تواصل أجهزة الإسعاف الليبية بمساندة الفرق الدولية، عمليات البحث عن آلاف المفقودين، بعد مرور أسبوع على الفيضانات المدمرة التي ضربت مدينة "درنة" الليبية وأودت بحياة آلاف الأشخاص، فيما تعالت الأصوات المطالبة بتكثيف الدعم والمساعدة لهذا البلد. رغم تضاؤل الآمال، تتواصل عمليات البحث عن ناجين في مدينة درنة شرقي ليبيا، وتستمر عمليات انتشال الجثث وسط تحذيرات من تفشي الأوبئة والأمراض في المدينة، حيث أفادت تقارير محلية أنه بعد أسبوع من الإعصار العنيف الذي ضرب المنطقة، لا تزال فرق الإنقاذ والإنعاش تعمل على المهام الأساسية مثل العثور على جثث الموتى والبحث عن المفقودين وإزالة الأنقاض وتحديد الأشخاص الذين هم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة. وتحدث رجال إنقاذ عن صعوبات بالغة تواجههم في درنة لأن "حجم الكارثة يتخطى الإمكانيات ولأن الدمار كبير، وكذلك الخسائر البشرية والأضرار المادية". ويعرقل الدمار الذي لحق بالطرق والجسور جراء الفيضانات، قدرة وكالات الإغاثة على الدخول إلى مدن متضررة بما في ذلك درنة وسوسة وشحات والمرج والبيضاء ومجتمعات ريفية أخرى. إلى جانب الخسائر الكبيرة في الأرواح، قدرت منظمات الإغاثة عدد سكان درنة الذين فقدوا منازلهم بنحو 30 ألف فرد من إجمالي عدد السكان البالغ 120 ألف نسمة. وقال الهلال الأحمر الليبي أن أكثر من 10 آلاف شخص فقدوا حياتهم، وأن أكثر من 30 ألف شخص شردوا من منازلهم، بعد انهيار سدين في مدينة درنة جراء العاصفة . في ذات السياق، طلبت منظمة الأممالمتحدة لغوث اللاجئين بتقديم مزيد من المساعدات لضحايا الفيضانات. وأصدر مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، نداء طارئا لجمع 71,4 مليون دولار للاستجابة للاحتياجات العاجلة لنحو 250 ألف ليبي الأكثر تضررا. وقدر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أن نحوحوالي 884.000 شخص في خمس مقاطعات يعيشون في مناطق تأثرت بشكل مباشر بالأمطار والفيضانات. وفيما تتواصل عمليات البحث عن ناجين وانتشال جثث الضحايا، حذرت لجنة الإنقاذ الدولية من "أزمة صحية عامة تتصاعد بشكل سريع" في المناطق التي ضربتها الفيضانات، لا سيما مدينة درنة الأشد تضررا. وذكرت اللجنة في بيان لها أمس، أن "الفيضانات الأخيرة لوثت بشكل بالغ مصادر المياه وخلطها بالصرف الصحي، وجعلتها غير آمنة للاستهلاك وتعرض المجتمعات لمخاطر صحية جسيمة". ولم يستبعد الهلال الأحمر الليبي الدعوة إلى إخلاء مدينة درنة، بعد إعلان حالة الطوارئ لمدة عام في المناطق المتضررة جراء السيول والفيضانات تحسبا لمنع تفشي أي وباء. وأوضح رئيس الهلال الأحمر الليبي، عبد السلام الحاج، أن إخلاء مدينة درنة "يبقى خيارا ورادا"، مؤكدا أن ذلك "يعتمد على الوضع الصحي داخل المنطقة، لأن هناك مخاطر صحية حقيقة موجودة حاليا، وهي انتشار الجثث وتلوث مياه الشرب بالمنطقة". تحذيرات أممية من خطر انتشار الأمراض كما حذّرت وكالات تابعة للأمم المتحدة، أمس، من خطر تفشي الأمراض التي قد تؤدي إلى "أزمة ثانية