الربيع الذي اختلفت ألوانه، وتعدّدت ألحانه، ووشي بستانه أبى إلاّ أن يكون جزائريا بالفن كما هي الطبيعة في موسمها غير العادي الذي توشّح بالجمال، وتمايل بالدلال، وأطل من قمم الجبال المزيّنة بالغيوم وعلى الشواطئ المرشوشة بالنجوم، فجاء الفن من كلّ فج عميق يحمل كاساته ويوزّع ماساته باللحن والغناء والريشة والألوان والسينما والخطّ الجميل وكلّ الجماليات التي شكّل منها باقة وأشاد منها موسما قوامه نصف شهر من الفن المتنوّع لربيع متميّز. يستهل "ربيع الفنون" نشاطه من مركز "الفنون والثقافة" من "قصر رياس البحر"، حيث يقترح على عشّاق الفن من 01 إلى 16أفريل برنامجا ثريا ومتنوّعا يستهله ب "أسماء الله الحسنى"، ويضاف إليه اقتراح على الزوّار رحلة في إبداعات جزائرية مازلت تثير الجمال وتستفز الخيال وتفتك الاعترافات الذوقية ألا وهي الحرف التقليدية المحفوفة بالأفراح والموسيقى وحدائق الأطفال، أمّا ديوان رياض الفتح فهو الآخر لم يتخلّف عن هذا الربيع حيث تكون استهلالاته موسيقية مع وجوه فنية، كما يستضيف في رحابه، الأسبوع الثقافي لولاية سيدي بلعباس، كما لن يخلو رياض الفتح من الموسيقى الإفريقية. مديرية الثقافة لولاية الجزائر خلال "ربيع الفنون" تحتضن هي الأخرى الأسبوع الثقافي لولاية سيدي بلعباس بما يقترحه هذا الأخير على مقاطعات نواحي العاصمة من باقات فنية مختلفة، موسيقى وغناء ورقص تشمل الساحات والمراكز الثقافية المختلفة. "ربيع الفنون" الذي تشرف على انجازاته الفنية المختلفة وزارة الثقافة أعطى للسينما حظّها الأوفر من هذا الربيع، حيث ينظّم المركز الوطني للسينما والسمعي البصري جولات للحافلات السينمائية المتنقلة عبر الساحات العمومية لولاية الجزائر حيث يتم عرض 14فيلما، كما يحضر في "ربيع الفنون" وبقوّة التاريخ بأمتعته الجميلة ومدخراته النادرة، حيث ينظّم المتحف الوطني للآثار القديمة برنامجا متنوعا ابتداء من نهار اليوم إلى غاية الثامن عشر ماي المقبل محاضرات حول المسكوكات القديمة، وحول المتاحف في الجزائر والفسيفساء الرومانية والمعادن العثمانية والخزف الروماني والكتابات الإسلامية، كما يتمّ تنظيم عرض خاص بالمقتنيات الجديدة للمتحف الوطني للآثار الذي سيفتح أبوابه لطلبة معهد الآثار. المتحف الوطني للفنون الجميلة هو الآخر في جعبته الكثير من المفاجآت الجميلة حيث ينظّم محاضرات حول المدرسة العليا للفنون الجميلة وتاريخ مكانها، والنهضة الإيطالية، كما تتخلّل أيامها فواصل موسيقية، إضافة إلى زيارات للمتحف والوقوف على عملية ترميم التحف الفنية. أمّا المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر فيقترح على زوّاره معارض خاصة بالفن التشكيلي بداية من اليوم الموافق للفاتح من شهر أفريل إلى غاية 30 ماي القادم، كما يتناول في موضوعاته المعروضة الإنسان والبيئة والفن ونظرات متجدّدة لمجموعة من الفنانين التشكيليين ومعرض خاص بالفنان التشكيلي لوسين برنار. كما ينظّم المتحف الوطني للباردو نشاطات متنوّعة ابتداء من يوم الأحد 05 إلى غاية 10أفريل الجاري منها محاضرات فيما يخصّ الزرابي الجزائرية ومعرض حول صناعة النحاس، أمّا المتحف الوطني للفنون والتقاليد الشعبية فقد سطّر هو الآخر بهذه المناسبة برنامجا متنوّعا ابتداء من يوم 03 افريل الجاري يضمّ عادات وتقاليد عرف سيدي معمر كالزواج التقليدي والزواج العاصمي، عرس القاعة وحفل فني أندلسي مع فرقة الزرنة وفرقة الشعبي الأمازيغي خلال أيام التظاهرة كاملة، أمّا المتحف الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط فقد اقترح هو الآخر على متذوّقيه معرضا فنيا خاصا بالفن التشكيلي ابتداء من يوم الخميس إلى غاية 15افريل الجاري. بهذه الألوان الفنية المختلفة تكون وزارة الثقافة قد قدّمت ربيعا فنيا شهيا من حيث الجماليات، وأشبعت أذواق ورغبات الكثير من عشاق الربيع بكلّ منتجاته الفنية.