تنتعش تجارة المكسرات بحي «اللوز» في بلدية باب الزوار، مع حلول مختلف المناسبات، ويشتد الإقبال عليها مع حلول رأس السنة الجديدة، حيث تقتني العائلات تلك المكسرات للسهرة، إلى جانب الشاي وبعض الحلويات والفواكه في أجواء احتفالية بهيجة تجمع الكبير والصغير للاستمتاع بتلك القعدة. تزاحم الرجال والنساء بحي «اللوز» خلال الأسبوع الأخير من سنة 2016، على اقتناء المكسرات المعروضة بطريقة رائعة في ذلك الحي الذي بات مشهورا بتعدد محلات بيع مختلف أنواع المكسرات، التي تغازل رائحتها الزكية الأنوف، حيث توجد به أنواع متعددة، منها المحمصة والمملحة وأخرى محلاة بالسكر، اللوز، الجوز، الفستق، البندق، الفول السوداني، الكاجو، الحمص.. وهي المكسرات التي يقتنيها الفرد لتناولها مع الشاي. ورغم أنّها تجارة دخلت متأخرة ومازال أمامها مجالا واسعا للانتعاش، إلاّ أنها عرفت رواجا كبيرا وسط المواطنين من جهة، ووسط التجار بالتجزئة من جهة أخرى، حيث يقتنون كمية معتبرة من مختلف المكسرات لإعادة بيعها، وتنتعش تلك التجارة على مدار السنة، إلا أنها تصل الذروة خلال مواسم معينة منها المولد النبوي الشريف، شهر رمضان المعظم، عيد الأضحى وعيد الفطر، خلال الليالي الصيفية، وكذا بمناسبة حلول السنة الجديدة، فتلك المظاهر الاحتفالية أصبحت جزءا لا يتجزأ من العادات الجزائرية، لاسيما بالنسبة لتلك التي ربطت «الاحتفال» بمصطلح «الأكل» والقعدات العائلية التي تجمعها مائدة ثرية. جلنا وسط المحلات التي تفننت في عرض بضاعتها، فإلى جانب الرائحة الزكية التي تعبق الحي، خصص الباعة الواجهة الزجاجية لعرض مكسراتهم في «قفف» من الدوم حتى تحافظ على حرارتها بعد تحميصها، وفوق تلك الواجهة رص الباعة علبا بلاستيكية لنوع آخر من المكسرات، تفنن طهاتها في إضفاء نكهات مختلفة عليها، وهي الفول السوداني الملبس بالسمسم، وآخر بالجبن وأنواع أخرى رمدت في السكر. وعن اختيار قفة الدوم، يقول فوزي، بائع، إنها تحفظ المكسرات من الرطوبة، فالديكور الذي خصصه هؤلاء ليس عشوائيا وإنما طريقة فعالة في حفظ الفول السوداني أو اللوز أو الجوز أو الفستق لأطول مدة ممكنة، بعيدا عن الرطوبة. فسر جودة تلك المكسرات تكمن في «القرمشة» التي يبحث عنها متناولها. التقشف لم يمنع الجزائريين من «التبذير» لن تمتنع الأسر الجزائرية غدا عن الاحتفال برأس السنة الجديدة 2017، والدليل على ذلك ما شهدته محلات بيع الحلويات والمكسرات وكذا الشوكولاطة وغيرها من الحلويات، إلى جانب المفرقعات والألعاب النارية، من إقبال شديد طيلة الأسبوع المنصرم، حيث اقتنى العديدون مختلف المستلزمات في زمن التقشف للاحتفال والاستمتاع بآخر ليلة من عام 2016. الانطباع العام الذي ساد الشارع الجزائرية خلال الأسبوع الأخير من سنة 2016 هو الأجواء الاحتفالية، إذ انتشر الباعة بين أزقة الشوارع على الأرصفة، عارضين مختلف المنتجات التي ربطها الفرد باحتفالية رأس السنة الجديدة. وككل سنة تطرح العديد من الأسر أسئلة حول جواز الاحتفال برأس السنة من عدمه، فبعدما كانت في سنوات ولت تمر هذه الاحتفاليات كمناسبة عادية يحتفل بها دون حديث، عاد الجزائريون