أسدل الستار مساء أمس، على فعاليات الدورة ال 16 لألعاب البحر الأبيض المتوسط 2009 بيسكارا، بعد (10) أيام من التنافس في مختلف الرياضات التي برمجت بهذه المناسبة، حيث كان الحفل ابتكارا جديدا في مسار الألعاب، ولم يجر بالملعب الرئيسي للدورة أي »الأدرياتيكو«، وإنما اختار المنظمون الاعتراف بجميل سكان بيسكارا ومنطقة »أبروزو« بصفة عامة على احتضانهم الألعاب، وبالتالي جرى الحفل وسط مدينة بيسكارا وعلى الشاطئ الذي يعد بمثابة النقطة الرئيسية للمدينة في فصل الصيف.. فقد دعي المنظمون كل سكان المدينة ارتداء بذلة بيضاء، لأنهم شاركوا كلهم في الحفل في ديكور مميز بالألوان والألعاب النارية، وسط موسيقى راقصة شارك فيها مختلف الرياضيين الذين نشطوا هذه الدورة.. فكانت لحظات مميزة وذكريات لا تنسى حين غادرت الألعاب مدينة بيسكارا الايطالية عن طريق البحر المتوسط، باتجاه مدينة فولوس اليونانية التي وعدت بأنها ستحسن استقبال الضيوف، كما جرت العادة بالنسبة للمحطات التي اختارت اليونان موقعا لها، مواصلة للشعار »بحر واحد وحلم واحد« . وبالنسبة للمنافسة، فإن الجزائر كانت معنية في الأيام الأخيرة، إلا برياضة الجيدو التي استقطبت اهتمام كل عناصر البعثة الجزائرية الذين قدموا بأعداد غفيرة، الى قاعة »فيبو« لتشجيع المصارعين الجزائريين، الذين كانت آمال كبيرة معلقة عليهم.. لكن للأسف الشديد لم يحصد الفريق الوطني الذهب في اليوم ما قبل الأخير من منافسات الجيدو.. بالرغم من أن نائب بطل العالم عبد الرحمان بن عمادي ونائب البطل الأولمبي عمار بن يخلف دخلا المنافسة بآمال كبيرة. الجيدو.. انتظار الأحسن في بطولة العالم فعبد الرحمان بن عمادي لم يصل حتى الى المنافسة على إحدى الميداليات واكتفى بالمركز السابع الذي كان مخيبا الى أبعد حد، ولوحظ من طرف كل المتتبعين أنه يعاني من الناحية البدنية، لأن فنياته بقيت كما نعرفها.. وربما سيتدارك ذلك خلال الأسابيع القادمة والأشهر، كون المنتخب الوطني يحضر للمشاركة في بطولة العالم المقررة بمدينة امستردام الهولندية. أما عمار بن يخلف الذي ضيع المرور الى الدور النهائي اكتفى بالبرونز، بعد أن أجرى منازلة من الطراز الأول وسط تشجيعات عناصر البعثة الجزائرية، حيث تمكن من الفوز على المصارع الايطالي القوي أمام جمهوره، بالعلامة الكاملة، بفضل فنياته العالية وتركيزه الجيد فوق البساط.. فبالرغم من أن بداية المنازلة كانت لصالح المصارع الايطالي، إلا أن خبرة بن يخلف جعلته يخطط بإحكام وينهي المواجهة بقوة كبيرة أمام بورين ألبيرتو. ومباشرة بعد نهاية منازلته أكد لنا بن يخلف قائلا: ''أشكر عناصر البعثة الجزائرية الذين شجعوني كثيرا وساهموا في عودتي القوية في نهاية المنازلة، وبالتالي الفوز بهذه الميدالية البرونزية، الأهم الآن هو أنني صعدت فوق منصة التتويج، رغم أن هدفي كان الذهب في دورة بيسكارا. ومن جهة أخرى، اعترف بن يخلف أن لياقته في هذه الدورة لم تكن ممتازة ويعد الجمهور الجزائري بالعمل الكبير لتحضير بطولة العالم، التي يسعى فيها تسجيل نتائج ايجابية للغاية. ورشيدة وردان التي ضيعت هي الأخرى المنازلة النهائية، سيطرت بسهولة نسبية على منافستها على البرونز التركية أونال سدبة، حيث تمكنت في دقائق معدودة من التعرف على نقطة ضعف التركية وحققت المنازلة بإيبون، مؤكدة أن مستواها أرقى من البرونز، قائلة: ''الحقيقة أن هدفي في هذه الألعاب كان الذهب، لكن المنافسة قوية وركزت لكي أحصل على الميدالية، والآن علينا التركيز جيدا لبطولة العالم..''