أكد المشاركون في اليوم التكويني الإعلامي حول الرضاعة الطبيعية، المنظم بالمعهد الوطني للصحة العمومية بالجزائر العاصمة، على أهمية ترقية وتشجيع الرضاعة الطبيعية من أجل حماية صحة الأم والطفل. في هذا الإطار شدد المدير العام للمصالح الصحية بوزارة الصحة، البروفسور إلياس رحال، على ضرورة ترقية الرضاعة الطبيعية التي اعتبرها "من بين أوليات الوزارة"، حيث أشار في هذا الخصوص إلى أنه يتم التحضير لأسبوع الرضاعة الطبيعية المقرر خلال شهر نوفمبر، حتى تستفيد الأمهات من مزاياها ومنافعها التي تقع على الأم، وكذا على المواليد لاسيما أنها تساهم في حفظ الصحة، مع تنبيهه إلى ضرورة توعية الأمهات بأهمية الرضاعة خلال الست أشهر الأولى من حياة الرضيع. كما أكد البروفيسور رحال، أن إعادة بعث نشاط مؤسسات الصحة الجوارية يعطي "أهمية كبيرة للاستجابة إلى متطلبات المنظمة العالمية للصحة"، لاسيما في مجال ترقية وتشجيع الرضاعة الطبيعية والتكفّل بصحة الأم والأطفال حديثي الولادة، داعيا بالمناسبة المشرفين على المعهد الوطني للصحة العمومية، إلى "تنظيم حملات إعلامية وتحسيسية واسعة حول هذا الموضوع". من جهته أشار المدير العام للمعهد الوطني للصحة العمومية، البروفسور عبد الرزاق بوعمرة، إلى الأهمية التي توليها وزارة الصحة، لترقية الرضاعة الطبيعية التي "تساهم في التخفيض من نسبة الوفيات لدى الأمهات والأطفال، وكذا في مكافحة سرطان الثدي والمبيض لدى الأمهات وحماية الصبي من مختلف الأمراض كالأمراض الجرثومية والحساسية والسمنة والسكري". وأشار إلى أن مجال ترقية الرضاعة يمس أزيد من سبعة برامج صحية على غرار خفض معدل الوفيات عند الأم والطفل، الوقاية من أمراض الإسهال، منع تنقل الأمراض الجرثومية ومكافحة الأمراض غير المتنقلة مثل سرطان الثدي الذي سجل معدلات مرتفعة. وخلص في ذات الصدد إلى أن الرضاعة الطبيعية هي صمام أمان وحماية من الأمراض، مشيرا إلى وجود برنامج عمل مشترك مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، للمساهمة في رفع الوعي بمعدل الرضاعة الطبيعية للنفع العام. بدورها قدمت الأخصائية في التغذية بالمعهد الوطني للصحة العمومية، الدكتورة سناء بوشايب، عرضا حول الرضاعة الطبيعية بالعالم وبالجزائر، مشيرة إلى أن المنظمة العالمية للصحة تعتبر الرضاعة الطبيعية أحسن وسيلة لحماية صحة الأم والطفل، وأن استعمال الحليب الصناعي لا يعوض مهما كان مزايا ومنافع حليب الأم. ووصفت في ذات السياق، الرضاعة الطبيعية بالمادة الصحية والاقتصادية المتوفرة في جميع الأوقات التي يحتاج إليها الرضيع، ما دفع بالمنظمة العالمية للصحة و(اليونيسف) إلى وضع توصيات تدعو من خلالها الدول إلى إعداد مخطط وطني للتغذية لدى الصبي والطفل من أجل الارتقاء بالرضاعة الطبيعية الحصرية إلى نسبة 50 بالمائة خلال 6 أشهر الأولى من حياة الطفل في سنة 2025. ومن جهتها دعت البروفسور نورة مروش، أخصائية في طب النساء والتوليد بالمؤسسة الاستشفائية العمومية لزرالدة، إلى ضرورة تحضير الأمهات الحوامل نفسيا إلى الرضاعة الطبيعية خلال فترة الحمل ومتابعتهنّ بعد الوضع، وذلك من خلال زيارتهنّ لمصالح الأمومة والطفولة من طرف القابلات ومعاينتهنّ من طرف الطبيب العام أو الأخصائي في طب النساء. وقد شهد اليوم التكوني تنظيم عدة ورشات ثم خلالها التعريف برياضة اليوغا وأهميتها في التنفس ومساعدة الحامل عند الطلق، إلى جانب معرض خاص بالتغذية والوجبات الصحية التي تعتمدها المرضع لتدر الحليب، وكذا مستحضرات التجميل ومخاطرها الصحية على الأم الحامل والمولود على المدى البعيد، حيث أشارت الدكتورة شنوفي، في تصريح ل« المساء" إلى أهمية الاستغناء عن بعض المنتجات الكيميائية واعتماد طبيعية الصنع والزيوت لحماية الأم من سرطان الثدي وحماية الطفل من مختلف الأمراض التي لا تظهر أثناء فترة الرضاعة لكنها تصيب الطفل بداية من سن المراهقة. جدير بالإشارة إلى أن هذا اليوم التكويني الإعلامي المنظم في إطار الاحتفال بالأسبوع العالمي الرضاعة الطبيعية، يهدف إلى تكوين مهنيي الصحة المرافقين للنساء المرضعات من أجل رفع معدل الرضاعة وضمان الصحة للمولود وحماية الأم من مختلف الأمراض.