يشهد حي اللوز ببلدية باب الزوار، حركة دؤوبة خلال هذه الأيام التي تعرف خروج المواطنين في السهرات الصيفية لتمضية الوقت رفقة الأصدقاء، إلى غاية ساعات متأخرة من الليل؛ حيث تحوّل هذا الحي إلى شارع يعرف وجود عدد من المحلات التي اختُصت في بيع الشاي والمكسرات بمختلف أنواعها، والحلويات المعسّلة، التي تجمع حولها عشاق ومحبي الذوق الأصيل. وتنتعش تجارة محلات بيع الشاي والمكسرات خلال فصل الصيف بشكل ملحوظ بالنظر إلى الإقبال الكبير عليها خلال سهرات الصيف؛ إذ يتوافد يوميا الزبائن على الحي الذي أخذ شهرته من تلك المحلات. وأُطلق عليه اسم "حي اللوز" نسبة إلى بيع المكسرات، ومنها اللوز "بالجملة" هناك. وتزيد وتيرة العمل بالمكان خلال فصل الصيف. فبعد إسدال ستار المحلات خلال باقي أيام السنة على الساعة السادسة مساء، يتعمد التجار فتح محلاتهم إلى غاية ساعات متأخرة من الليل؛ تماشيا مع حركة المواطنين خلال هذا الموسم من السنة؛ حيث يُقبل المواطنون على ما يعرضه هؤلاء من أنواع متعددة من المكسرات المحمّصة والمملّحة وحتى غير المملّحة للراغبين في ذلك؛ من لوز، وجوز، وفستق، وبندق، وفول سوداني، وكاجو، وحمّص، وأنواع من الشيبس، وبذور دوار الشمس، والكوسة، لتتعدد تلك الأذواق التي تعطي الرغبة في تذوّقها مع رشفة شاي بالنعناع الأخضر. ورغم أنها من التجارة التي تنتعش، تقريبا، على مدار السنة، إلا أنها تعرف رواجا منقطع النظير خلال الصيف؛ لإقبال تجار التجزئة على تلك السلع؛ إذ يقتنيها بعض الشباب الذين يمارسون تجارة موسمية على ضفاف الشواطئ، أو في بعض الغابات والمساحات التي تشهد توافد العائلات. ومن جهة أخرى، سمح بيع الشاي الجاهز هناك، باستقطاب المواطنين من كل البلديات، رفقة الأصدقاء؛ للسهر، أو اقتناء ما يحتاجونه، والتنقل إلى أقرب مساحة للجلوس فيها، والاستمتاع بذلك. واقتربت "المساء" من بعض الباعة الذين كانوا منهمكين في العمل منذ أولى ساعات النهار؛ حيث تُفتتح محلاتهم قبل السابعة صباحا للتعامل مع تجار التجزئة. وكانت غالبية المحلات هناك، متشابهة في الديكور، ومبدأ العمل؛ فجانب للاهتمام بتجار التجزئة الوافدين على المحل. وجانب آخر للاهتمام بالزبائن عامة. ويعتمد عامة هؤلاء الباعة في محلاتهم، الديكور التقليدي، القريب من الديكور الصحراوي؛ بألوان ترابية، وزرابي، وصور توحي بعمق الصحراء وشساعتها، بعدما ارتبط الشاي بهذه المنطقة الجميلة من البلد؛ حيث رُتبت أكياس ورقية كبيرة وأخرى من الخيشة، على واجهة المحلات، وأخرى في شكل سلال من الدوم، تحمي المكسرات من الرطوبة، التي تجعل قرمشتها تختفي، وتصبح غير صالحة للأكل. ومباشرة عند دخول المحل، ترحب بك تلك الرائحة العطرة لمختلف المكسرات، والناتجة عن تحميصها. وقد وُضعت المخصصة للبيع بالتجزئة، في واجهة زجاجية، وأخرى محكمة الإغلاق داخل المحل، في أكياس كبيرة، يقتنيها تجار "لإعادة بيعها" مع علب عديدة من الشاي الصحراوي الذي تعددت أنواعه، وأذواقه هناك، من مختلف العلامات التجارية، المحلية والأجنبية.