حذّرت الرئاسة الفلسطينية، أمس، من استمرار اقتحام المستوطنين المتطرفين بدعم من قوات الاحتلال الصهيوني للقدس المحتلة وللمقدسات الإسلامية والمسيحية في خروقات خطيرة من شأنها أن تقود إلى تفجر الأوضاع المتوترة في الأراضي المحتلة. قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن الاستفزازات الممارسة من قبل الاحتلال الصهيوني والمستوطنين "تشكل منهجا خطيرا هدفه تفجير الأوضاع، الأمر الذي سيؤدي إلى تداعيات خطيرة لا يمكن لأحد التكهن بنتائجها". ولفت أبو ردينة إلى أن الاحتلال الصهيوني يسعى من خلال تجاوزاته إلى خلق وقائع جديدة في القدس الشرقية، قبل أن يؤكد أنه "على الاحتلال أن يعلم جيدا أن القدس الشرقية بمقدساتها هي أرض فلسطينية عربية وجميع محاولاته ستفشل بتغيير طبيعة وتاريخ وهوية القدس..". وأكد في السياق أن العالم وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية عليه تحمل مسؤولية وقف تصرفات الاحتلال الصهيوني غير المسؤولة "خاصة وأن العالم والشرعية الدولية يتحدثان عن حلّ الدولتين على أساس حدود العام 1967 والقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2334". كما شدّد على أن السلام الشامل لن يتحقق دون تحقيق هذه الثوابت الوطنية والدولية وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة كما أقرتها الشرعية الدولية والقانون الدولي. وجاء تحذير الرئاسة الفلسطينية غداة اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء السافر على المصلين واعتقال عدد منهم وإغلاق المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل في خرق صارخ لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي. وأكد مجلس الأوقاف والمقدسات الإسلامية في القدس رفضه المطلق لإجراءات الاحتلال الصهيوني الهادفة إلى فرض أمر واقع جديد في القدسالمحتلة، حيث عبر عن رفضه ل"الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد من الاحتلال والمتطرفين اليهود تزامنا مع الأعياد اليهودية وسياسات الأمر الواقع الظالمة القائمة على منطق القوة التي يمعن بها الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك". وأدان في السياق سماح شرطة الاحتلال ل"مجموعات غلاة المتطرفين باقتحام الأقصى المبارك بحماية أمنية معززة وبمجموعات كبيرة وبمرافقة رموز دينية وسياسية عبر برنامج تهويدي تحريضي علني، بالإضافة إلى السماح لهم بممارسة طقوس تلمودية علنية وصامتة وبملابس وأزياء لها ارتباطات تلمودية مزعومة وكذلك السماح للمتطرفين بإدخال رموز دينية كسعف النخيل وغيرها من الانتهاكات". وأشار مجلس الأوقاف والمقدسات الإسلامية في القدس إلى أن "كل هذه الانتهاكات دليل قاطع على أن الأقصى في خطر كبير"، داعيا المسلمين إلى الحفاظ عليه في نفس الوقت الذي لفت فيه إلى أن "هذه الإجراءات تستدعي من بعض دول العالم الحر وخاصة العربية والإسلامية وقف حالة التهاون والتواطؤ بحق القدس ومقدساتها والتحرك العاجل الجاد بمستوى الخطورة التي تتعرض لها قضية الأقصى المبارك والتي كانت وستبقى قضية إسلامية جامعة وأمانة عظيمة في أعناق كل مسلم". ونفس موقف الإدانة عبرت عنه الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، أمس، التي اعتبرت تلك الخروقات امتدادا لانتهاكات الكيان الصهيوني المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة وخرقا صارخا لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي. وحمّلت الاحتلال الصهيوني "المسؤولية الكاملة عن تبعات استمرار هذه الجرائم والاعتداءات الممنهجة التي تغذي العنف والتوتر وعدم الاستقرار في المنطقة"، مطالبة المجتمع الدولي ب"تحمل مسؤولياته لوضع حد لهذه الانتهاكات الخطيرة" ومشدّدة على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات في مدينة القدسالمحتلة.