يعرف نزل "سيرتا" بقسنطينة، تأخرا كبيرا في تاريخ التسليم؛ بسبب تعطل بعض الأشغال؛ إذ كان من المفروض أن يسلَّم هذا المعلم التاريخي والسياحي بقلب مدينة الجسور المعلقة، بتاريخ 16 أفريل من السنة الجارية، وفقا للآجال التي حددها والي الولاية عبد الخالق صيودة خلال زيارة وزير السياحة والصناعات التقليدية، إلى عاصمة الشرق، السنة الفارطة، لكن الأمور لم تسر وفق ما خططت له السلطات المحلية، ولم يتم تسليم النزل إلى غاية نهاية السنة 2023. وكان من المفروض أن يتم تسليم الفندق بعد رفع مشكل التجهيزات التي تم جلبها من الخارج وحجزها على مستوى ميناء سكيكدة؛ لأسباب إدارية، تتعلق بالمستورد صاحب السجل التجاري، لكن فتح الفندق اصطدم بمشكل آخر، وهو توقف التمويل المالي؛ لعدم إمضاء الملحق المالي من قبل صاحب المشروع، وهو إجراء إداري كان يمكن حله بسهولة في حال توفرت الإرادة؛ حيث أكد رئيس المشروع وقتها، في تصريح ل "المساء" شهر جوان الفارط، أن بمجرد حل هذا المشكل، ستُستأنف الأشغال بشكل عادي، وستنتهي في مدة لن تتجاوز 6 أشهر. وحسب رئيس المشروع، فإن نسبة الأشغال وصلت، خلال الصيف الفارط، بين 93 إلى 94 ٪، ولم يتبق منها سوى بعض الأشغال في قاعة المطعم، والمدرج، وأشغال التجارب. كما تم، وقتها، إطلاق عملية من أجل رفع التحفظات خلال التسليم المؤقت، أو خلال فترة الضمان الخاصة بالمشروع، من قبل الشركة الصينية المكلفة بالإنجاز، والتي تكفلت على عاتقها، بعملية الصيانة الدورية للمشروع. ومن جهته، تعهّد مكتب الدراسات الذي يتابع اللمسات الأخيرة في عملية الترميم وكذا مؤسسة الإنجاز، على هامش الزيارة الميدانية التي قام بها والي قسنطينة عشية أول أمس، رفقة الرئيس المدير العام لشركة الاستثمار السياحي والرئيس المدير العام لشركة السياحة والفندقة والحمّامات المعدنية ومدير السياحية بالولاية، بإتمام الأشغال الخارجية المتبقية في العاشر من شهر جانفي المقبل، على أبعد تقدير. وكلّف والي قسنطينة عبد الخالق صيودة الذي كان منزعجا من تأخر تسليم الفندق في أواخر هذه السنة، مديرَ مؤسسة تسيير شبكتي الماء والتطهير "سياكو"، بصفة استعجالية، بإتمام الأشغال الخارجية المتعلقة بتحويل وإعادة مختلف الشبكات، وعلى رأسها شبكة الصرف؛ حتى لا يدع أي مبرر للشركة المسؤولة عن الإنجاز. كما طالب الوالي بتدعيم الورشة أكثر باليد العاملة؛ من أجل إتمام ما تبقّى من أشغال داخلية في أسرع وقت، وعدم تسجيل وقت ضائع آخر، يُحسب على تاريخ تسليم الفندق. وكان فندق "سيرتا" وسط مدينة قسنطينة أغلق أبوابه سنة 2014 من أجل أشغال الترميم؛ حتى يكون جاهزا في سنة 2015 بمناسبة احتضان قسنطينة تظاهرة عاصمة الثقافة العربية. ويضم هذا الفندق 54 غرفة. ويتربع على مساحة حوالي 1900 متر مربع، منها أكثر من 1000 متر مربع مبنية. كما يضم مطعما بطاقة استيعاب 172 شخص، ومقهى، وعددا من المكاتب، ومطعما، ومدرجا، ومسبحا، وحظيرة مغطاة وأخرى على الهواء الطلق تسع 74 سيارة. وبات مزودا بتجهيزات من الطراز العالي؛ على غرار جهاز الإنذار الخاص بنشوب الحرائق، الذي يُعد الأول على المستوى العالمي. وقد تم تأجير الفندق الذي جاء على شكل بناية كبيرة وسط مدينة قسنطينة، ومن أهم المعالم السياحية بعاصمة الشرق، لشركة "شيراتون" العالمية التي تملك سلسلة فنادق "ماريوت"، بموجب اتفاقية تسيير، يتم بموجبها تحويل هذا الصرح السياحي إلى فندق من 5 نجوم أو ما يُعرف في لغة السياحة، بفندق "بالاص" . ويكتسي هذا الفندق مكانة كبيرة عند القسنطينيين، خاصة أنه تم افتتاح أبوابه لأول مرة سنة 1912، بهندسة عربية إسلامية، راعت خصوصية المنطقة رغم الفترة الاستعمارية.