احتضن المعهد العالي لفنون العرض ومهن السمعي البصري سهرة فنية تضمّنت معرضا للفنون الحرفية والتشكيلية وعروضا فنية للبالي الوطني لكلّ من غينيا الاستوائية، بوركينا فاسو وتنزانيا بالإضافة إلى عروض أزياء لدار عزي للخياطة والتطريز. بعد مشاركته في معرض للفنون التقليدية والتشكيلية بقصر الثقافة حطّ عرفي كريم رحاله بالمعهد العالي لفنون العرض ومهن السمعي البصري، ليواصل تقديم أعماله الجديدة التي تعتمد على تقنية استعمال الجلد في اللوحات الزيتية. عرفي كريم فنان متعدّد المواهب والفنيات فهو إلى جانب كونه رساما، نحاتا وشاعرا وكاتب قصة، مطبعيا ورسّاما كاريكاتوريا وصانع دمى كبيرة، أبدع تقنية جديدة يقول أنّه أوّل من استعملها في الجزائر وتتمثّل في صنع شخصيات بالجلد وإلصاقها في اللوحات الزيتية، لتشكّل كل واحدة حكاية ومسارا حياتيا. يقول كريم أنّ حكايته مع الجلد بدأت بالصدفة إذ أراد في يوم من الأيام، صنع قلادة للأطفال من الجلد فوجد نفسه يصنع وجه امرأة كان فاتحة خير عليه، حيث فتح له أبواب تقنية جديدة استعملها في اللوحات السبع للمعرض، وتناول في إحدى لوحاته امرأة من الجلد ترتدي لباسا هو مزيج من التقاليد العربية البربرية والعثمانية، وهذا من خلال ارتدائها للفوطة البربرية مثلا أو حملها لريشة تركية، وتحمل قلّة رمزا لتقليد عاصمي يتمثّل في "البوقالة"، وتمثّل لوحة أخرى حالة صيد إذ يحمي أسد شبله من الصيادين معرّضا نفسه للخطر، وتحكي لوحة ثالثة عن المقاومات الشعبية وفيها وضع كريم منحوتة خشبية تمثّل قلعة، فلكلّ لوحة حكاية ولكلّ لوحة روح خاصة بها. للإشارة اهتم كريم في مسيرته الفنية برسم الطبيعة ومن ثمّ الاهتمام بالطوارق ولباسهم وجمالهم، كما عمل في الكثير من المهرجانات فكان صاحب الدمى الكبيرة في كرنفال الجزائر، وشارك في الكثير من المهرجانات والتظاهرات الثقافية وتحصّل على كذا جائزة. وطلب كريم أن يتواصل الاهتمام بالفنانين بعد انتهاء المهرجان الإفريقي حيث أنّهم في حاجة ماسة إلى أن تسلّط الأضواء عليهم خاصة وأنّ أغلبيتهم لا يستطيعون الاسترزاق من فنهم. بالمقابل، تميّزت سهرة ما قبل اختتام المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بالجزائر، بعرض البالي الوطني لغينيا الاستوائية الذي قدّم من خلال إيقاعات الطبول رقصات متنوّعة بدأت برقصة نسوية إذ ارتدت النساء لباسا أبيضا إفريقيا محضا ورقصن بقوّة على وقع الطبول تلتها رقصة رجالية مستمدة من أدغال إفريقيا، ومن ثمّ قدّم الراقصون والراقصات رقصة الصيد حيث عرضوا على الحضور حلقة من حياتهم اليومية تتمّثل في عملية الصيد التي يسترزقون منها. وتواصل عرض الرقص وهذه المرة مع بالي بوركينافاسو ثم بالي تنزانيا، وعرفت السهرة تقديم عرض للأزياء لدار عزي للخياطة والتطريز حيث عرضت أجمل الثياب التقليدية كالكاراكو وجبة الفرقاني وأهمّ ما ميّز بصمة الخياطة هي اختيارها الأقمشة ذات الألوان البراقة واللامعة وبالأخصّ اللون الذهبي.