يحظى جانب السينما بنصيب وافر من برنامج المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني، حيث سيتمتع الجمهور الجزائري بالسينما الافريقية التي غابت عنه لزمن طويل، وسيتمكن من خلالها من رصد حركة الابداع والانتاج الذي يكشف الوجه الآخر للقارة السمراء. انطلقت أول أمس بمركز الفنون برياض الفتح العروض السينمائية الاستعادية الخاصة بالأفلام الافريقية المشاركة في المهرجان الافريقي، وتميز أمس بعرض فيلم "النار" (تاسوما) من بوركينافاسو للمخرج "دانيال سانو كولو" مع خليل راوول سياني، وسارج هنري وآي كيتا يارا وغيرهم. الفيلم كوميدي يقدم رحلة "سوقو" وهو يسافر ليوم واحد الى "بوبو" من أجل الحصول على منحة الى فرنسا مكافأة له على خدمته في الجيش الفرنسي إبان حربي الجزائر والفيتنام، فيرتدي المسكين بدلته العسكرية ونياشينه وهو في كامل غبطته ويرسم أحلاما وردية معتقدا أنه سوف يصبح ثريا لذلك يقدم على وعد مقربيه في القرية بالكثير، لكنه يصطدم بعد طول انتظار بأن المنحة لم تصله فيقرر كتابة رسالة تظلّم الى "ديغول" معتقدا أنه لا يزال على قيد الحياة وأنه أخلف وعده. الفيلم الثاني الذي عرض أمس كان بعنوان "جمينا وجوني" من جنوب افريقيا للمخرج "ليونال نقاكان" الذي حاول دائما من خلال أفلامه الطويلة مثل "بكاء في بلاد العجائب" تقديم رسائل عن الواقع الصعب في بلاده إبان الأبرتايد، وهو يحاول خاصة في أفلامه الوثائقية والتسجيلية منذ سنة 1964 مثلا فيلم "انهض بونتو" استعراض الحياة الصعبة للسود بجنوب افريقيا "جمينا وجوني" (انتاج 1966) فيلم خيالي تحصل في نفس السنة بالبندقية على جائزة الأسد الذهبي، وللمخرج ليونال نقاكان " علاقة خاصة بالجزائر وزارها مرات ومرات. من السينغال حضر فيلم "تاريخ شعب" لأبوبكر سامب مخرام الذي أنتج عام 1981 بمشاركة عمر ساك، عمر قاي، وعماد وأمين كمارا وغيرهم. ويصور الفيلم اضرابا بأحد المصانع يقوده شخصان، الأول يرضخ للادارة ويبيع مصالح العمال من أجل مصالحه الشخصية والثاني يقف مع العمال وحقوقهم المشروعة ويذكرهم بتاريخ أسلافهم الذين لم يرضخوا للكولون ولا لمخططات المستعمر، مما أعاد لهم حقوقهم وكرامتهم وهي مبادئ لا تزال مطلوبة في أيامنا. المخرج أبوبكر من مواليد دكار سنة 1934 توفي في 7 أكتوبر 1987 درس في معهد الفنون الدرامية بباريس سنة 1955، وعمل ممثلا ثم واصل دراسته بروما سنة 1958، وعندما عاد إلى بلده سنة 1964 اشتغل بالإذاعة والتلفزيون ظل طوال حياته مدافعا عن السينما الافريقية من خلال فيدرالية السينمائيين الأفارقة التي كان أمينها العام من 1972 إلى 1976. العروض ستستمر بقاعة "ابن زيدون" الى غاية 19 جويلية من خلال عرض أكثر من 120 فيلما خياليا ووثائقيا وهو يحمل شعار "بانوراما السينما الافريقية" وسيشهد عرض 88 فيلما أجنبيا مطولا و29 فيلما جزائريا و13 فيلما قصيرا من افريقيا وافرو - أمريكي. ومن بين الأفلام الوثائقية المشاركة نجد فيلم "الجزائر وحركات التحرر" (إنتاج جزائري - جنوب افريقي)، و"الهرجان الثقافي الافريقي سنة 1969" و"مبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية افريقيا" (النيباد) و"النساء الافريقيات والتنمية". وستعرض الأفلام في قاعات السينما برياض الفتح وفي الشاشات العملاقة بحديقة الحيوانات ببن عكنون والرويبة وفي الحافلات المتنقلة عبر الولاياتبالجزائر، البليدة، بومرداس وتيبازة. للتذكير فإن الافتتاح الرسمي شهد عرض عدة أفلام منها "اسكتو" وهو فيلم قصير لخالد بن عيسى، "ريح الأوراس" للخضر حامينة، و"الطائر المزواج" للنيجيري عومارو غاندا. ودائما في مجال الفن السابع ستحتضن العاصمة يومي 10 و11 جويلية ملتقى دوليا يطرح اشكالية "أي مستقبل للسينما الافريقية" بمشاركة العديد من المختصين والسينمائيين والنقاد، كما سيتم تكريم أهم الوجوه السينمائية الإفريقية وانتاج دليل خاص بالسينما في القارة السمراء.