تزامنا مع انطلاق الأسبوع الوطني للرضاعة الطبيعية، دق البروفيسور جميل لبّان، رئيس مصلحة الرضع بمستشفى مصطفى باشا الجامعي في العاصمة، ناقوس الخطر، محذرا من الخطر الذي يتهدّد الأطفال في سن الرضاعة، حيث قال: ''إنها في طريق الزوال، رغم أهميتها القصوى في الحفاظ على صحة الرضيع وأمه، على حد سواء''. جاء ذلك خلال ندوة علمية احتضنها، أول أمس، المعهد الوطني للصحة العمومية بالتنسيق مع وزارة الصحة ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة، وحضرها مختصون في طب الأطفال والرضع وقابلات، لتحسيس الأمهات بضرورة إرضاع أطفالهم بحليب الثدي الذي يعتبر مضادا حيويا طبيعيا، من شأنه أن يقي الصغير من كل الأمراض. وفي هذا الشأن، أكد البروفيسور جميل لبّان، منسق اللجنة الوطنية المشرفة على ملف فترة ما قبل الولادة ورئيس مصلحة الرضع بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، على أن حليب الأم يقي الرضيع من مختلف الأمراض، ويساهم في التقليل من نسبة وفيات الأمهات والصغير، على حد سواء. وأضاف ذات المتحدث قائلا: ''لم تعد الرضاعة الطبيعية تحظى بالأهمية الكبرى التي كانت تكتسبها في الماضي، ودليل ذلك تراجعها إلى نسبة 6, 1 بالمائة فقط، بعدما كانت لا تقلّ عن 80 بالمائة قبل 10 سنوات''. وفي هذا السياق، حذّر المختص من زوال الرضاعة الطبيعية مستقبلا، إن استمر الوضع على هذا النحو، ما لم تعمد السلطات العمومية إلى اعتماد سياسة وطنية قائمة على الحث على تشجيع الرضاعة الطبيعية. وتفيد معطيات منظمة الصحة العالمية الخاصة بالرضاعة الطبيعية، أن حليب الأم يحتوي على كل الحريرات ومكوّنات التغذية التي يحتاجها الرضيع في أشهره الأولى، ويحميه من عديد الأمراض، على غرار الأمراض التنفسية والإسهال. كما تطرّق ذات المتحدث لتجربة ''وحدات الكنغر'' التي شرعت فيها مصلحته منذ سنوات، والمتمثلة في وضع المولود الحديث على صدر أمه لفترة وإخضاعه للرضاعة بحليب صدرها فقط، دون أي مصدر غذائي آخر، مشيرا إلى أنها تجربة عالمية رائدة، أكدت نتائجها عبر مختلف الدول التي تبنتها في مساهمتها الفعلية في الحدّ من وفيات الصغار. وفي ذات السياق، أشار البروفيسور شافي بلقاسم، رئيس مصلحة أمراض النساء والتوليد بمستشفى وهران وعضو اللجنة الوطنية الممثلة للمستشفيات أصدقاء الرضع، إلى ضرورة تحسيس الأمهات بالرجوع إلى الرضاعة الطبيعية وتخصيص وقت كاف لها، بالاستعانة بأئمة المساجد لإبراز الجانب الديني الذي ينص على أهميتها، خاصة أنها تؤمّن للصغير تغذية صحية وسليمة، وتساهم في ترقية صحة الأم، بحمايتها من سرطان الثدي والرحم على حد سواء. من جهته، أكد السيد مانويل فونتان، ممثل منظمة الأممالمتحدة للطفولة بالجزائر، على أهمية تحسيس الأسر الجزائرية بأهمية الرضاعة الطبيعية، مقاسما بالتالي رأي البروفيسور شافي في الدور المهم الذي يلعبه، الأئمة والمرشدات الدينيات في المجال.