لليوم الخامس عشر على التوالي، يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه على قطاع غزة، في محاولة لإبادة كافة أشكال الحياة في القطاع وتهجير سكانه قسريا عبر تعمده استهداف المناطق والأحياء السكنية بالإضافة إلى قوافل النازحين ومزودي الخدمات الطبية. وتشير إحصائية الشهداء التي ترتفع على نحو متسارع منذ اليوم الأول للعدوان، إلى تجاوز عددهم من 4000 شهيد ونحو 13 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء. على صعيد آخر، تسود حالة ترقب لدخول أولى قوافل المساعدات. بينما يدخل العدوان الصهيوني الغاشم على غزّة أسبوعه الثالث غدا، يواصل طيران الاحتلال قصف مناطق واسعة ومتفرقة في قطاع غزة، من دون أي اعتبارات للمناطق المأهولة أو تلك التي لجأ إليها النازحون للاحتماء من نيران القنابل. وقد دمر طيران الاحتلال في ضرباته، عشرات الأبراج السكنية في مدينة الزهراء وسط قطاع غزة. وأفاد إعلام فلسطيني بسقوط شهداء وجرحى في قصف لشقة سكنية في برج فلسطين بدير البلح وسط غزة، مضيفا أن الطائرات الصهيونية دمرت أكثر من 20 برجا سكنيا في مدينة الزهراء. وكانت وسائل إعلام فلسطينية أفادت أمس بأن الجيش الصهيوني شن سلسلة من الغارات العنيفة غرب غزة، فضلا عن غارات طالت مواقع جنوب القطاع وشماله. هذا، ونشر سلاح الجو الصهيوني على "إكس" (تويتر سابقا)، مشاهد للقصف على الأحياء السكنية في غزة. قصف كنيسة الروم الأرثوذكس في غزة وكانت مصادر فلسطينية أعلنت أن الكثير من النازحين الذين لجأوا إلى حرم كنيسة في غزة استشهدوا وجرح عدد آخر في غارة للاحتلال، وأفادت المصادر، أن الغارة تسببت بوقوع أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى في حرم كنيسة الروم الأرثوذكس في مدينة غزة، فيما أفاد شهود أن الضربة أصابت على ما يبدو هدفا قريبا من الكنيسة التي لجأ إليها الكثير من مواطني غزة. ضوء أخضر لاجتياح غزة والمقاومة تتوعد وكانت شبكة "إيه بي سي نيوز" نقلت عن عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر في الكيان الصهيوني ووزير الاقتصاد نير بركات، أن الجيش حصل على "ضوء أخضر" لاجتياح غزة عندما يكون مستعدا. وقال الوزير الصهيوني "سنبذل قصارى جهدنا لإعادة أسرانا أحياء، لكن الأولوية الأولى والأخيرة هي تدمير حماس". في المقابل، توعد المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاحتلال بأن فاتورة الحساب لهجماته على قطاع غزة ستكون قاسية ومؤلمة، وقال في تسجيل صوتي إن الكيان الصهيوني سيدفع ثمن جرائمه. مضيفا "لن تمرر المقاومة ولا الشعب الفلسطيني هذه الجرائم". وأضاف المتحدث باسم كتائب القسام أن دعم الإدارة الأميركية للاحتلال "لن يسعفها"، معتبرا أن "العدو اليوم في أسوإ حالاته منذ 75 عاما، وهذه فرصة الأمة التي ينبغي ألا تضيعها". وأضاف: "مستعدون لمعركة طويلة مع الاحتلال من أجل الدفاع عن الأقصى والقدس". المساعدات الإنسانية بمعبر رفح وبينما توقعت مصادر فتح معبر رفح البري أمس لإدخال شاحنات محملة بالمساعدات الإغاثية للقطاع، نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مصادر لم تسمها، أنه من غير المتوقع فتح معبر رفح الحدودي قبل إجراء إصلاحات للطرق على الجانب المصري من المنطقة العازلة". ونقلت الشبكة عن مصدر أن "هناك أيضا كثير من التفاصيل التي تُدرس من أجل ضمان استدامة المساعدات"، وذكرت أن مسؤولين أمريكيين يتوقعون الآن أن تعبر أولى قوافل الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية بداية الأسبوع الجديد "ومن المحتمل أن يكون ذلك اليوم السبت". وأكدت الشبكة أيضا أن دولة الاحتلال سترغب في المشاركة في آلية مراقبة شحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة للتأكد مما يتم إدخاله إلى القطاع. غوتيريش: الشاحنات يجب أن تدخل بسرعة هذا، وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في كلمة أمام معبر رفح، أن شاحنات الإمداد يجب أن تدخل غزة بأسرع وقت. وأضاف أن الأممالمتحدة تتصل بكافة الأطراف من أجل ضمان توضيح شروط وقيود دخول المساعدات، لكي نتمكن من تحريك الشاحنات، وأكد أنه من الضروري دخول الشاحنات يوميا إلى غزة لإغاثة السكان هناك. ووصل إلى مطار العريش في شمال سيناء، امس الجمعة، غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة. ومن المقرر أن يعطي غوتيريش إشارة دخول المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة خلال ساعات قليلة، وسط تعزيز أمني من قبل قوات الجيش المصري. من جهته، أعلن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث، أن أول شحنة مساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح مع مصر، ستدخل اليوم السبت على أقرب تقدير، بعد أن كان متوقعا أن تدخل أمس إلى القطاع المحاصر. مسيرات عالمية وقيود على الأقصى خرج ملايين المتظاهرين في عدة دول حول العالم أمس في مسيرات احتجاجية لرفض العدوان الصهيوني على غزة، والمطالبة بفتح معبر رفح وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. ومن ناحية ثانية، قال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، إن الشرطة الصهيونية فرضت قيودا مشددة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، للأسبوع الثاني على التوالي، وقال شهود عيان، إن عشرات المصلين اضطروا لأداء صلاة الفجر في الطرق المؤدية إلى المسجد، بعد منعهم من الدخول لأداء الصلاة. وكانت الشرطة الصهيونية سمحت لنحو 5 آلاف شخص فقط بأداء صلاة الجمعة في الأقصى الأسبوع الماضي، علما بأنه يؤديها عادة أكثر من 50 ألف شخص. وأدّى المئات، الجمعة الماضية، الصلاة في الشوارع القريبة من البلدة القديمة بعد منعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى.