتعاقد معها من خارج البلدية. تعد الأنفاق الأرضية بقلب مدينة قسنطينة، من المعالم السياحية البارزة، والتي تحولت إلى فضاء تجاري، انطلق بعدد قليل من المحلات، ليتحول إلى فوضى كبيرة، في ظل نزوح عدد كبير من التجار الفوضويين، الذين وضعوا طاولاتهم، مضيقين الممرات، وزادت التوصيلات الكهربائية العشوائية من خطر نشوب الحريق، في ظل التقرير الذي رفعته وقتها مصالح الحماية المدينة، والذي لم يحترم، مما أدى إلى نشوب الحريق الأول سنة 2012، ثم الحريق الثاني سنة 2015، ما استدعى غلق هذه الأنفاق أسفل شارع بن بولعيد، من أجل الترميم والتهيئة. وحسب القائمين على مشروع الترميم من المسؤولين ببلدية قسنطينة، فإن إعادة الاعتبار للأنفاق الأرضية، استهلكت مبلغا معتبرا، فاق 7.6 ملايير سنتيم، حيث تم استعمال مواد بناء ذات جودة عالية، تم استيرادها من خارج البلد في شكل الرخام والغرانيت، كما تم تزويد الأنفاق من جهة محكمة قسنطينة، أو من جهة قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة ونزل سيرتا، بنظام مراقبة متطور، يعمل بصفة آلية عند نشوب أي شرارة حريق، لتفادي ما وقع في الماضي، مع تزويد الأنفاق بكاميرات مراقبة ودوريات شرطة، تعمل على تأمين المحلات وعابري هذه الأنفاق. وتم الحفاظ على عدد من المحلات داخل هذه الأنفاق، حتى تعطي حركية تجارية وسياحية، بعدما وضعت حوالي 17 محلا في الخدمة، زودت أبوابها بواجهات زجاجية، والتي وزعت في الغالب على أصحاب الحرف والصناعات التقليدية، حتى تكون في خدمة السياح، داخل هذه الأنفاق، التي تم فيها استذكار أهم الشخصيات البارزة في تاريخ عاصمة الشرق، من خلال وضع جداريات من السراميك، ضمت عددا من رجالات هذه المدينة في شكل العلامة عبد الحميد ابن باديس، كما وضعت رسومات لأهم المعالم السياحية، على غرار الجسور وضريح ماسينيسا وتزيين السقف بموزاييك من ألواح الجبس، في ديكور أعجب أغلب سكان المدينة، الذين استبشروا خيرا بفتح هذه الأنفاق، مطالبين بالحفاظ عليها من المنحرفين و المخربين.