في صفعة أخرى على جبين الدبلوماسية المغربية ونظامها المخزني، يشارك الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، في اجتماع "بريكس إفريقيا" المقرر عقده اليوم، بجوهانسبورغالجنوب إفريقية التي تحتضن على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة الطبعة ال15 لمجموعة "بريكس". حل الرئيس الصحراوي مساء أول أمس الثلاثاء، بمدينة جوهانسبورغ للمشاركة في اجتماع "بريكس- إفريقيا" بعد دعوة رسمية من المجموعة التي تضم خمسة اقتصاديات كبرى ومتطورة وهي كل من روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا وتمثل 32 بالمئة من الناتج المحلي الخام العالمي و42 بالمئة من سكان العالم. ويرافق الرئيس غالي، وفد هام يضم كلا من وزير الشؤون الخارجية محمد سيداتي، والمستشار لدى الرئاسة الصحراوية، عبداتي أبريكة، ومدير التشريفات السفير صلحة العبد وسفير الجمهورية الصحراوية لدى جنوب إفريقيا، محمد يسلم بيسط. وتشارك الجمهورية الصحراوية في هذا الاجتماع الهام المقرر عقده اليوم بعد الفشل الذريع للمناورات المخزنية والجهود التي بذلتها الدبلوماسية المغربية على أمل إقناع عدد من أعضاء مجموعة بريكس بمعارضة مشاركة الصحراء الغربية خاصة الهند والبرازيل. ولإخفاء فشله نشر المغرب عن طريق وكالته الرسمية خبرا منقولا عن "مصدر مأذون" يدّعي فيه أن "الأمر يتعلق باجتماع منظم على أساس مبادرة أحادية لحكومة جنوب إفريقيا". وهاجم هذا "المصدر المأذون" جنوب إفريقيا واتهمها "بعدوانية مطلقة تجاه المملكة" بسبب دعمها للشرعية الدولية في الصحراء الغربية ودعوتها للجمهورية العربية الصحراوية للمشاركة في اجتماع "بريكس إفريقيا". وكان الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا، قد جدد في خطاب متلفز للأمة يوم 20 أوت الجاري، حول السياسة الخارجية لبلاده بمناسبة احتضانها بلاده قمة "بريكس"، مواصلة دعم كفاح الشعب الصحراوي من أجل تقرير مصيره. كما أن مجموعة بريكس سبق ودعت في بيان مشترك صدر شهر أفريل الماضي، إلى حل سياسي فوري يضمن حق تقرير المصير للشعب الصحراوي، معربة عن دعمها الكامل لجهود الأممالمتحدة في هذا الشأن. ونشرت وكالة الأنباء الصحراوية، مقالا تحت عنوان "المعركة الدبلوماسية بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية وقمة بريكس"، أكدت من خلاله أن فشل المغرب في إلغاء مشاركة الصحراء الغربية في اجتماع "بريكس- إفريقيا"، يثبت "حقيقة لا بد للمخزن أن يعترف بها وهي أن القفز على وجود الدولة الصحراوية أو قطع الطريق أمام مسيرتها نحو مقعدها بين الشعوب والأمم يعد أمرا من المستحيلات السبعة". وأبرزت أن "الضغط القوي الممزوج بالتوسل تارة والتهديد والابتزاز تارة أخرى الذي قامت به الرباط مباشرة في عواصم مجموعة بريكس وحتى على وفودها المكلفة بتحضير القمة، أسفر عن نتيجة عكسية لما عملت عليه الرباط والمتمثل في استثناء الدولة الصحراوية من المشاركة في اللقاء". ونبهت "واص" إلى أن "دروس مابوتو وطوكيو وأبيدجان وبروكسل يتكرر في جوهانسبورغ"، مضيفة أنه "سيفرض على المغرب مستقبلا قبول الجلوس إلى جانب الجمهورية الصحراوية جارته من الجنوب، في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك بعدما قبل بذلك في أديس أبابا باعتبارهما دولتين عضوين في الاتحاد الإفريقي إلا إذا فضّل كما جاء في المقال "الرجوع من جديد إلى سياسة الكرسي الشاغر كبرهان ملموس على عدم القدرة على تحمل المسؤولية واستمراره في الهروب من مواجهة الواقع". وتوقفت "واص" عند بيان وزارة خارجية المخزن "المملوء كالعادة بالمغالطات وتزوير الحقائق والذي صدر بصياغة لم تستطع من خلاله إخفاء درجة التخبط وحالة النرفزة والذي يعيد إنتاج ردود فعل أصبحت تقليدية لدى دبلوماسية الشيك المغربية عندما تحدث هزة قوية". وخلصت وكالة الأنباء الصحراوية، في الأخير إلى أن "ما يجب التأكيد عليه أن ما يهم الشعب الصحراوي في المرحلة الحالية هو مواصلة كفاحه التحريري على جميع المستويات لفرض احترام سيادته على كامل ترابه الوطني داخل الحدود الدولية المعترف بها. وهو ما يجعل من قمة جوهانسبورغ محطة أخرى هامة جدا في مسيرة الجمهورية الصحراوية للقضاء على الاحتلال الاستيطاني المغربي".