ليس غريبا أن يشن الجنرال فرنسوا بوشوالتر هجوما على الجيش الوطني الشعبي ويتهمه بالتورط في عملية اغتيال الرهبان السبعة في دير تبحيرين بالمدية سنة 1996، فهذا القائد العسكري الفرنسي السابق وإن لم يكن له أي ارتباط بالنخبة العسكرية الفرنسية التي نفذت حرب إبادة ضد الشعب الجزائري أثناء الاستعمار إلا أن أحد أقربائه كان عنوانا للقمع، وارتبط اسمه بانتهاك حقوق الإنسان في الجزائر ويتعلق الأمر بقائد أركان الجيش الفرنسي الأسبق موريس شميث. وتشير مصادر عليمة الى أن الجنرال فرانسوا بوشوالتر الذي أبعد في سنة 2008 من منصبه في وزارة أراضي ما وراء البحار يرتبط بعلاقة قرابة قوية بقائد أركان الجيش الفرنسي الأسبق موريس شميث المتهم بممارسة التعذيب لدى إشرافه على عمليات عسكرية خلال معركة الجزائر سنة 1957 وكان آنذاك برتبة نقيب. ويعد الجنرال شميت من أكثر الضباط الفرنسيين توسيما في الجيش الفرنسي للدور الذي قام به في تعذيب الجزائريين أثناء الثورة التحريرية وله كتاب حول معركة الجزائر كله تمجيد للجيش الفرنسي. ويحمل الجنرال فرنسوا بوشوالتر إضافة إلى صلة الدم بمجرمي حرب الاستعمار أحقادا أخرى ترتبط بعمله في الصحراء الغربية ضمن قوة حفظ السلام الأممية، وعرف عنه وقوفه إلى جانب المغرب ما أدى إلى إبعاده لاحقا من منصبه بعد تحرك صحراوي قوي في تجاه الأممالمتحدة. وليس غريبا عن الرجل المشهور بأعماله القذرة أن يقود هذه الحملة ضد الجزائر في هذه المرحلة، ويثير قضية اغتيال الرهبان ويزعم تورط الجيش الوطني الشعبي فيها. وإن لم يكن هذا الجنرال سفاحا بالتجربة فإنه سفاح بالوراثة.