نفى السيد عبد الكريم يلس المدير العام لمركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء وجود أية علاقة بين التغيرات المناخية وحدوث الزلازل وأكد استحالة التنبؤ بحدوث نشاط زلزالي بالاستناد إلى حالة الطقس. وذكر السيد يلس في حوار مع "المساء" على هامش مشاركته في الجامعة الصيفية الأولى للنقابة الوطنية للباحثين الدائمين أن البحث العلمي لم يثبت إلى حد الآن وجود علاقة بين التغيرات في أحوال الجو والزلازل، وأنه لا يمكن إطلاقا الربط بين أي نشاط زلازالي والتغيرات المناخية لأن ذلك النشاط قد يحدث في مناطق ساخنة أو في مناطق باردة وفوق سطح الأرض وفي باطن الأرض، وأن ما يتحكم في الزلزال هي الضغوط التكتونية. وجاءت توضيحات السيد يلس على خلفية ما أوردته تقارير إعلامية من أنباء استنادا إلى بعض الباحثين في علم الفلك والجيوفيزياء تفيد بأن بعض مناطق الوطن يمكن لها أن تعرف نشاطا زلزاليا كبيرا بسبب موجة الحر التي تجتاح البلاد منذ مدة. وانتقد المدير العام لمركز البحث في علم الفلك والفيزياء مثل تلك التصريحات واعتبرها محاولة لإدخال الخوف في نفوس المواطنين، موضحا أن البحث العلمي لم يصل إلى حد الآن لتأكيد وجود علاقة بين النشاط الزلزالي وحالة الطقس، وأن ميدان التنبؤ حاليا يقتصر فقط على تلك التجارب التي تجرى باستخدام الأقمار الصناعية والتي تحاول فهم النشاط الزلزالي عبر تغيرات التركيبة الكيميائية لطبقة البوسوفار. ونبه السيد يلس إلى خطورة تقديم تنبؤات خاطئة حول النشاط الزلزالي كون ذلك سيؤثر على العلاقة بين الباحث والمواطنين من منطلق أن تلك "المعلومات الخاطئة" ستدفع الى اتخاذ خطوات احترازية وسيؤدي ذلك إلى التأثير على الحياة اليومية، وشدد على ضرورة عدم إطلاق تنبؤات بحدوث زلزال بهذه السهولة. وحول نشاط مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء من خلال إقامة محطات لرصد الزلازل ومراقبتها في إطار التعاون الجزائري الصيني في هذا المجال أوضح السيد يلس أن هذه الخطوة ستساهم في تقديم معلومات دقيقة حول مواقع النشاط الزلزالي، واستخدامها من طرف القطاعات المعنية بتنفيذ مشاريع البناء، حيث ستوظف تلك المعلومات في إنجاز بنايات وفق معايير ومقاييس معمول بها دوليا تكون قادرة على مواجهة الهزة الأرضية ومن ثم التخفيف من آثارها البشرية والمادية كما هو معمول به في المناطق المعروفة بكثافة النشاط الزلزالي كاليابان والصين وإيطاليا. وأشار إلى أن العديد من دول العالم تعتمد على قاعدة بيانات توفرها محطات رصد الزلازل لاستباق حدوثها من خلال اعتماد مقاييس صارمة في البناء. وكان وزير الدولة وزير الداخلية السيد نور الدين يزيد زرهوني أشرف قبل أيام على عملية استكمال المحطات الزلزالية الجديدة التي تدخل في إطار التعاون الجزائري الصيني في مجال علم الزلازل. وأشار إلى أن السلطات العمومية تركز كثيرا على وضع خريطة للأخطار الزلزالية بالنظر إلى أهميتها في التسيير والوقاية من الكوارث الطبيعية، وذكر بأن الخريطة المتوفرة حاليا "تحظى بالمصداقية والدقة وهي ثمرة عمل كبير تم بعيدا عن الأضواء". وكانت الجزائر قد شهدت زلازل عنيفة في الماضي مثل زلازل 1365 بالجزائر العاصمة (10 درجات على سلم ريشتر) و9 أكتوبر 1790 بوهران (9.10 درجات) و10 أكتوبر 1980 بالشلف (7.3) وزلزال 21 ماي 2003 ببومرداس (6.8).