أشرف سهرة أول أمس الخميس كاتب الدولة لدى الوزير الأوّل المكلف بالاتصال السيد عز الدين ميهوبي على الافتتاح الرسمي لمهرجان تيمقاد الدولي في طبعته الواحدة والثلاثين، وذلك في أجواء ثقافية صنعها التراث الأصيل على وقع أنغام الرحابة "أفراح الأوراس" من نقاوس لتجعل من السهرة الافتتاحية الحدث الفني الذي ألفته المنطقة سنويا. وتجري فعاليات الطبعة، التي عرفت حضورا مميّزا في سهرة الانطلاق تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ، ضمن فعاليات "القدس عاصمة الثقافة العربية"، وكانت سهرة ليست كباقي السهرات في تناولها مضامين الأصالة والتاريخ وتعزيز الروابط التاريخية الضاربة في عمق الأمة العربية. وأعرب السيد ميهوبي الذي إلتقته "المساء" على هامش مباراة الجزائر وجنوب إفريقيا التي انتهت لصالح سيدات الجزائر ضمن فعاليات الدورة الإفريقية التأهيلية لمونديال اليابان 2010، عن سعادته بحضور عرسين، أحدهما ثقافي وآخر رياضي. وأكّد القائمون على إنجاح فعاليات الطبعة على جهود الدولة لترسيخ صورة الجزائر والعمل على توفير فرص استمرار المهرجان الذي يحتفى بطبعته الواحدة والثلاثين، وكذا توظيف رسالته لتعزيز أواصر الصداقة بين الشعوب العربية، وقد عكف منظمو هذه الطبعة التي اقترحت فيها باقة جزائرية متنوّعة الطبوع على وقع النغمة الأصيلة، على إعطاء دفع قويّ للحدث الفني الثقافي من خلال تحفة فنية تواكب الحدث. الطبعة إداريا ناجحة بدليل أنّ كلّ الظروف هيأت لإنجاح الدورة، حيث عكفت السلطات الولائية قبل أشهر على تحضير الموعد بتخصيص مرافق الاستقبال وتوفير التغطية الأمنية ووسائل النقل من باتنة إلى المدينة الأثرية، حتى اكتمل المشهد وتزيّنت لؤلؤة الأوراس تيمقاد لاستقبال ضيوفها الذين ألفتهم على مرّ السنين في ركح المسرح الروماني، وهو دعم آخر يجسّد جهود الديوان الوطني للثقافة والإعلام في ترقية المهرجان من خلال البرنامج المسطّر لعشر سهرات، والذي جاء كفيلا بالاستجابة لكلّ الأذواق، ففضلا عن كونه يولي العناية للفرق المحلية، يقترح سهرات لنجوم عربية على غرار صابر الرباعي، نجوى كرم، خديجة البيضاوية من المغرب، وعد من السعودية وفرق من الصين الشعبية للغناء والرقص المعاصر، وبالي "كارمن كانتيرو" من إسبانيا. الديكور الذي يروي الموروث الحضاري للجزائر صنعته فرقة "شعلي" للتندي من خلال فرقتي جانت وتمنراست بأنغام ترقية قالت عنها السيدة زهرة إحدى نشطات الفرقة في حديث خصّت به"المساء" قبل الحفل إنّها سترقى لذوق الجمهور الأوراسي الذي يثمّن دور الأغنية التراثية، وأعربت عن سعادتها لوقوفها لأوّل مرة على ركح المسرح الروماني. ومن جهة أخرى، أضفت في الشق الأوّل من السهرة فرقتا "العيساوة" و"أنوار" للمدائح الدينية لمدينة غليزان نكهة خاصة للسهرة عبر النبش في التراث لامتاع جمهور تابع عن كثب أداء الفرقتين المميّز والذي يروي قصة الموروث الحضاري للجزائر من على أطلال المسرح الروماني. الفترة الثانية من السهرة خصّصت للشباب مع رضا سيتي 16 والشاب فضيل الذي أعاد روائع الشاب خالد والمطرب الراحل الشاب حسني، وانساق الشباب كعادتهم في مضامين الأغنية الرايوية ورقصوا مطوّلا إلى نهاية السهرة التي اختصرت التاريخ والحضارة في سويعات الفرح.