مدمرة"، جراء الفيضانات التي ضربت مدينة درنة الليبية وخلّفت آلاف القتلى. وأكدت أن المتضررين الذين بات عددهم 30 ألفا منهم بلا مأوى، بحاجة ماسة إلى المياه النظيفة والغذاء والإمدادات الأساسية، في ظل تزايد خطر الإصابة بالكوليرا والإسهال والجفاف وسوء التغذية. وقالت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، أن "فرقا من 9 وكالات تابعة للأمم المتحدة انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية على الأرض، لتقديم مساعدات ودعم إلى المتضررين من الإعصار دانيال والفيضانات". وأشارت إلى أن المسؤولين المحليين ووكالات الإغاثة ومنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة "يساورهم القلق بشأن خطر تفشي الأمراض، خاصة بسبب المياه الملوثة ونقص الصرف الصحي". وقالت البعثة إن "الفريق يواصل العمل على منع انتشار الأمراض والتسبب بأزمة ثانية مدمرة في المنطقة". إنقاذ طفلتين بعد محاصرتهما أسبوعا تحت الركام انتشلت فرق الإنقاذ الليبية طفلتين من تحت الركام في مدينة درنة، بعد أسبوع على كارثة الفيضانات المدمرة التي اجتاحت ليبيا وقتلت الآلاف وأغرقت أحياء سكنية بالكامل. وأعلن فريق الهلال الأحمر الليبي، في بيان صحفي أول أمس، العثور على طفلتين على قيد الحياة، جرى إنقاذهما بأعجوبة بعدما قضتا أياما تحت الأنقاض، في وقت تتواصل فيه جهود الإغاثة ومحاولات البحث عن المفقودين بدعم دولي. ونشر الهلال الأحمر الليبي، مقطعا مصورا لإخراج الفتاتين اللتين كانتا عالقتين تحت ركام بناية دمرتها السيول في مدينة درنة. في ذات الأثناء، انتشلت فرق الإنقاذ وخدمات الإسعاف عددا جديدا من الجثث من البحر أو من تحت أنقاض البنايات وحتى من الأودية، في ظل تحذيرات من تداعيات صحية وانتشار أمراض محتملة، جراء تحلل وتعفن الجثث وتلوث المياه في درنة والمناطق المجاورة لها. هلاك 5 أفراد من بعثة الإنقاذ اليونانية في حادث سير لقي 5 أفراد من بعثة الإنقاذ اليونانية مصرعهم، في حادث سير بالقرب من مدينة درنة الليبية، التي أتت عليها الفيضانات، الأسبوع الماضي. وقال وزير الدفاع اليوناني، نيكوس دندياس، أمس الاثنين، في تصريح إعلامي، أن خمسة أفراد من بعثة مساعدة إنسانية يونانية لقوا حتفهم في حادث سير بليبيا، أول أمس الأحد. المطالبة بتكثيف جهود الإغاثة بطريقة عاجلة ومنسقة طالب عبدالله باتيلي المبعوث الأممي إلى ليبيا، بضرورة تكثيف جهود الإغاثة بطريقة عاجلة وموحدة ومنسقة، مؤكدا عبر حسابه على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، الحاجة الملحة لتوحيد المؤسسات الليبية للاستجابة بفعالية لجميع التحديات التي تواجه البلاد. ويتوافد على مدينة درنة الليبية، عديد فرق الإغاثة المحلية والدولية إضافة إلى المتطوّعين، ويتعاون الجميع في البحث تحت الأنقاض للعثور على أحياء رغم تضاؤل الآمال بعد أيام من إعصار "دانيال" الذي ضرب منطقة واسعة في شرق ليبيا، وبالأخص مدينة درنة، حيث أعلنت السلطات الليبية حالة الطوارئ لمدة عام في المناطق المنكوبة جراء الإعصار والفيضانات.