تعرف أشغال ورشة إتمام فندق "سيرتا" بقسنطينة، منذ مدة، توقفا تاما عن العمل؛ مما عطل تاريخ تسليم هذا الصرح السياحي، الذي تحوّل من فندق إلى "بالاص" بعدما كان من المقرر أن يسلَّم بتاريخ 16 أفريل الفارط بمناسبة الاحتفالات باليوم الوطني للعلم، حسب ما تم تأكيده من قبل القائمين على الأشغال أثناء آخر زيارة لوزير السياحة والصناعات التقليدية إلى ولاية قسنطينة في أواخر شهر ديسمبر من السنة الفارطة. أكد رئيس المشروع السيد كيحل ل"المساء"، أن نسبة الأشغال وصلت إلى 94 ٪، ولم يتبق منها سوى بعض الأشغال في قاعة المطعم، والمدرج، وأشغال التجارب، مضيفا أن المشكل الرئيس هو توقف التمويل بسبب عدم إمضاء الملحق المالي من قبل صاحب المشروع، وهو "إجراء إداري، يمكن حله بسهولة في حال توفرت الإرادة"، حسب المتحدث، الذي أضاف: "بمجرد حل هذا المشكل ستُستأنف الأشغال بشكل عادي، وستنتهي في مدة لن تتجاوز 6 أشهر". وحسب المتحدث الذي قدّم عرضا لوفد برلماني زار الفندق في إطار معاينة المعالم الثقافية والسياحية والإعلامية بعاصمة الشرق نهاية الأسبوع الفارط، فقد شُرع، مؤخرا، في رفع التحفظات خلال التسليم المؤقت، أو خلال فترة الضمان الخاصة بالمشروع، مضيفا أن الشركة الصينية المكلفة بالإنجاز، تقوم بعملية الصيانة الدورية للمشروع بدون مقابل في انتظار حل المشكل المالي. وكان من المفروض، حسب رئيس المشروع، أن تُستأنف الأشغال بعد زيارة وزير القطاع منذ أكثر من 5 أشهر، "لكن المشاكل المالية كانت حائلا في طريق استئناف الأشغال"، مضيفا أن المؤسسة يمكنها استئناف الأشغال إذا تحصلت على الأموال المتبقية من مبلغ ضمان الصفقة في ملحق إغلاق المشروع بفندق "بروتيا"، في انتظارا التحويل المالي من رصيد هذا الفندق إلى رصيد فندق "سيرتا"، الذي يمكن رئيسَ مجلس إدارة مؤسسة فنادق "ماريوت" مسيّر الفندقين، أن يتكفل بإمضائه. وحسب المسؤول عن أشغال هذا المرفق السياحي، فإن فندق "سيرتا" الذي تم إغلاق أبوابه سنة 2014 من أجل أشغال الترميم حتى يكون جاهزا في سنة 2015 بمناسبة احتضان قسنطينة تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، يضم 54 غرفة، ويتربع على مساحة 1900 متر مربع تقريبا، منها أكثر من 1000 متر مربع مبنية. كما يضم مطعما بطاقة استيعاب 172 شخص، ومقهى، وعددا من المكاتب، ومطعما مدرجا، ومسبحا، وحظيرة مغطاة، وأخرى على الهواء الطلق، يمكنهما استقبال 74 سيارة، مضيفا أن الفندق بات مزوَّدا بتجهيزات من الطراز العالي؛ على غرار جهاز الإنذار الخاص بنشوب الحرائق، الذي يُعد الأول على المستوى العالمي. وقد تم تأجير الفندق الذي يقع بقلب مدينة قسنطينة؛ حيث يُعد من أهم المعالم السياحية بعاصمة الشرق، لشركة "شيراتون" العالمية، التي تملك سلسلة فنادق "ماريوت"، بموجب اتفاقية تسيير، يتم، بموجبها، تحويل هذا الصرح السياحي إلى فندق "5 نجوم +"، أو ما يُعرف في لغة السياحة بفندق "بالاص". ويكتسي هذا الفندق مكانة كبيرة عند القسنطينيين، خاصة أنه افتتح أبوابه لأول مرة، سنة 1912، بهندسة عربية إسلامية، راعت خصوصية المنطقة رغم الفترة الاستعمارية.