اهتراء شبكات الصرف الصحي، سرقة أغطية البالوعات وسوء عملية صيانة الطرقات وشبكات الصرف، ضيق المجاري وانعدامها في بعض الشوارع والممرات، عدم الفصل بين مياه الأمطار المجمعة ومياه الصرف، توقف نشاط محطات التطهير بالعاصمة بالإضافة الى تحول مجاري الصرف الى مفرغات عمومية،، كلها نقائص انعكست سلبا على تطهير المياه المستعملة بالعاصمة وهو ما دفع السلطات المحلية الى توجيه المياه الملوثة الى البحر مباشرة دون معالجتها في انتظار الانتهاء من مشاريع التطهير الكبرى مع نهاية 2008، حيث تشير الأرقام بالعاصمة وحدها الى توجيه حوالي 5 آلاف متر مكعب من مياه الصرف يوميا إلى البحر· شخص رئيس المشاريع الكبرى للتطهير على مستوى مؤسسة " سيال" السيد رضا بوداب في تصريح ل " المساء" مشاكل التطهير بالعاصمة في السنوات السابقة الى غياب المهنية في العمل الميداني لأعوان التطهير وهي النقطة التي ركزت عليها مؤسسة " سيال" من خلال إعادة تكوين كل عمال قطاع التطهير وفق التقنيات الحديثة، في الوقت الذي ركزت فيه المؤسسة عملها على ضخ المياه وتسريح البالوعات ومجاري الصرف الكبرى عن طريق 16 شاحنة تطهير من الحجم الكبير تصل طاقة ضغطها الى 180 بار وتسمح بالإضافة الى ضخ المياه وتنظيف البالوعات امتصاص الرمال والأتربة، وهوما ساعد على تنظيف عدة مجاري لم تمسسها الصيانة منذ عدة سنوات وكانت في حالة متقدمة من الاهتراء · كما شرعت المؤسسة منذ دخولها السوق الجزائرية شهر أفريل 2006 في تغيير شبكات الصرف التي تمتد على مسافة 90 كيلومترا، وتم حتى الآن المتحدث وضع 23 كيلومترا من الشبكات الجديدة عبر عدة بلديات منها جسر قسنطينة، بئر مراد رايس، حيدرة، بئر خادم، في انتظار الانتهاء من الصيانة ووضع الشبكات الجديدة عبر كامل بلديات العاصمة وذلك ضمن أهداف المؤسسة التي تمتد الى غاية 2009 · وعن المشاريع المنتظر الشروع فيها سنة 2008، يقول السيد رضا بوداب انه سيتم التحول الى إعادة التهيئة حيث سيتم تسريح كل بالوعات الصرف التي تقع تحت وفوق الأرض بالطريقة التي تسمح لها باستقبال حجم كبيرة من المياه دون حدوث فيضانات، بالإضافة الى تهيئة مخارج مجمعات المياه الكبرى والأودية منها وادي المكسل، وادي الكرمة، وادي بني مسوس، ومنه سيتم التحكم نهائيا في مصبات الأودية التي ستحول الى مجاري خاصة نحومحطات التطهير قبل إرجاع المياه المطهرة الى البحر · ولتنفيذ المشروع ينتظر تهيئة 28 محطة جمع للمياه المستعملة والتي تعمل اليوم في ظروف اقل ما يقل عنها أنها صعبة في الوقت الذي لم يتم فيه بعد تشغيل محطات التطهير الكبرى لكل من براقي، بني مسوس والرغاية بسبب أشغال الصيانة والتهيئة التي تشهدها منذ 2006 لتكون في مستوى أشغال التطهير الحديثة وفق احدث التقنيات· وعن ظاهرة سرقة أغطية البالوعات لمجاري الصرف تحت الأرض، أشار المسؤول الى أن وضعية هذه الأغطية كانت جد متدهورة، وغالبا ما وجد عمال المؤسسة صعوبة كبيرة في تحديد مواقعها بغرض تغييرها بسبب أشغال صيانة الطرقات في السابق والتي لم تحترم فيها