تتواصل فعاليات سهرات الطبعة الواحدة والثلاثين لمهرجان تيمقاد الدولي في أجواء فنية وثقافية تستقطب أعدادا هائلة من الجمهور الذي ألف سهرات تيمقاد على مرّ السنين، ويقترح منظّمو المهرجان لسهرة اليوم الأحد أطباقا فنية بأطياف أندلسية من خلال أنتونيو ماركيز ووبالي كارمن سانتيرو، وفي الجزء الثاني من السهرة ستقف فرقة" آرمونيكا" أمام جمهور تيمقاد الدولي إضافة لعبد القادر الجابوني. جمهور تيمقاد استمتع بعروض دوّت فيها العيطة المغربية الأصيلة في سماء تاموقادي لتصنع الحدث الفني وتخلق التمازج والتلاقح بين الريف المغربي والأوراسي، فكانت السهرة تواصلا غناء، فنا وتأصيلا لموروث مشترك بين الشعبين المغربي والجزائري، وكانت نجمة السهرة خديجة المغربية -التي ذرفت دموعا فوق ركح المسرح الروماني- خير سفير مرّر مدلولات العيطة في أسمى معانيها وما تحمله من دلالات تطهير الذات من الجوانب المادية، فحضرت عيطات "ركوب الخيل"، "ولد عمي"، "انا وانا"، "اش بيدي نعمل" و"العلوة". ففي سكون الليل عندما هام الفراش على نور الركح، تمازج هذا اللون الفني مع انسياق الجمهور الذي أعجب بالنغمة المغربية المتأصلة المستنبط بالأساس من الفن الشعري والموسيقي وله شأن كبير في التعبير الفني الشفوي وكلّ تعبير فولكلوري، ليركن الجميع للراحة النفسية وهي تؤدي هذه الراوئع كانت خديجة المغربية جدّ منفعلة في هدوء يسكن كيانها دغدغه سحر موقع الركح الذي انبهرت له في تصريح للصحافة الوطنية. سهرة ولّدت الشعور بالانتماء العربي والوحدة المغاربية، ألحان تنساب وتتفاعل مع العناصر الموسيقية الأخرى خاصة العناصر الأمازيغية، فأعطت هذا التمازج والتلاقح، وأعادت بنا الذاكرة لاستنباط الموروث الحضاري برجع الصدى من جبال شلعلع الأوراسية وأطلال تاموقادي واسترجاع ذكريات الفن الأوراسي مع عيسى الجرموني، وكان الجزء الأوّل من السهرة جزائري محضا وكانت فرقة زين الدين بوشعالة كعادتها في الموعد مع جمهور ألفته في طبعات سابقة إضافة إلى فرقة الحاجة مغنية. أجواء فنية رائعة وسط تنظيم محكم يميّز طبعة هذه السنة التي غابت فيها المظاهر السلبية وجسّدت جهود القائمين على المهرجان في إرساء ثقافة المهرجان التي عكست خبرة عشر سنوات بعد إعادة المهرجان.