❊ 15 شهيدا في قصف صهيوني لمدرسة الفاخورة شمال القطاع ❊ الاحتلال يواصل استهداف المستشفيات والمدارس والمنازل ❊ ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 9500 شهيد بينهم 3900 طفل ❊ أشرف القدرة: مستشفيات القطاع مكدّسة بالجرحى والحالات الحرجة ❊ دعوة النقابات العمالية لإضراب شامل ووقف الوقود عن الاحتلال ❊ حماس: تحييد المئات من جنود الاحتلال ما بين قتيل وجريح لم تعد مشاهد وصور القتل والدماء المراقة والأشلاء المتناثرة والأجساد المقطعة والدمار والخراب الهائل الأتية بلا توقف في كل دقيقة وحين من قطاع غزّة، تحتمل لهول الوحشية التي يتفنن الكيان الصهيوني يوميا في اقترافها على المباشر وأمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي. ويمر اليوم شهر كامل ولا تزال آلة التقتيل والدمار الصهيونية تواصل محرقتها في حق سكان غزّة، وقد بلغت في الساعات الأخيرة أفضعها وأبشعها باستهداف المستشفيات وسيارات الإسعاف والمدارس التي يحتمي فيها العزّل من الأطفال والنساء والعائلات النازحة التي دمرت منازلها، فجاءت حصيلة ضحايا 24 ساعة الأخيرة جد مروعة، وقد أكدت السلطات الصحية في غزّة ارتقاء 231 شهيد 70 بالمئة منهم أطفال ونساء خلال ارتكاب الكيان الصهيوني لعشر مجازر كبرى ما بين يوم الجمعة وصباح أمس السبت. ولم يستفق العالم من هول الفاجعة التي أحدثها قصف صهيوني متعمّد على مدخل مجمع الشفاء الطبي، واستهدافه لقافلة إسعافات كانت تستعد لنقل عدد من الجرحى من ذوي الحالات الحرجة والخطيرة إلى معبر رفح لمواصلة علاجهم في مصر، حتى استيقظ صباح أمس، على نفس المشاهد المروعة لمجزرة أخرى كان مسرحها مدرسة الفاخورة في شمال غزّة تأوي نازحين راح ضحيتها 15 شهيدا و70 جريحا والقائمة لا تزال مفتوحة لمزيد من المجازر، حيث الكل في غزّة ينتظر دوره ومصيره المحتوم إما بالموت بالصواريخ أو لعدم توفر العلاج والأدوية أو بالجوع والعطش...إلخ. وجدد الاحتلال الصهيوني أمس، غاراته الجوية العنيفة وقصفه المدفعي المكثف على معظم أنحاء قطاع غزّة المحاصر لليوم ال29 على التوالي من عدوانه المتواصل، حيث طال القصف العشوائي منازل وأحياء سكنية في مناطق من شمال القطاع إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه على غرار حي تل الهوى والنصر والشيخ رضوان غرب مدينة غزّة ومخيم الشاطئ بمدينة غزّة وجباليا وبيت لاهيا وبيت حانون في شمالها. وفي محافظاتجنوبغزة التي يدّعي الاحتلال أنها آمنة ويطالب مليون غزاوي من الشمال إلى النزوح إليها، استهدف الطيران الحربي والمدفعية الصهيونية عدة منازل على رؤوس ساكنيها في خان يونس ورفح. وتشير آخر التقديرات التي أعلنت عنها المصالح الصحية في غزة أمس، إلى ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 9500 شهيد ارتقوا في 1006 مجازر منهم 3900 طفل و2509 سيدات وإصابة أكثر من 24 ألفا بجراح مختلفة منها حروق وذوبان الجلد وتفتت العظام، وبتر للأعضاء تثبت استخدام جيش الاحتلال للأسلحة المحظورة دوليا على غرار قنابل الفوسفور الأبيض والصواريخ ذات الرؤوس الفتاكة. وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزّة، أشرف القدرة، في مؤتمره الصحفي اليومي أمس، أن مستشفيات قطاع غزة متكدسة بالحالات الحرجة والخطيرة وبدأت العديد منهم يفقدون حياتهم يوميا نتيجة عدم توفر الإمكانيات الطبية لعلاجهم ومنع الاحتلال خروجهم من شمال القطاع إلى معبر رفح. وقال إن الاحتلال يتعمّد ارتكاب مجازر مباشرة أمام بوابات المستشفيات وسيارات الإسعاف ويستخدم سياسة الكذب والتضليل لخداع العالم من أجل تبرير جرائمه المكشوفة، كما اعتبر القدرة، اعتراف الاحتلال الاسرائيلي بقصف قافلة جرحى يضع المجتمع الدولي، أمام اختبار حقيقي لوقف عربدته ونواياه المبيتة لارتكاب مزيد من المجازر في سيارات الإسعاف والمستشفيات. وحذّر من مغبة فشل محاولات مجمع الشفاء