تتواصل سهرات الطبعة الثلاثين لمهرجان تيمقاد الدولي في أجواء عائلية طبعها التنظيم المحكم، حيث وجد الشباب المتنفس في السهرات الليلية التي تضيء ركح المسرح الروماني الذي يحتضن سهرة اليوم فرقة "سالسا سالتيكا" الأمريكو لاتينية وفرقة "تريانة الجزائر". الركح الروماني عرف ثلاث سهرات تمازجت فيها الطبوع لتضفي لونا فنيا على المدينة الأثرية التي تزيّنت لاستقبال ضيوفها ككلّ سنة، فاقترح الديوان الوطني للثقافة والإعلام لسهرة الافتتاح سيمفونية الوحدة المغاربية، فزاوجت بين ثقافات بلدان المغرب العربي عبر اللونين المغربي والتونسي من خلال الفرقة المغربية "ثاقادا للمسرح والفنون" وفرقة "جربة للتراث الفلكلوري" في وصلات غنائية عبّرت عن الزخم الثقافي الذي يزخر به المغرب العربي، وكانت بداية السهرة الأولى باقة من التراث الأوراسي اختصرت الأصالة في سويعات الفرح شكّلت فيه "فرقة الرحابة" المحلية الفصل الثاني لمشهد يروي التاريخ في الألحان التراثية، فأبدعت فرقة "الرفاعة" لمدينة نقاوس. السهرة الثانية حملت خيوطها في ساعة ونصف من الزمن الوجدان العربي من خلال مواويل الفنان السوري نور مهنا الذي أطرب الجمهور بالنغمة العربية الأصيلة المعبّرة إذ عرف كيف يتسلّل ويستهوي ذوق الجمهور الذي تجاوب مع الأغنية التراثية الملتزمة. كما تداول على ركح المسرح الروماني محمد الأمين الذي عزف على وتر الراي وعرف بخبرته وهو الذي بات من أهل المهرجان كيف يحوّل الركح إلى فضاء راقص منفعل مع ميولات الشباب الذين ردّدوا أغانيه، وبنفس الإيقاع تمكنت الشابة سهام بصوتها المميّز من استدراج الشباب لترديد أغانيها وأضفت حرارة صاحبة رائعة "العروسة" حيوية على ركح المسرح الروماني. ووقّع اللون الشاوي الحليم شيبة الذي استحضر التراث الأصيل من خلال أغانيه المعروفة التي اكتسح بها الساحة الفنية مؤخّرا وسطع نجمه فردّد الجمهور أغانيه المعروفة، رغم الحيّز الزمني القصير الذي خصّص له ولم يتعد ال 15 دقيقة قبل أن يسدل الستار عن السهرة الثانية التي غابة عنها الشاب عادل. السهرة الثالثة كانت مميّزة بتنويع الطبق الفني الذي شمل أصواتا محلية مثّلت النغمة الشاوية في ثنائي مشترك أبدع فيه كاتشو ودادي بعدما تعاقب على الركح كلّ من ماسي، جلطي وأسماء منوّر المغربية التي افتتحت السهرة وتمكّنت من تحويل الركح إلى فضاء فني عبر لوحات مزجت فيها بين الطبوع المغاربية والجزائرية فكانت 08 أغان بنغمتها المميزة قلّدت فيها أصواتا جزائرية من العهد الذهبي كالمرحوم فريد بلحداد، يوسف بوخنتاش، أغاني "رينا راي" وأحمد وهبي إلى جانب الدوكالي الذي غنّت له رائعة "مرسول الحب".