ارتكب الاحتلال الصهيوني أمس، 14 مجزرة تضاف إلى سجل جرائمه المثقل ضد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، راح ضحيتها 165 شهيد و280 مصاب، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، لترتفع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني المستمر منذ 106 يوم إلى قرابة 25 ألف شهيد وأكثر من 62 ألف جريح. بعد ليلة دامية أخرى واصل جيش الاحتلال أمس، تكثيف قصفه الجوي والمدفعي الهمجي والوحشي، خاصة على جنوب قطاع غزة وبالتحديد بمنطقة خان يونس التي تشهد معارك طاحنة بين عناصر المقاومة وقوات الاحتلال المتوغلة برا. وأعلنت "سرايا القدس" خوض مقاوميها اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال بالأسلحة الرشاشة شرق وجنوب خان يونس، في وقت اعتبرت وسائل إعلام عبرية بأن تقليص الجيش الصهيوني لقواته في شمال القطاع يوحي بأنه على أبواب حرب استنزاف طويلة وصعبة. وانتقلت المعركة البرية في جنوب القطاع، بعد أن عجزت قوات الاحتلال عن حسمها في الشمال، ورغم ما ألحقته من دمار وخراب هائل في منشآته وبناه التحتية إلا أنها اصطدمت بمقاومة شرسة أرغمتها على التراجع وسحبها لعدد هام من قواتها. بالمقابل تتعمق الظروف المعيشية القاسية التي يتخبط فيها سكان غزة الذين يحرمهم الاحتلال من أدنى مقومات الحياة من دواء وغذاء وماء وكهرباء. وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن الاحتلال استهدف النظام الصحي منذ بداية العدوان على القطاع، وإن ما يدخل من مساعدات لا يلبي الاحتياجات الصحية الأساسية. وأضاف قائلا "نحاول أن نفاضل بين الحالات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الجرحى والمرضى"، مشيرا إلى أن الاحتلال يتحكم بآلية خروج المرضى من القطاع ولا نستطيع إخراجهم للعلاج. واستشهد أمس، 10 فلسطينيين في قصف الاحتلال المتواصل على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، حيث ارتقى أربعة شهداء في قصف الاحتلال لشقة سكنية في مخيم النصيرات وسط القطاع، فيما استشهد ثلاثة مواطنين في قصف على منطقة "السلاطين" غرب بيت لاهيا شمالا. وفيما انتشلت طواقم الدفاع المدني جثامين ثلاثة شهداء جراء قصف استهدف أنحاء متفرقة في منطقة "عبسان الكبيرة" شرق خان يونس وجرى نقلهم إلى المستشفى الأوروبي، كما استهدفت طائرات الاحتلال محيط مستشفى الأمل في خان يونس بسلسلة غارات جوية وقصف مدفعي مكثف. "نيويورك تايمز" تكشف فشل خطط الاحتلال في السيطرة على مدن القطاع كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلا عن وثائق وقادة اسرائيليين أمس، أن الخطط الاسرائيلية تضمنت السيطرة على مدن غزة بالشمال وخان يونس ورفح بحلول أواخر شهر ديسمبر الماضي، لكنها لم تنجح في تحقيق ذلك. وحسبما نقلته الصحيفة، فإن هناك إدراكا تاما لدى قادة الاحتلال بأن المعركة طويلة لتدمير حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وعلى الأرجح ستكلف حياة الرهائن، ما يجعل من هدفي الاحتلال في استعادة الرهائن وتدمير "حماس" غير متوافقين. وتقول الصحيفة إن استعادة الرهائن ممكنة من خلال الوسائل الدبلوماسية لا العسكرية، خاصة وأنها أشارت إلى البنية التحتية المتطورة ل"حماس" والتي أدت إلى عرقلة الحملة العسكرية الاسرائيلية في غزة. كما أشارت إلى أن "المأزق الاستراتيجي أدى إلى تفاقم إحباط جيش الاحتلال بشأن تردد القيادة السياسية"، في إشارة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الذي يواجه ضغوطا داخليا متصاعدة، خاصة فيما يتعلق بقضية الأسرى، حيث تواصل عائلات الأسرى الاسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية ضغوطها من أجل تحرير أبنائها. أكثر من ذلك فقد أفشل صمود السكان وعدم مغادرة الآلاف منهم مناطق الشمال، رغم استمرار القصف العنيف وشراسة القتال البري خاصة في جباليا، مخطط جيش الاحتلال في مواصلة