وصف وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني، أمس، تصريحات الجنرال الفرنسي فرنسوا بوشوالتر التي اتهم فيها الجيش الشعبي الوطني بمقتل رهبان تيبحرين، بمسرح كابوكي الياباني، معتبرا أن مشهد هذه المسرحية يجري في باريس وليس في الجزائر. أبدى نور الدين يزيد زرهوني على هامش حفل استكمال إقامة محطات لرصد الزلازل بالعاصمة بعض السخرية لدى رده على سؤال للصحفيين حول تصريحات الجنرال الفرنسي الذي اتهم الجيش الوطني الشعبي بمقتل رهبان تيبحرين السبعة عام 1996، ولم يتردد في وصف الزوبعة التي أثارتها باريس مؤخرا حول هذا الموضوع بمسرح كابوكي الياباني، قائلا في هذا الصدد «بالنسبة لي هذه القضية تذكرني بمسرح كابوكي الياباني، والمستوحى من مسرح الدمى، أين تشاهدون دمى ترقص وخلفها شخص يروي حكاية». وذهب وزير الداخلية والجماعات المحلية إلى أبعد من ذلك عندما أضاف أن مشهد هذه الأحداث يوجد بباريس، في إشارة صريحة إلى أن الجزائر غير معنية بما يجري في فرنسا، وأن هذه الأخيرة هي التي تسعى إلى استهداف الجزائر باستغلال هذه القضية التي تعود أحداثها إلى أكثر من 13 عاما، وقال زرهوني « المشهد يجري بطبيعة الحال هناك بباريس وليس هنا بالجزائر». رد وزير الداخلية والجماعات المحلية الذي جاء بعد أسبوعين تقريبا من تصريحات فرنسوا بوشوالتر، يعد أول رد فعل رسمي تصدره الجزائر تجاه هذه قضية تيبحرين، وبعيدا عن استنكارات وإدانات كل من حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي التي وصفت اتهام الجيش الشعبي الجزائري بقتل رهبان تيبحرين بالحملة ضد الجزائر، لم يصدر أي مسؤول جزائري أي رد فعل حول هذه القضية، كما أن وزير الخارجية مراد مدلسي قد رفض الإدلاء بأي تعليق في هذا الشأن. وكان زرهوني قد ترأس حفل إقامة محطات لرصد الزلازل ومراقبتها في إطار التعاون الجزائري الصيني في مجال علم الزلازل بمقر مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء بالعاصمة، حيث تم استكمال إقامة المحطة الزلزالية الجديدة التي تعد تكملة للشبكة الجزائرية لمراقبة الزلازل. وزار الوزير هذه المحطة الجديدة حيث قدمت له شروحات من طرف المدير العام لمركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء عبد الكريم يلس بخصوص مختلف التجهيزات التي تم وضعها، وحضر زرهوني بعد ذلك عرضا حول تجربة الصين في مجال الوقاية من أخطار الزلازل وعرضا آخر حول الجهود التي تبذلها الجزائر في هذا المجال، وأوضح يلس بهذا الصدد أنه تم إقامة محطات رصد الزلازل ومراقبتها في عدد من مناطق البلد المعروفة بحركتها الزلزالية، مضيفا أن ذلك من شأنه أن يسمح بالقيام بأبحاث لاكتشاف التصدعات التي قد تتسبب في وقوع زلازل، كما أشار إلى المشروع الكبير الذي سيطلق مستقبلا بهدف التوفر على معلومات أكثر دقة حول النشاط الزلزالي. كما ألح يلس على ضرورة احترام الإجراءات المتخذة في إطار الوقاية من أخطار الزلازل لا سيما فيما يخص تطبيق النظام المضاد وتعزيز قدرات الوقاية من الكوارث الطبيعية وتحسيس السكان بهذه الأخطار. من جهته أشار ليو يوشن المدير المساعد للإدارة الصينية للزلازل إلى أن استكمال شبكة تجهيز محطات رصد الزلازل يعكس التقدم الكبير الذي حققته الجزائر في مجال مراقبة الكوارث الطبيعية والوقاية منها، معربا عن استعداد بلاده لتكثيف التعاون مع الجزائر في هذا المجال والمساهمة في تقليص أثار أخطار الزلازل على السكان. وكانت الزيارة فرصة للوفد الصيني لإجراء محادثات مع مسؤولي مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء والحماية المدنية تطرق خلالها الطرفان إلى مواصلة التعاون في إطار تقليص خطر الزلازل.