دعا مختصون في الصحة إلى ضرورة ترقية وتشجيع الرضاعة الطبيعية، من أجل حماية صحة الأم والطفل والوقاية من الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة كسرطان الثدي المنتشر بكثرة لدى النساء، بالإضافة إلى تنظيم حملات تحسيسية لتوعية النساء بفوائدها الكبيرة التي تنعكس على صحة الطفل، مؤكدين تسجيل أقل من 50٪ من النساء الجزائريات اللواتي يفضلن الرضاعة الطبيعية. أوضح المدير العام للهياكل الصحية بوزارة الصحة البروفيسور إلياس رحال، في يوم تكويني نظم لفائدة مهنيي الصحة حول الرضاعة الطبيعية، أن وزارة الصحة تركز في مخطط عملها على الجانب الوقائي لمكافحة انتشار مختلف الأمراض التي تمس المواطن، من خلال وضع استراتيجية وقائية يشارك فيها جميع الفاعلين في الصحة. مشيرا إلى أن التكفل بصحة الأمهات والأطفال تعد من أبرز اهتمامات الوزارة في إطار الجهود المبذولة للتقليل من وفيات الأمومة وتوفير الرعاية الصحية للأطفال. ودعا البروفيسور رحال الأطباء المختصين في طب النساء والتوليد والقابلات والأطباء العامين، إلى ضرورة المساهمة الواسعة في تحسيس وتوعية النساء بأهمية الرضاعة الطبيعية وطريقتها والعوامل التي تساعد على رضاعة صحيحة من حيث الوضعيات وكيفية التعامل مع الطفل قبل، أثناء وبعد الرضاعه، مع مناقشة المشاكل العامة التي تواجه النساء المرضعات في إطار العمل على تشجيع النساء على الرضاعة الطبيعية التي تسجل تراجعا في الجزائر. وأبرز مدير المصالح الصحية بوزارة الصحة، الدور الهام للمؤسسات العمومية الجوارية في التكفل ومرافقة الأمهات والأطفال وتقديم الرعاية الصحية اللازمة، مشيرا إلى أن إعادة بعث نشاطها يعطي أهمية كبيرة للاستجابة إلى متطلبات المنظمة العالمية للصحة، سيما في مجال ترقية وتشجيع الرضاعة الطبيعية والتكفل بصحة الأم والأطفال حديثي الولادة، داعيا الى تنظيم حملات إعلامية وتحسيسية واسعة لتوعية النساء بأهمية الرضاعة الطبيعية. من جانبه قال المدير العام للمعهد الوطني للصحة العمومية البروفسور عبد الرزاق بوعمرة، إن ترقية الرضاعة الطبيعية تحظى باهتمام كبير من قبل وزارة الصحة بهدف المساهمة في تخفيض معدل الوفيات لدى الأمهات والأطفال، موضحا أن التحسيس والتوعية بأهمية الإقبال على الرضاعة الطبيعية بات أمرا ضروريا ويقتضي مساهمة جميع الفاعلين في الصحة. وأشار إلى تسجيل أقل من 50% من النساء الجزائريات اللواتي يفضلن الرضاعة الطبيعية، بحسب آخر الإحصائيات، مؤكدا أن هناك تراجعا في الإقبال على الرضاعة الطبيعية، بالرغم من منافعها الكبيرة على صحة الأم والطفل ودورها في الوقاية من عديد الأمراض، من بينها سرطان الثدي والمبيض لدى الأمهات وحماية الطفل من مختلف الأمراض، كالأمراض الجرثومية والحساسية والسمنة والسكري. بدورها شدّدت الأخصائية في التغذية بالمعهد الوطني للصحة العمومية الدكتورة سناء بوشايب، خلال تقديمها عرضا حول الرضاعة الطبيعية بالعالم والجزائر، على الإهتمام بالرضاعة الطبيعية والعمل على ترقيتها، نظرا لمزايا ومنافع الحليب الطبيعي على صحة الأم والطفل، موضحة أن الكثير من الأمراض الخطيرة يمكن تجنبها بفضل الرضاعة الطبيعية ولكن لا تلقى اهتماما من قبل الكثير من النساء في الجزائر. واعتبرت الأخصائية بأن الرضاعة الطبيعية تعد غداء طبيعيا مفيدا للطفل لا يمكن تعويضه بأي نوع آخر من الحليب، وهو ما يتوافق مع توصيات المنظمة العالمية للصحة واليونيسف، بوضع وإعداد مخطط وطني للتغذية لدى الصبي والطفل من أجل الارتقاء بالرضاعة الطبيعية الحصرية إلى نسبة 50٪ خلال 6 أشهر الأولى من حياة الطفل في سنة 2025.