اقتحامه هذا المخيم رغم قصفه بألاف القذائف المدفعية واندلاع الأحزمة النارية. وشكل هذا الصمود الأسطوري سواء للمقاومة أو السكان شوكة في حلق قوات الاحتلال التي تفوقت فقط من الجو وهي تقصف بطائراتها الحربية وبصواريخها الفتاكة وقنابلها المحظورة دوليا مساكن وملاجئ المدنيين في المستشفيات ومدارس النزوح والمساجد، مخلفة سقوط المئات من المدنيين العزّل بين شهداء وجرحى ومفقودين. مداهمات واعتقالات في الضفة الغربية اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني منذ مساء أول أمس، وحتى صباح أمس 22 فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربيةالمحتلة، من بينهم سيدة من القدس وأطفال لترتفع حصيلة الفلسطينيين الذين اعتقلوا منذ ال7 أكتوبر الماضي إلى 6115 معتقلا. وتواصل قوات الاحتلال الصهيوني تنفيذ حملات الاعتقال الممنهجة كإحدى أبرز السياسات الثابتة التي تصاعدت بشكل غير مسبوق بعد السابع من أكتوبر الماضي ليس فقط من حيث مستوى أعداد المعتقلين وإنما أيضا، من حيث مستوى الجرائم التي ارتكبتها، إلى جانب الاقتحامات لمنازل أهالي المعتقلين التي ترافقها عمليات تخريب وتدمير واسعة. ما لا يقل عن 3 آلاف امرأة أصبحن أرامل.. رسائل متطابقة لمسؤولين أمميين حول استمرار الاحتلال باستهداف الأطفال بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة، السفير رياض منصور، أمس، ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر فرنسا ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة حول استمرار الاحتلال الصهيوني باستهداف الأطفال الفلسطينيين بشكل متعمد. أوضح منصور أن الأطفال في قطاع غزة يتعرضون للقتل والجرح والتشويه والتجويع والتيتم والتشريد وللأمراض والبرد، بينما يتعرض الأطفال في الضفة الغربية لملاحقات وإرهاب قوات الاحتلال والمستوطنين، إلى جانب إطلاق النار عليهم والضرب والاعتقال والتعذيب، وأشار إلى تجريد شعب بأكمله من إنسانيته في الوقت الذي يرزح تحت الاحتلال والفصل العنصري والحصار ويتم استهدافه الآن في إبادة جماعية. وتطرق السفير الفلسطيني إلى ارتفاع حصيلة الشهداء الذين ارتقوا منذ أن شنّ الاحتلال حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في السابع من أكتوبر الماضي إلى قرابة 25 ألف شهيد، بالإضافة إلى أكثر من 62 ألف جريح والآلاف من المفقودين، مشيرا إلى أن التقارير تشير إلى استشهاد ما لا يقل عن 9600 طفل في غزة و95 طفلا في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية حتى يومنا هذا. وتساءل عن عدد الأطفال الفلسطينيين الذي يعتبر كافيا كي يتحرك المجتمع الدولي لوقف هذا الهجوم الصهيوني ومحاسبة مجرمي الحرب على جرائمهم ضد الإنسانية والابادة الجماعية والوفاء بمسؤولياته الأخلاقية والتزاماته بموجب القانون الدولي، إلى جانب التزامات مجلس الأمن وقيامه بواجباته بموجب الميثاق وتنفيذ قراراته التي لا تعد ولا تحصى لحماية المدنيين. بالتزامن مع ذلك، قالت هيئة الأممالمتحدة للمرأة أن العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، يخلف استشهاد اثنين من الأمهات كل ساعة. جاء ذلك في دراسة أصدرتها هيئة الأممالمتحدة للمرأة حول تأثير العدوان الصهيوني في غزة على النوع الاجتماعي، حيث أشارت فيها إلى أن النساء والأطفال الفلسطينيين يمثلون نحو 70% من الشهداء جراء العدوان الصهيوني على القطاع بما في ذلك "أُمّان تعدمان كل ساعة". وذكرت الهيئة أن الحرب الصهيونية على غزة تؤثر على النساء والفتيات بمستويات كارثية وغير مسبوقة من حيث الخسارة في الأرواح وحجم الاحتياجات الإنسانية، مشيرة إلى استشهاد أكثر من 24 ألف و700 فلسطيني في غزة من بينهم 16 ألف امرأة وطفل. وتشير تقديرات هيئة الأممالمتحدة للمرأة إلى أن "ما لا يقل عن 3000 امرأة ربما أصبحن أرامل وربات أسر وفي حاجة ماسة إلى الحماية والمساعدة الغذائية".