يتعرض عمال النظافة يوميا إلى مخاطر مختلفة تجعلهم عرضة لإصابات متنوعة، سواء الجروح المختلفة، أو تلقي بعض الأمراض التي يصاب بها هؤلاء العمال نظرا لاتصالهم المباشر بالنفايات بكل أنواعها، فهناك عمال أصيبوا بكسور وجروح مختلفة، ومنهم من أصيب بأمراض كالالتهاب الكبدي (ب) وآخرون تعرضوا لاستفزازات وحتى الضرب من طرف البعض الذين لا يدركون قيمة عامل النظافة الذي يشقى من أجل نظافتهم لا غير. أكيد أن الكل قد لاحظ الظروف التي يعمل فيها هؤلاء العمال الذين يقومون بتنظيف الشوارع، ورفع كل ما يخلّفه السكان من قمامة، كما يتساءل البعض كيف يعقل أن يقوم هؤلاء العمال بعملهم دون ارتداء القفازات، أو بعض اللوازم الأخرى التي من خلالها يحافظون على صحتهم؟ وفي هذا الإطار، صرحت مديرة مدرسة النظافة ببولوغين (التابعة لمؤسسة نات كوم) السيدة ياكراو، بأن كل الإمكانيات متوفرة، وأن كل عامل يحصل على كل اللوازم الضرورية من قفازات، أحذية ولباس خاص، غير أن العمال في حد ذاتهم هم الذين يختارون القيام بعملهم دون استعمالها رغم المخاطر الكبيرة التي تحدق بهم يوميا، وعلى هذا الأساس -تضيف- باشرنا بحملات توعوية لصالح هؤلاء العمال تتم عبر دروس تطبيقية في هذه المدرسة، نلقنهم فيها مثلا كيفية حمل الأشياء الثقيلة التي قد تسبب لهم إصابات على مستوى الظهر. وتقول الطبيبة مهدي رئيسة المصلحة الاجتماعية والمكلفة بالطب الاجتماعي على مستوى (نات كوم): "نعمل على تحسيس هؤلاء العمال وتوعيتهم بأن هناك مخاطر كثيرة، ويجب توخي الحذر خلال حملهم لهذه النفايات كونها تحوي أشياء متنوعة كالحقن المستعملة، وأشياء حادة، ومواد كيميائية، ونفايات ثقيلة أيضا". ولأن معظم هؤلاء العمال لا يستعملون الملابس الواقية لتجنب الإصابات، فإن العديد منهم تعرض لها -حسبها- "فقد كانت هناك حالات مختلفة لإصابات عمالنا، فإلى جانب الجروح المختلفة جراء حمل بعض الأشياء الحادة المخبأة في أكياس، فإن هناك حالات أخرى تتعلق بإصابات على مستوى الظهر نظرا لحمل أشياء ثقيلة، بالإضافة إلى الإصابة بالالتهاب الكبدي (ب)". وبعد التأكد من إصابة أي عامل خلال آداء مهمته، فإنه يحوّل مباشرة الى مستشفى القطار حيث تجرى له الفحوصات الضرورية، مع التلقيح الذي أصبح اجباريا لكل العمال بمجرد انضمامهم للعمل في (نات كوم). وقد أشارت السيدة مهدي إلى أن مصالحها سجلت 60 حادثا، منها 10 حالات، عبارة عن وخزات بالحقن المستعملة، الأمر الذي يستدعي تدخلا سريعا، وهذا تفاديا للتعرض لأي فيروس خطير، خاصة أن هذه الأخيرة أصبحت كثيرة، كما أن خطر الإصابة بمختلف الأمراض ليس وحده ما يهدّد حياة عمال النظافة، بل يمتد الى تعرضهم للاعتداء من طرف بعض الأشخاص الذين لا يساعدونهم على آداء مهامهم، وذلك بالضرب والشتم والتقليل من قيمتهم، مثلما حدث مع أحد عمال (نات كوم) الذي رفض أن يحمل الفول السوداني لأحد التجار خوفا من الإضرار بالشاحنة الخاصة بسحق النفايات، ليقوم هذا الأخير بالاعتداء عليه مما سبب له كسرا على مستوى قدمه. هذا وتسهر شركة (نات كوم) على راحة عمالها وتفادي مثل هذه الأخطار والإصابات وهذا من خلال توعيتهم من جهة، وتوفير كامل الإمكانيات من جهة أخرى حسبما صرحت به الطبيبة مهدي "سنجلب أقنعة واقية، ونظارات خاصة توزع على العمال، حتى نتفادى إصابتهم بالأمراض التنفسية أو أمراض العيون، ونحن ننتظر قدومها لتوزيعها عليهم". ويخضع العمال للفحوصات الطبية دوريا، وتلقيح ضد مرضي الدفتيريا والتيتانوس، كما تؤكد مديرة المدرسة أن هناك اتصال مع العمال، وهم يريدون معرفة كل شيء ويطرحون كل الأسئلة المتعلقة بصحتهم. ومن أجل الإسعافات الأولية السريعة، فقد جهزت فرق التدخل بعلب صيدلية في انتظار تعميم هذه العلب على كل الشاحنات الخاصة بالنظافة على مستوى العاصمة، والتي تتكفل بها شركة النظافة (نات كوم).