* 4218 شهيد وأكثر من 13 ألف جريح في 14 يوما من القصف الصهيوني يمر اليوم أسبوعان كاملان على جرائم الحرب متكاملة الأركان والمحارق التي يواصل الكيان الصهيوني الدموي ارتكابها في حق سكان قطاع غزّة المنكوب على المباشر، وأمام أعين ومسمع عالم أبان عن نفاق لا مثيل له، ونزع القناع عن زيف غربي اعتاد انتهاج سياسة الكيل بمكيالين والمتاجرة بدماء الأبرياء من الشعوب المستضعفة. فهذا العالم وبالتحديد الغربي منه الذي وضع القوانين الدولية الحقوقية والإنسانية ومواثيق العدالة والمساواة ومعاهدات جنيف التي تحدد قوانين الحرب، داس على كل ذلك بدعمه اللامتناهي واللا مشروط لإسرائيل حتى وهي ترتكب إبادة جامعية على الملأ بقتلها المتعمد لمئات الأطفال والنساء العزّل من المدنيين مادام الأمر يتعلق بالفلسطينيين وغزّة. ولم يستطع هذا العالم بكل تلك الترسانة من اللوائح والقوانين الأممية والدولية والمنظمات والهيئات التي أنشأها لتطبيقها بزعم تحقيق "العدالة الإنسانية" من إرغام اسرائيل على قبول هدنة إنسانية ولو لساعات قليلة من أجل السماح بإيصال قطرة ماء أو رغيف واحد لمحتاجيه بشدة في القطاع. وإلى غاية أمس، بقيت قلوب الغزاويين المنهكين والمفزوعين والمجروحين والمشردين متشبثة بآمال إمكانية فتح اليوم معبر رفح البري الحدودي مع مصر المتنفس الوحيد لهم على العالم لإدخال ما يمكن إدخاله من المساعدات الإنسانية. ووصل أمس، الأمين العام الأممي، أنطونيو غوتيرس، إلى رفح على الجانب المصري ليشرف بنفسه على إدخال المساعدات الإنسانية العالقة منذ أيام بسبب قصف اسرائيل للمعبر وتهديدها بقصف أي شاحنة تجرء على الدخول، ليرسل رسالة أمل إلى سكان غزّة لكن بعد أن سقطت الأقنعة وبلغ السيل الزبى. ومن أمام معبر رفح المؤصدة بابه في وجه المساعدات دعا غوتيريس، إلى "الدخول السريع للمساعدات الإنسانية إلى هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية" المحاصر والمدمر. وقال بأنه يتواصل "بنشاط مع مصر واسرائيل والولايات المتحدة من أجل ضمان إمكانية العبور السريع للشاحنات". لكن الرقم الأول عن المنظمة الأممية أشار إلى وجود بعض الشروط من الجانب الاسرائيلي قد تعيق إيصال هذه المساعدات على غرار ضمان عدم وقوعها في يد المقاومة وإيصالها فقط إلى المدنيين في جنوب غزّة الذين لم ترحمهم اسرائيل عندما اقترفت مجزرة المعمداني، وغيرها من المذابح والمحارق التي لا تزال قواتها ترتكبها في غزّة. من جانبه أكد مسؤول الوضعيات الاستعجالية في الأممالمتحدة، مارتن غريفيث، وجود مفاوضات معمقة ومتقدمة مع كل الأطراف المعنية لضمان إدخال المساعدات إلى غزّة. وترفض حكومة الاحتلال فتح معبر رفح وتشترط إطلاق الرهائن الذين أسرتهم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وغيرها من فصائل المقاومة المشاركة في عملية "طوفان الأقصى". كما تشترط ضمان عدم إمكانية وصول هذه المساعدات إلى المقاومين الذين تعتقد أن مقرهم الرئيسي في شمال القطاع الذي حولته بقصفها المكثف إلى كومة من الرماد بعد أن دمرت وخربت مبانيه وبناه التحتية، ولم تستثن حتى المؤسسات الصحية والمساجد والكنائس والمدراس التابعة لوكالة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين "أونروا". وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعلن بعد زيارته الكيان الصهيوني عن إقناع هذا الأخير بفتح المعبر وتحدث عن إجراءات قد تتخذ بعض الوقت مما قد يعطل هذه المهمة الإنسانية إلى اليوم السبت. والحقيقة أن الرئيس الأمريكي، الذي ينطبق عليه المثل المصري القائل "يقتل القتيل ويمشي في جنازته"، هو آخر شخص يحق له الحديث عن الانسانية وهو الذي سارع إلى منح اسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة قتلها المدنيين في غزّة، وقدم ما يلزم من الدعم العسكري والمالي بعدما تبنى الرواية الصهيونية عن سابق الإصرار والترصد. فهل ستتم إغاثة سكان غزّة اليوم أم ستبقى الإنسانية رهينة حسابات ومصالح اسرائيل والولايات المتحدة وكل من سار في فلكهما من الأوروبيين وعالم غربي منافق؟. 4218 شهيد وأكثر من 13 ألف جريح في 14 يوما من القصف الصهيوني أعلنت وزارة الصحة، في قطاع غزّة أمس، عن بلوغ حصيلة شهداء القصف الصهيوني المستمر على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية منذ أسبوعين، ما لا يقل عن 4218 شهيد وأكثر من 13 ألف جريح غالبتهم من الأطفال والنساء. ومن بين هؤلاء الشهداء 16 شخصا سقطوا في قصف صهيوني عنيف استهدف مساء أول أمس، كنيسة في مدينة غزّة احتمت بداخلها العديد من العائلات المدمرة بيوتهم. كما تتضمن حصيلة الشهداء ما لا يقل عن 46 عضوا من الطاقم الطبي في غزة وأكثر من 85 مصابا سقطوا على إثر استهداف الكيان الصهيوني للمستشفيات وسيارات الإسعاف والمسعفين غير آبه لا بالقوانين ولا الشرائع الدولية والإنسانية. وحذّرت سلطات غزّة، من امكانية توقف عمل سبع مستشفيات و21 مركزا صحيا بسبب انتهاء مخزون الوقود جراء الحصار الصهيوني المشدد الذي يمنع دخول كل شيء إلى القطاع حتى الماء والوقود والدواء. وفي الوقت الذي لا يزال فيه سكان غزّة ينتظرون الإمدادات من المساعدات الإنسانية حذّر المفوض السامي الأممي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، من أن استمرار التصعيد العسكري الصهيوني في غزة سيكون كارثة على السكان. وقال في ندوة صحفية عقدها أمس، في العاصمة اليابانية طوكيو، إنه "يمكن أن أقول بكل تأكيد أن أي تصعيد أو مواصلة الأنشطة العسكرية ستكون ببساطة كارثة بالنسبة لسكان غزّة". ويطلق المسؤول الأممي صافرة الإنذار في وقت يجري فيه الحديث عن عملية عسكرية برية وشيكة لجيش الاحتلال الذي تستعد قواته لدخول قطاع غزّة بكل ما تحمله مثل هذه المقامرة من عواقب وخيمة حذّر منها حتى الرئيس الأمريكي الحليف رقم واحد والقوي للإسرائيل. وقال إن حكومة بنيامين نتانياهو سترتكب خطأ إذا شنت عملية برية لغزو القطاع.