يصادف العديد من عمال النظافة أثناء قيامهم بمهمة جمع النفايات والفضلات مخاطر لا تعد ولا تحصى، ولعل أخطرها إصابتهم بمختلف الامراض الفتاكة والمعدية، نتيجة احتكاكهم المباشر واليومي بالفضلات خاصة الكيميائية منها، ومخلفات المستشفيات، وفي هذا السياق أفادتنا الدكتورة ''مهدي'' المشرفة على الرعاية الطبية لعمال النظافة ''نات كوم'' بالمخاطر التي تهددهم يوميا. ما هي الامراض والاوبئة التي يتعرض لها عمال النظافة ''نات كوم'' خلال فصل الصيف؟ إن الامراض التي تصيب عمال النظافة لا تقتصر فقط على فصل الصيف أين تنتشر االبكتيريا، بل على طول السنة ومن بينها أمراض فتاكة وخطيرة على صحة الانسان كفقدان المناعة، أمراض جلدية، الحساسية، الاقزيما، أمراض العيون كالالتهاب مثلا، أمراض تنفسية كالربو. بالاضافة إلى حوادث العمل أين يتعرض العمال إلى جروحات خطيرة نتيجة إصابتهم بالمواد المستعملة كالربو والحقن وكذلك الزجاج شطايا الخشب..؟ هل سجلتم حوادث إصابات أو حالات أمراض خلال هذه الصائفة؟ بالطبع وككل صائفة نسجل حالات عديدة وإصابات يتعرض لها العمال، فكل يوم تسجل إصابات وجروح متفاوتة الخطورة، لا سيما وأن أغلبهم يتخلى عن إرتداء القفازات، لانها تصعب من مهمة رفع الاكياس البلاستيكية، فيمكن أن تحصى إصابة معدل ثلاثة أعوان نظافة يوميا. ما هي العراقيل التي تهدد عمال النظافة هل يواجهونها أكثر في الاسواق الموازية التي تخلف فضلات كثيرة أثناء هذا الفصل أم يعانون مع فضلات المستشفيات كالابر والحقن الملوثة مثلا؟ يعاني عمال النظافة من كافة العراقيل التي كانت تواجههم يوميا أثناء قيامهم بعملهم اليومي، فمن حين لآخر كان عمال النظافة يفرزون ردم البنايات وقطع الزجاج المختلطة بالنفايات المنزلية، لأن غياب الحس المدني من قبل بعض المواطنين جعلهم يخلطون كل أنواع النفايات، مما يتسبب في حوادث عمل يومية ، كذلك فإن العديد من المواطنين لا يحترمون وضع الاكياس والنفايات داخل الحاويات، بينما تظل فارغة وتلقى الاكياس بجانبها، كما يواجهه أعوان النظافة خلال عملهم أثناء الليل مشكلا آخر لا يقل أهمية عن المشاكل الاخرى، تتعلق أساسا بركن السيارات بالقرب من مواقع جمع النفايات، مما يحول دون حمل الحاويات المملوءة وإفراغها بصعوبة كبيرة، بالإضافة إلى المخلفات والفضلات التي يخلفها التجار وراءهم في الاسواق الموازية من خضر وفواكه وكرتون وأكياس، مما ينجز عنه روائح كريهة ، وتحوم حولها مختلف أنواع الجراثيم والحشرات، ناهيك عن فضلات المستشفيات التي تنقل مختلف الامراض الفتاكة منها والمعدية لاعوان النظافة. هل يعرض العمال على فحص طبيب دوري؟ بالتأكيد لان هذه المهمة فيها الكثير من المخاطر ، خاصة باعتبار هذا المجال ناقلا لمختلف الامراض والاصابات الخطيرة، هذا يجبرنا على القيام بفحوصات دورية لجميع العمال للاطمئنان على سلامتهم الصحية وهل يعلمون ليلا فقط في هذا الفصل أي فصل الصيف؟ العمال الذين ينتقلون بالشاحنات الخاصة بجمع القمامة يعملون ليلا وفي أوقات محددة أما عمال البلديات فيعمولن صباحت فينتقلون في أرجاء الاحياء لجمع النفايات المتناثرة على حافة الطرقات. هل يحترم المواطنون مواعيد إلقاء الفضلات أصلا، كإلقاء الزجاج المكسور ومواد تعرض العمال للخطر؟ في هذا السؤال تحديدا نجد أن بلدية الجزائر الوسطى إتخذت عدة إجراءات بغية الحفاظ على نظافة الشوارع وأحياء المنطقة، التي شهدت خلال الفترات الماضية تدهورا كبيرا، لانعدام الحس المدني لدى المواطنين القاطنين بالمنطقة إلى جانب الفوضى واللامبالاة من طرف البعض الاخر، خاصة فيما يتعلق برمي القمامة والخردوات المنزلية، فقد توعدت هذه الاخيرة بأن تطبق قوانين صارمة في حق السكان ، وحتى أصحاب المحلات تصل إلى حد دفع غرامات مالية، أو غلق المحل لمدة معينة ، وهذا من أجل وضع حد للمارسات اللاعقلانية التي يتخذها بعض المواطنين مما يتعلق بكيفية التعامل مع القمامة، سواء كانت متعلقة بالمنزل أو حتى التي لها علاقة بالتجارة وأصحاب المطاعم والأكلات السريعة، وهو ما انطلقت فيه فعلا بلدية الجزائر الوسطى والتي إتخدت إجراءات جديدة تعلن فيها للمواطنين والتجار والحرفيين عن ضرورة إحترام توقيت رمي النفايات التي تم تحريدها من الثامنة مساء إلى غاية الساعة العاشرة ليلا ، لكي يتسنى لاعوان مؤسسة نات كوم جمع النفايات في وقت واحد، هذا وكانت ذات المصالح قد منعت منعا باتا رمي الاحجار والخردوات على الطريق العمومي، إلى جانب منع التجار من رمي فضلاتهم خارج الاوقات المعلن عنها سابقا ، حيث تحق بكل من يحالف هذا القرار بإصدار تعليمات تصل إلي حد غلق المحلات لمدة غير محدودة، وقد قامت بلدية الجزائر الوسطى بالاعلان عن هذا القرار عن طريق تلصيق إعلانات بمدخل كل العمارات، فيما تجند بعض الاعوان لاخبار أصحاب المحلات بالقرار الجديد، من أجل نشر القوانين الجديدة التي لاقت إستحسان اوصدى لدى مختلف الشرائح.