جاء حفل ختام ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي استضافتها مدينة بيسكارا الايطالية من 26 جوان إلى 5 جويلية الفارطين في مستوى الحدث، حيث تحول الملعب إلى موجة بيضاء شكلها المشاركون بارتدائهم ملابس بيضاء من الشارع الرئيسي باتجاه البحر. واستمد مخرج الحفل ماركو باليتش لونها من لونه واسمه وهو حسب رأيه "بحر زاخر بالتاريخ والروايات والأسفار والرسائل والأحلام التي تحولت إلى أساطير وأشعار عند شعوب تحب الحياة". وركبت الألعاب بحر بيسكارا الوديع والحافل بالحياة لتتجه منه إلى اليونان، لتحط الرحال في مدينة فولوس التي تحتضن الدورة السابعة عشرة عام 2013. واعتبر المفوض الحكومي ورئيس اللجنة الايطالية المنظمة ماريو بيسكانتى في مؤتمر صحفي، أن الغاية من إقامة المهرجان الختامي في قلب بيسكارا عاصمة منطقة الابروز بدلا من إقامته فى الملعب ادرياتيكو الرئيسي هي تقديم هدية لسكان المدينة البالغ عددهم 10 آلاف نسمة لأنهم هم أنفسهم أرادوا ذلك. وقال أن المهرجان "يزاوج بين الثقافة والحضارات والتقاليد، كما يشكل أفضل تكريم للابروز هذا الشعب الذي تبنى الألعاب وزاد نشاطها وحيويتها، لذلك كان علينا أن نأخذ بعض القرارت بشأن تغيير بعض المواعيد خصوصا المباراة النهائية في كرة القدم". وبعد وصول الموكب إلى الشاطىء بدأت الفقرات البروتوكولية والتي تمثلت بتسليم قائد بيسكارا علم الدورة إلى قائد مدينة فولوس اليونانية مع إلقاء الكلمات الختامية. وأنهت الرياضة الجزائرية السباق في المرتبة 14برصيد 17 ميدالية (ذهبيتان و3 فضيات و12 برونزية)، وهي مشاركة كارثية مقارنة بالنتائح المتحصل عليها في دورة ألميريا الإسبانية (9 ذهبيات و5 فضيات و11 برونزية) ودورة تونس أين سجل ممثلونا الرقم القياسي في عدد الميداليات برصيد عشر ميداليات ذهبية وعشر فضيات و12 برونزية. وجاءت نتائج البعثة الجزائرية مخالفة لتوقعات المسؤولين الذين قالوا قبل الذهاب إلى الأراضي الإيطالية أن رياضيونا يوجدون في مأمن عن تأثيرات الخلافات التي نشبت بين الأطراف المتخاصمة على كراسي اللجنة الأولمبية. وكان إضراب أبرز عناصر منتخب الجيدو احتجاجا على إقصاء أحد المرشحين لرئاسة الاتحادية، أبرز مظاهر هذا الوضع الذي تعقد أكثر بغياب المصارعة صورية حداد صاحبة برونزية اولمبياد بكين عن الموعد المتوسطي على خلفية رفضها التعامل مع المدربة سليمة سواكري، وهو الغياب الذي كان ممكن تفاديه للرفع من فرص التتويج بذهبية واحدة على الأقل لو أن الاتحادية سارعت إلى إيجاد حل يرضي الأطراف كلها. وتمثلت غلة الجزائر في ميداليتين ذهبيتين، الأولى تحصل عليها الملاكم رشيد حماني في وزن 75 كغ والثانية عادت لأم الرياضات ألعاب القوى بفضل العداء عنتر زرق العين في سباق 1500م. أما معدن الفضة، فاقتصر على ثلاث ميداليات انتزعها كل من الملاكم عبد الحليم أورادي في وزن 54 كلغ وزميله عبد الحفيظ بن شبلة في وزن 81 كلغ وخالد زوبيدي لاعب الكرة الحديدية في اختصاص رمي الدقة، في حين، طغى المعدن النحاسي ب11 ميدالية تحصل عليها السباح نبيل كباب في100 م سباحة حرة، المصارعة الهام ألجو وزن (-55 كلغ) اختصاص كوميتي، العداءة كنزة دحماني في 10.000 م ونصف مارطون، الملاكمين سمير براهيمي (51 كلغ) ومحمد أمين وضاحي وزن (57 كلغ)، ومصارعي الجيدو ليلى العتروس (- 57كلغ)، كهينة سعيدي (- 63كلغ)، رشيدة وردان (- 78كلغ)، عمار بن يخلف (- 100 كلغ)، لياس بويعقوب (- 90 كلغ) ولاعب الكرة الحديدية عبد الكريم مخلوفي في اختصاص رمي بالتدرج. وتأتي هذه الحصيلة لتؤكد ان الرياضة الجزائرية دخلت غرفة الانعاش منذ فترة طويلة وان إنجاب أبطال مثل نورالدين مرسلي، حسيبة بولمرقة، عبد الرحمان حماد، سيد علي سياف، سعيد قرني جبيرة ما يزال بعيد المنال. وخلافا للجزائر، كانت المشاركة المصرية والتونسية والمغربية جيدة مقارنة بالنتائج المتحصل عليها في دورة ألميريا الأخيرة. فتونس صاحبة المركز السادس برصيد 11 ذهبية و11 فضية و12 برونزية، متساوية مع مصر في مجموع الميداليات 11 ذهبية و10 فضية و13 برونزية، وحلت المغرب في المركز العاشر برصيد 21 ميدالية منها 6 ذهبيات و9 فضيات و6 برونزيات. وتوجت إيطاليا بلقب الدورة بنيلها 176 ميدالية (64 ذهبية و49 فضية و63 برونزية) متبوعة بفرنسا برصيد 140 (48 ذهبية و53 فضية و39 برونزية).