الطبي ومستشفى الاندونيسي لاستمرار خدماتهما الحساسة بضعة أيام من خلال تشغيل مولدات ثانوية وتوقفها عن كل الخدمات إذا لم يتم تزويدها بالوقود أو الكهرباء، وذلك في وقت أعلن فيه عن توقف تشغيل المولدات بمستشفى "كمال عدوان" شمال القطاع بشكل كامل نظرا للنقص الشديد في الوقود، وهو ما جعله يناشد كافة الأطراف ذات العلاقة بتوفير ممر آمن لتدفق عاجل للمساعدات الطبية والوقود والوفود الطبية لإنقاذ آلاف الجرحى والمرضى. دعوة النقابات العمالية لإضراب شامل ووقف إمدادات الوقود عن الاحتلال مع تفاقم الوضعي الإنساني والصحي والتحذير من كارثة إنسانية وصحية وبيئية وشيكة في قطاع غزّة، طالب رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، النقابات العمالية بالإضراب الشامل وقطع إمدادات النفط والوقود عن الاحتلال بعنوان "لا نفط ولا وقود للقتلة وأعوانهم حتى وقف الإرهاب الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية على غزّة". وقال معروف، في تصريحات صحفية أمس، إن "محرقة المحتل النازي في غزّة تتم على مسمع ومرأى العالم أجمع ومنظماته الإنسانية ومنظوماته الأممية والحقوقية، وقد ناشدناهم مرارا وتكرارا وطالبناهم بالوقوف عند مسؤولياتهم وأداء واجبهم دون مجيب". وأضاف أن "العالم يقف متفرجا وصمت المنظومات الأممية والإنسانية آذانها وأغلقت أعينها وتجردت من إنسانيتها وأدميتها وهي ترى شلال الدم النازف على أرض قطاع غزّة وترصد بدقة مشاهد الواقع الإنساني المنكوب داخله"، معتبرا "المواقف الدولية المخزية" رأى فيها المحتل الصهيوني ضوء أخضر ليواصل مذابحه ويزيد من فضاعتها وإجرامها. ولذلك قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة "نخاطب اليوم نبض شعوب أمتنا العربية والإسلامية والأحرار في هذا العالم ممثلة في النقابات المهنية والاتحادات العمالية والقطاعات الشعبية". وأضاف "نطالب هذه النقابات والاتحادات العمالية وخاصة قطاع نقل الوقود والنّفط البري والبحري والجوي للإعلان عن الإضراب الشامل ووقف وقطع إمدادات النفط والوقود وغيرها عن هذا الكيان المجرم والولايات المتحدة بوصفها شريكته الأساسية". تحييد المئات من جنود الاحتلال ما بين قتيل وجريح كشف القيادي في حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، أسامة حمدان، أمس، أن المقاومة التي تخوض اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال التي فشلت لحد الساعة من تنفيذ اجتياح بري في قطاع غزّة، تمكنت من تحييد المئات من جنود الاحتلال ما بين قتيل وجريح، مؤكد أن سلطاته تتكتم عن الأعداد الحقيقية لقتلاه، وأن جيشه يتكبّد خسائر فادحة في الأرواح ويقف عاجزا أمام المقاومة. وأكد حمدان، في تصريحات صحفية أمس، بأن "المقاومة تدير معركتها بكل قوة واقتدار في مواجهة العدو"، بحيث أن الاحتلال الصهيوني، الذي يستهدف المدنيين في غزّة للتغطية على فشله في الهجوم، لم يتمكن حتى الآن من تحقيق أي مكسب عسكري. ورغم أنه عبّر عن أسفه كون العالم يرى العدوان ولا يحرك ساكنا، فقد شدد أسامة حمدان، على أن الفلسطينيين لن يقتنعوا بأن السلام ستحقق دون زوال الاحتلال. بالتزامن مع ذلك أفادت تقارير إعلامية باشتداد الاشتباكات المسلّحة بين عناصر المقاومة وجيش الاحتلال شمال غرب بيت لاهيا بشمال القطاع، في نفس الوقت الذي أكد فيه المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أمس، عن تدمير المقاومة ل24 آلية عسكرية اسرائيلية بين دبابة وناقلة جند وجرافة وتوجيه ضربات بصواريخ موجهة مضادة للدروع، مع إدخال خلال اليومين الماضيين قذائف الياسين التي استهدفت قوات الاحتلال المتحصنة بالبنايات. وقال أبو عبيدة، في كلمته المسجلة إن الشعب الفلسطيني في غزّة 'يتعرض لإبادة ممنهجة من عدو أمن العقوبة من عالم تحكمه شريعة الغاب"، مضيفا "نخوض حربا غير متكافئة لكنها ستدرس في العالم وسيخلدها التاريخ".