المؤسسات شروط وكيفيات تعبيد الطرقات الأمر الذي جعل مستوى الطريق يرتفع عن مستوى الأغطية مما سبب عدة حفر بالطرق عرقلت حركة المرور· وتؤدي إلى حوادث خطيرة· تغيير 1800 غطاء للبالوعات نهاية 2007 ونظرا لنوعية الأغطية السابقة والتي لا تتماشى والمقاييس الجديدة التي تريد المؤسسة إدراجها في مختلف أشغالها بالعاصمة تقرر تغيير الاغطية وشبابيك مجاري الصرف بشوارع وطرقات العاصمة وهي العملية التي لا تأخذ من وقت الأعوان إلا ساعتين على أكثر تقدير حيث يتم استغلال احدث التقنيات لنزع وإعادة تهيئة الفتحات بالإضافة الى وضع أغطية جديدة تصعب سرقتها بسبب أقفالها الأوتوماتيكية، وعند نهاية الأشغال يتم صيانة موقع الغطاء ليكون في نفس مستوى الطريق · وقد تم لغاية اللحظة، يقول السيد بوداب تغيير 1800 غطاء في حين سطرت المؤسسة برنامجا سنويا لتصل نسبة تغيير الأغطية الى ألفين كل سنة الى غاية نهاية فترة العقد المبرم بين المجمع الفرنسي "سوياز" ووزارة الموارد المائية للتسيير المفوض لتوزيع وتطهير المياه بالعاصمة لمدة 5 سنوات· وعن تدخل أعوان التطهير خلال الاضطرابات الجوية الأخيرة، أشار مسؤول التطهير الى تنسيق أعمال التدخل مع مختلف المصالح بعد تحديد أكثر من 23 نقطة سوداء عبر بلديات العاصمة، ومنه فقد تم تجنيد كل الشاحنات والعمال في النقاط التي تشهد تراكما كبيرا للمياه منها محطة 2 ماي ومدخل الميناء وطريق جيش التحرير الوطني، وبعض أحياء بلدية باب الوادي، حيث تم تحويل كل شاحنات المؤسسة الى هذه المواقع لضخ المياه المجمعة علما أن مجاري الصرف شهدت عمليات صيانة وضخ منذ شهر فيفري الفارط وهوما سهل عمليات التدخل· وعن سبب تراكم المياه في شارع طرابلس ببلدية حسين داي أشار المسؤول الى أن السبب لا يعود الى شبكات الصرف بقدر ما يعود الى غياب مجرى صرف مياه الأمطار فوق الطريق حيث لا يحتوي الشارع إلا على بالوعتين فقط· ولضمان عدم تكرار كارثة فيضانات باب الوادي تقوم المؤسسة بتطهير وتنظيف مصبات المجاري والأودية نحو البحر حيث تم مثلا تخصيص فرقة دائمة عند مخرج وادي المكسل ببلدية باب الوادي بعد أن أصبح المخرج بسبب أشغال التهيئة الأخيرة مفتوحا على الشاطئ الأمر الذي يجعله عرضة للأمواج الكبير وكل ما تحمله من أتربة ورمال وحتى بعض النفايات التي تسد مخرج المصب · كما شرعت " سيال " منذ مدة يقول محدثنا في إعداد خريطة طبوغرافية عن طريق نظام تحديد المواقع الجغرافية لمجاري الصرف تحت الأرض وأروقة صرف المياه التي تعود الى ما قبل الاستقلال القديم وذلك لتحديد اتجاهاتها ومداخلها وخارجها، وتم حتى الآن تطهير 40 إلى 50 بالمائة من هذه الأروقة الأرضية في انتظار الانتهاء من إعداد الخريطة · وعن محطات التطهير الكبرى للعاصمة والتي هي حاليا محل صيانة وترميم صرح السيد بوداب أنها ستستلم خلال سنة 2008 لتشرع المؤسسة في أعمال تطهير كل المجاري والأودية عبر المحطات سنة 2009 حيث يتم حاليا تجهيز هذه الأخيرة بمضخات خاصة لتحويل المياه الى محطات التطهير مباشرة بعد تسلمها ·