في السنوات الأخيرة للتعمق أكثر حول ما إذا كان هذا النوع من الاحتفاليات بدعة أو أنها مجرد طريقة للترحيب بالسنة الجديدة وتوديع سنة بفرحة وبهجة. فبين البدعة والتقشف ومحاولة الاستمتاع بليلة قبل الدخول السنة الجديدة تاه البعض. «المساء» قامت بجولة استطلاعية في الأسواق الشعبية بالعاصمة، حيث تعرف انتشارا واسعا للباعة «الموسميين» الذين يظهرون مع حلول أية مناسبة، إذ عرضوا هذه المرة تشكيلة مختلفة للحلويات تثير شهية الصغير والكبير. شهدت تلك التجارة إقبالا كبيرا للمواطنين الذين اصطفوا في طوابير ينتظرون دورهم لاقتناء ما طاب من حلويات وشوكولاطة بأنواعها المختلفة. حول هذا الأمر، اقتربنا من بعض الزبائن بشارع حسيبة بن بوعلي، التفوا حول عدد من الشباب العارضين لبضاعتهم، قالت لنا سهام التي كانت رفقة صديقاتها، بأنها ستقتني كمية من الحلويات لتحتفل بها رفقة عائلتها بمناسبة رأس السنة الجديدة. مشيرة إلى أن الأزمة المالية لم تمنعها من ذلك، حيث أوضحت أنها لن تخصص للأمر أكثر من 2500 دينار فقط، وهي ميزانية قسمتها بين الحلويات، الشوكولاطة والقليل من المكسرات التي ستتحلى بها العائلة بعد وجبة العشاء في تلك الليلة دون أي مظهر آخر من الاحتفال. ولم يكن لصهيب، ثاني زبون ينتظر بدوره ميزانية محددة لاقتناء مستلزمات الاحتفال برأس السنة، مبديا أن الأزمة المالية تصعب علية ذلك، إلا أنه يحاول التأقلم معها، لاسيما أن الاحتفال بالنسبة له أصبح عادة لا يمكن أن يحرم أطفاله منها، حيث قال: «في حقيقة الأمر، أنا لا أؤمن بتلك الاحتفاليات، إلا أنها فرصة لإدخال الفرحة على الأطفال، فقبل سنوات كانت مجرد فرصة للتحلي ببعض المكسرات والحلويات التي تعرف ارتفاعا محسوسا في سعرها، ومع هذا أقتنيها لأن أبنائي يطلبونها». في حين لم يعط مواطنون آخرون أي اعتبار للأزمة المالية التي يعيشها والتي سوف يعيشها بأكثر حدة في عام 2017، وهو الحال بالنسبة لمريم ربة بيت، خصصت ميزانية تفوق 20000 دينار، حسبما أوضحته، بين وجبة العشاء التي سوف تكون من بعض الأطباق التقليدية، وسهرة رأس السنة من مكسرات، وكذا حلويات وفاكهة، وأضافت أنها أنفقت ما يزيد عن 5000 دينار في كعكة الشوكولاطة المصنوعة بالمثلجات، إذ قدمت طلبيتها قبل أسبوع من حلول رأس السنة الجديدة. سهرات حتى مطلع الفجر أظهر الاستطلاع الذي أجريناه وسط الشباب، أن العديد منهم لن يمكث في البيت في تلك الليلة، حيث قدمت العديد من الفنادق وكذا المطاعم عروضا مختلفة متعلقة بالاحتفال برأس السنة الجديدة، وأعدت برنامجا فنيا ينشطه مطربون جزائريون وأجانب لإحياء سهرة تجمع بين آخر ليلة من عام 2016 وأول ليلة من سنة 2017 بأسعار ومواعيد وبرامج تختلف من فندق لآخر، ومن مطعم لآخر، تتراوح بين 9000 إلى 35000 دينار. في حين تعتمد وكالات أخرى خاصة تهتم عادة بتنظيم احتفالات متنوعة كأعراس وولائم، ببرنامج جديد لمحبي الاحتفال برأس السنة الجديدة، تتمثل في الخروج في نزهات وسط البحر تجمع بين وجبة العشاء ومشروبات وحلويات وشاي ومكسرات وسهرة موسيقية.. مما يشير إلى أن العديد من الجزائريين فضلوا الاحتفال بدل التقشف..