تميز حفل افتتاح دورة ألعاب البحر المتوسط ال16 التي انطلقت فعالياتها مساء أمس الاول، بملعب أدرياتيكوفي مدينة بيسكارا بعروض فنية غنية بالألوان والموسيقى التي تعبر عن مختلف ثقافات الدول المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث يشارك في هذه الدورة 23 دولة من قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا المطلة على البحر المتوسط. وعرف حفل الافتتاح حضور سيلفيو بيرلسكوني رئيس وزراء إيطاليا وكبار المسؤولين ورؤساء وفود الدول المشاركة، وعددها 23 دولة إلى جانب رؤساء الاتحادات الدولية للألعاب المشاركة وأعضاء اللجان الأولمبية. وانطلق عرض الافتتاح بلوحات تعبر عن الجمال والثراء الطبيعي لمنطقة أبروز ثم بعرض آخر يحمل عنوان ''سكان أبروز في القلب'' أشاد بشجاعة سكان المنطقة وعزمهم على النهوض من جديد بعد الزلزال الذي هز المنطقة يوم 6 أفريل الفارط. كما استمتع ال25 ألف متفرج الذين حضروا إلى ملعب ادرياتيكو استعراضا إيقاعيا قدمه شبان وشابات متنكرين في لباس يرمز إلى أهم الفواكه والخضر التي تشتهر بها المنطقة. وجاء بعد ذلك استعراض الرياضيين المشاركين في هذه الدورة حيث كان وفد اليونان البلد الذي سيستضيف الدورة المقبلة أول من يدخل الملعب تحت تصفيقات الجمهور متبوعا بالوفد الجزائري وفي مقدمته صاحب الميدالية الفضية في الألعاب الأولمبية 2008 في بكين عمار بن يخلف (الجيدو) الذي كان يحمل العلم الجزائري. ويتشكل الوفد الجزائري من 118 رياضي في 16 تخصصا. وبعد الخطاب التقليدي للألعاب الذي قدمه الإيطالي ماريوبسكانتي ورئيس المجلس الدولي للألعاب المتوسطية الجزائري عمار عدادي تم تقديم علم الألعاب وتأدية يمين الرياضي ويمين الحكم. كما تميز حفل الافتتاح بحضور الصغيرة جورجيا التي تعتبر رمز عودة الحياة إلى أكيلا حيث تعد هذه الطفلة التي لا يتجاوز عمرها شهرين وعشرين يوما أول طفل ولد بعد زلزال 6 افريل الذي ضرب منطقة أبروز والذي خلف 300 قتيل ونحو150 جريحا. وإضافة إلى جورجيا التي كانت والدتها تحملها والتي أرادها المنظمون رمزا لعودة الحياة في هذه المنطقة، كان الماء عنصر الحياة والطاقة الرمز الآخر لهذه النهضة، حيث تم تقديم استعراض يروي رحلة الماء التي انطلقت من قلب أبروز باكيلا وبالتحديد من ينبوع ال99 جرة لتمر من مختلف المناطق التي مسها الزلزال، وتنتهي في الأخير بملعب أدرياتيكو ببيسكارا يوم حفل الافتتاح. واختتم الحفل بإطلاق الألعاب النارية التي أضاءت سماء بيسكارا تحت تصفيقات الجمهور الغفير الذي استمتع بعروض متوسطية محضة.