، ويمكن القول أن العزيمة كانت ظاهرة على وردان في هذه المنازلة وبكت هي الأخرى (بعد لعتروس)، عندما أنهت المنازلة وسط البساط.. وكانت لحظات مؤثرة جدا، صفق لها الجمهور الحاضر بقوة كبيرة. فالبرونز كان الطابع المميز للجيدو الجزائري في هذه الدورة، وربما سيكون هذا الموعد بمثابة اختبار حقيقي ورؤية للمستقبل القريب، خاصة وأن تقريبا نفس المصارعين سيجدهم ممثلينا في البطولة العالمية بهولندا، الى جانب اليابانيين والألمان والأمريكيين.. ولو أن الجيدو أصبح من الاختصاص الأول في البحر الأبيض المتوسط. إيطاليا تخسر ذهبية كرة القدم وعن الرياضات التي تألقت بالنسبة للبعثة الجزائرية، فإن الملاكمة احتلت المركز الأول بدون منازع بحصاد بلغ (5) ميداليات منها واحدة ذهبية.. وقال لنا المدير الفني مراد مزيان أن الارتياح طبع عناصر الفريق الوطني والطاقم الفني، خاصة وأن مستوى الملاكمة كان مرتفعا، واقتنع الطاقم الفني بأن هناك امكانيات كبيرة ضمن الفريق الوطني الذي بإمكانه تحقيق ألقاب أخرى، وعن المتوج بالذهب يقول المدير الفني الوطني: ''إنه يملك امكانيات كبيرة وذكي في آدائه.. ورغم أن سنه لا يتجاوز ال 22 سنة، إلا أنه أثبت أنه من طينة الكبار، وهو مرشح لتحقيق الأفضل في المواعيد القادمة. كما أن رياضة الكرة الحديدية كانت مفاجأة سارة، والعديد منا لم يكن ينتظر نتائج النخبة الوطنية، بالنظر للمستوى الكبير لهذه الرياضة في حوض البحر الأبيض المتوسط، في حين أن ألعاب القوى كانت النتائج فيها متوسطة، في الوقت الذي كانت من قبل تحقق ألقابا عديدة، خاصة في المسافات نصف الطويلة، فعدد المتوجين بالميداليات انخفض الى (2)، وهو عدد قليل بالنظر الى الامكانيات التي كانت تعرفها رياضة ألعاب القوى بالجزائر. أما السباحة، فإن الميدالية البرونزية التي حققها كباب نبيل كانت بالفعل من وزن الذهب، بالنظر للمستوى الكبير الذي طبع منافسات السباحة والأرقام العالمية المحققة.. وكذا السباق الذي أجراه في ال 100م سباحة حرة شارك فيها أبطال عالميين وأولمبيين . وفي المنافسات عامة، كانت الخيبة كبيرة يوم أول أمس بايطيا بعدما خسر منتخبها لكرة القدم المباراة النهائية أمام نظيره الاسباني، ولم يثأر لخسارته في الدورة الماضية بألميريا.. فالمنتخب الاسباني قدم عرضا مميزا وتمكن من فرض وجوده في هذه الدورة، خاصة وأنه كان مرشحا للوصول الى النهائي منذ بداية المنافسة بالنظر لمستوى لاعبيه. ومفاجأة الدورة تمثلت في المنتخب الليبي الذي نال الميدالية البرونزية، بعد أن فاز على نظيره الفرنسي بضربات الترجيح، كون المباراة انتهت بالتعادل (0 - 0) ، وفي كرة اليد، فإن اللقاء النهائي جرى ليلة أمس، بين فرنسا وصربيا، أي المنافسين الذين واجهوا الجزائر في الدور الأول، مما يعني أن آداء أشبال بوشكريو كان مقنعا ولعبوا أمام أحسن الفرق في هذه الدورة، فخسروا بإصابة واحدة أمام صربيا وتعادلوا أمام فرنسا. وفي الرياضات الشراعية كانت السيطرة كرواتية في منافسات الليزر، في حين أن الجزائري جمعي رياض اكتفى بالمركز ال 11 من 19 مشارك في منافسات أول أمس. وفي الترتيب العام ضاعفت إيطاليا من تقدمها على فرنسا حيث حصدت 172 ميدالية التي تسمح لها الفوز بالدورة، كونها قدمت أفضل العروض تقريبا في كل الرياضات، بالرغم من أن الانهزام كان مرا في نهائي كرة القدم، إلا أن الايطاليين كانوا الأحسن بكثير في دورة بيسكارا.