أعلن الكاتب الجزائري سعيد خطيبي، انسحابه من المشاركة في معرض فرانكفورت للكتاب، الأسبوع المقبل، بعد الانحياز الفاضح لهذه التظاهرة، للجانب الصهيوني في ما يحدث حاليا في غزة من مأساة؛ حيث أعلن منظمو معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، الجمعة، عن تضامنهم الكامل مع إسرائيل. وبالمقابل، أُلغي حفل توزيع جائزة الروائية الفلسطينية عدنية شبلي؛ ما أغضب اتحاد الكتّاب العرب، ومشاركين آخرين بالمعرض، ودفع عدة مؤسسات للانسحاب. قال خطيبي في بيان: "كان يُفترض أن أشارك في ندوتين؛ الأولى عن "نهاية الصحراء"، والثانية عن "الأدب العربي الحديث"، لكن إزاء الموقف السياسي الذي أعلنه معرض فرنكفورت بالانحياز إلى طرف ضد الآخر أمام ما يحصل من مأساة في غزة". وأضاف: "في وقت كنا نتمنى فيه أن يلعب الأدب دوراً في تقريب وجهات النظر وفي تأسيس حوار يخفّف ما نعيشه من آلام، وإزاء أيضا الظلم الذي تتعرض له الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي، حيث أُلغي حفل تسليم جائزتها كذلك، وتعرضت لحملة إعلامية غير منصفة وبعيدة عن الموضوعية، قررت إلغاء مشاركتي في معرض فرانكفورت هذا العام". شعور بالخزي وثناء على الانسحاب في المقابل، أعلنت هيئة الشارقة للكتاب في بيان رسمي، انسحابها من معرض فرانكفورت هذا العام، لتأييد دور الثقافة والكتب في تشجيع الحوار والتفاهم بين الناس. وأضافت: "نحن نعتقد أن هذا الدور أصبح أكثر أهمية الآن من أيّ وقت مضى". وجاء بعد ذلك بيان لجمعية الناشرين الإماراتيين، أعلن انسحابهم من المعرض؛ بسبب بيان المنظمين الأخير الداعم لإسرائيل. ومن القاهرة، أعلن اتحاد الناشرين العرب انسحابه من المشاركة بالمعرض، وقال في بيان: "في ضوء موقف معرض فرانكفورت الدولي للكتاب المنحاز وغير العادل تجاه الأحداث المأساوية التي تشهدها المنطقة والتصريحات الصادرة في هذا الشأن، فقد قرر اتحاد الناشرين العرب، سحب مشاركته في المعرض". وتفاعل عدد من رواد مواقع التواصل مع خبر الانسحاب. وأثنى كتّاب وأدباء بينهم الروائي العراقي محسن الرملي، على قرار انسحاب هيئة الشارقة للكتاب، من المعرض. وتفاعل رواد آخرون مع دعم منظمي المعرض لإسرائيل. وعبّرت الناشطة كيارا عن شعورها بالخزي تجاه موقف المعرض لما يحدث في فلسطين، وأضافت: "لم يكتفوا بإلغاء حفل توزيع جائزة الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي، بل أيضا يعلنون تضامنهم مع إسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي". وعلّق الناشط عارف ذو الكفل متعجبا مما يحدث: "تدعمون الإبادة الجماعية الفلسطينية! باعتبارك شخصا ينظم معرضا للكتاب، من المتوقع منك أن تكون قادرا على قراءة وفهم الوضع الحالي. ومن الواضح جدا أن إسرائيل هي الشرير (كما كانت دائما)". "تفصيل ثانوي".. بين السياسة والإبداع وكان من المقرر أن تتسلم الكاتبة الفلسطينية المقيمة في برلين عدنية شبلي، جائزة أدبية تمنحها الجمعية الأدبية الألمانية "ليتبروم" في معرض فرانكفورت، عن روايتها "تفصيل ثانوي" (2017) يوم الجمعة المقبل. وجاءت الرواية في قالب درامي. ولا تشمل تفاصيل سياسية مباشرة. وتدور في زمنين منفصلين؛ حيث تحكي قصة فتاة فلسطينية من النقب، يغتصبها جنود إسرائيليون بعد عام واحد من النكبة الفلسطينية، بينما تحاول فتاة أخرى بعد نصف قرن، البحث عن وقائع الجريمة الأولى. وتؤرخ الرواية للمعاناة الفلسطينية بدءا من التهجير في زمن النكبة، حتى المنع من التنقل بين مناطق الأراضي الفلسطينية.ونُشرت الترجمة الإنجليزية للرواية بقلم إليزابيث جاكيت في عام 2020. وتم إدراجها في القائمة الطويلة لجائزة البوكر الدولية في العام التالي، وفي قوائم جوائز أخرى. وقالت جمعية "ليتبروم" في بيانها للإعلان عن الجائزة، إن رواية شبلي "عمل فني مؤلَّف بدقة، يحكي عن قوة الحدود، وما تصنعه الصراعات العنيفة بالناس". وأكدت الجمعية التي تسعى لدعم أدب الجنوب العالمي من بلدان إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، أنها لم تغيّر موقفها في منح جائزتها لرواية عدنية شبلي رغم الانتقادات والاتهامات. وكانت جمعية المؤلفين الألمان أبدت في وقت سابق، عدم قبولها الانتقادات الموجهة للرواية. وقالت إيفا ميناسي المتحدثة باسم نادي القلم في برلين: "لا يوجد كتاب يصبح مختلفا (أفضل أو أسوأ أو أكثر خطورة) بسبب تغيّر السياق الإخباري". وتابعت: "إما أن يكون الكتاب مستحقا للجائزة، أو لا يكون.. إن قرار لجنة التحكيم بشأن شبلي والذي صدر قبل أسابيع، كان، في رأيي، قرارا جيدا للغاية. وسحب الجائزة منها سيكون خطأ جوهريا، من وجهة نظر سياسية.. ومن وجهة نظر أدبية". انحياز صارخ لبني صهيون وتحدّث يورغن بوس، مدير معرض فرانكفورت للكتاب، بانحياز صارخ للرواية الإسرائيلية، فقال: "إن حرب الإرهاب ضد إسرائيل تتناقض مع جميع قيم معرض فرانكفورت للكتاب. يدور معرض فرانكفورت للكتاب، دائما، حول الإنسانية، مع التركيز على الخطاب السلمي والديمقراطي. لقد تحطمت هذه الإنسانية مرة أخرى؛ بسبب هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل". وأعلن مدير المعرض عدم إمكانية إقامة الحفلات الموسيقية بالمعرض. وأضاف: "سنعطي الأصوات اليهودية والإسرائيلية مساحة أكبر بشكل خاص في معرض الكتاب". وأعلن عن فعاليات فنية وأدبية تضامنية مع إسرائيل، إضافة إلى مشاركة نادي القلم في برلين، في تنظيم حدث بمسرح المعرض بعنوان "بدافع القلق على إسرائيل". ولم يذكر مدير المعرض شيئا عما إذا كان سيتم إفساح المجال لأيّ أصوات فلسطينية. وبالمقابل، لا تشهد فعاليات المعرض المصاحبة، أي مشاركة من أدباء أو كتّاب أو مفكرين فلسطينيين.