أكد نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، أمس، أن العدوان الصهيوني المستمر ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومحافظة جنين بالضفة الغربية وغيرهما من المدن الفلسطينية، سيجلب العنف والتصعيد للمنطقة بأسرها، فيما اعتبرت الخارجية الفلسطينية هذا التصعيد الصهيوني "رد رسمي على دعوات إحياء عملية السلام". قال أبو ردينة في تصريح له أمس، إن "استمرار عمليات القتل اليومي بحق أبناء شعبنا، والتي كان آخرها في جنين وقطاع غزة، مخلفة استشهاد 4 مواطنين وإصابة العشرات، تتحمل مسؤوليتها سلطات الاحتلال التي تدفع بالأمور نحو المواجهة الشاملة التي لن يستطيع أحد تحمل عواقبها". وشدّد على أنه يتعين على الإدارة الأمريكية أن تعي جيدا أن المنطقة على وشك الانفجار جراء التمادي الصهيوني في القتل والتدمير وسرقة الأرض، داعيا الإدارة الأمريكية إلى التدخل فورا لوقف هذا الجنون الصهيوني قبل أن تصل الأمور إلى مرحلة الانفجار "الذي سيدفع الجميع ثمنه". كما شدّد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، على أن هذه السياسة الصهيونية المتطرفة "لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد وواهم من يعتقد أنه يستطيع فرض إملاءاته وسياساته على الشعب الفلسطيني صاحب الحق والعدل الذي لن يسمح بالمس بمقدساته وثوابته مهما كان الثمن". من جهتها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن جرائم الاحتلال الصهيوني المتصاعدة، والتي كان آخرها استشهاد 6 فلسطينيين، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة منذ مساء أول أمس، وحتى صباح أمس الأربعاء، "رد صهيوني على الدعوات لإحياء عملية السلام في المنطقة". وأدانت الخارجية الفلسطينية في بيان لها، أمس الاربعاء، جرائم الاحتلال الصهيوني في مخيم جنين وغزة وعقبة جبر بأريحا، مؤكدة أن الاحتلال "يتعمد تحويل الأرض الفلسطينية إلى ما يشبه ساحة حرب، في الوقت الذي تحمل فيه الفلسطينيين المسؤولية عن التصعيد لإخفاء حجم الانتهاكات التي ترتكب يوميا ضد أبناء الشعب الفلسطيني". وأضاف البيان "أن الكيان الصهيوني يحاول تكريس الحلول العسكرية في التعامل مع قضية الشعب الفلسطيني، بدلا من الحلول السياسية التي تعبر عن حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية العادلة والمشروعة، وتخريب أي جهود دولية وإقليمية لتحقيق التهدئة كمقدمة لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع". وأشارت الخارجية الفلسطينية، إلى أن "اقتحامات الاحتلال واعتداءاته على أبناء الشعب الفلسطيني، وإفلات الكيان الصهيوني المستمر من العقاب الذي يشجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم"، هي أوسع دعوة لتأجيج دوامة العنف، وتفجير ساحة الصراع، مطالبا بموقف دولي لإجبار الاحتلال على وقف تصعيدها. وعلى الصعيد الميداني، أصيب عشرات الطالبات الفلسطينيات، أمس، بحالات اختناق جراء إطلاق الجيش الصهيوني قنابل الغاز المسيل للدموع على إحدى المدارس شمالي الضفة الغربية. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان تداولته مصادر اخبارية محلية، أن "جيش الاحتلال استهدف مدرسة الإناث الأساسية في بلدة قراوة بني حسان بسلفيت، بقنابل الغاز المسيل للدموع"، مشيرة إلى وقوع عشرات حالات الإغماء والاختناق في صفوف الطالبات". وقال شهود عيان، وفقا لذات المصدر، إن قوة صهيونية اقتحمت قراوة بني حسان وسلمت ثمانية فلسطينيين إخطارات بهدم مساكنهم بدعوى البناء دون ترخيص، مع اندلاع لمواجهات بين السكان وقوات الاحتلال. وتشهد الضفة الغربية، منذ أشهر، حالة من التصعيد على خلفية الاقتحامات المتكررة لقوات الاحتلال واعتداءات المستوطنين على القرى والبلدات الفلسطينية . كما أصيب شاب بالرصاص وآخرون بالاختناق، أمس، خلال قمع قوات الاحتلال الصهيوني لمسيرات سلمية شرق قطاع غزة. وقالت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) إن جنود الاحتلال المتمركزين داخل مواقعهم وآلياتهم العسكرية المنتشرة على طول السياج الفاصل فتحوا نيران أسلحتهم وأطلقوا وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع صوب عشرات الفتية والشبان الذين يتظاهرون في عدة مناطق شرق مدينة غزة وشرق خان يونس وجباليا ما أدى لإصابة شاب بعيار ناري وآخرين بالاختناق بالغاز. وأشارت إلى أن قوات الاحتلال أطلقت الغاز السام المسيل للدموع صوب الطواقم الطبية والصحفية العاملة في الميدان لإعاقتها عن ممارسة عملها. وكان مواطن استشهد، أول أمس، وأصيب 12 آخرون عندما استهدفت قوات الاحتلال المسيرات السلمية التي تتواصل لليوم الرابع على التوالي، احتجاجا على الحصار المفروض على قطاع غزة وجرائم الاحتلال المتواصلة ضد أبناء الشعب الفلسطيني.