أكد المدير العام لشركة المياه والتطهير للجزائر العاصمة "سيال" السيد جان مارك جان أن مشكل تذبذب توزيع مياه الشرب بالمناطق الغربية من العاصمة راجع بالدرجة الأولى إلى قدم شبكات التوزيع وتموقع مصادر المياه بشرق العاصمة، لذلك تسعى المؤسسة إلى استدراك النقائص ووضع مضخات لرفع قدرة تدفق المياه إلى البلديات المتضررة، في حين باشرت المؤسسة هذه السنة العمل في 140 ورشة لتجديد شبكات التوزيع والصرف بالتنسيق مع مصالح الري مع اعتماد تقنيات جديدة لإزالة انسداد بالوعات ومجاري الصرف، وينتظر أن تعد المؤسسة قبل نهاية السنة تقرير خبرة عن كيفية تخلص المؤسسات الاقتصادية من نفاياتها السامة للاتفاق على صيغة محددة للتطهير·
وفي تصريح لالمساء أشار السيد جان مارك جان إلى أن المؤسسة منذ انطلاق عملها شهر أفريل 2006 وضعت لنفسها أربع نقاط هامة بغرض تجسيدها على أرض الواقع خلال فترة تسييرها المفوض لمجال توزيع وصرف المياه بالعاصمة، منها توفير أكبر قدر ممكن من مصادر مياه الشرب وهو ما تحقق بعد دخول محطة تحلية مياه البحر ب "الحامة" مرحلة الإنتاج تزامنا مع تحويل مياه سد تاقصبت بولاية تيزي وزو إلى العاصمة وهو ما رفع حجم المياه المتوفرة لزبائن" سيال " إلى أكثر من مليون متر مكعب في السنة، كما تتعلق النقطة الثانية بتحسين عمل محطات الضخ و التخزين وهو ما تعمل على تحقيقه المؤسسة من خلال تهيئة عدة منشآت مع دراسة إمكانية نقل عدد منها من البلديات الشرقية إلى المنطقة الغربية من العاصمة لتدعيمها بغرض توفير مياه الشرب للسكان الذين يعانون من تذبذب التوزيع، وهي العملية التي ستتم قبل فصل الصيف لبلوغ طموحات وزارة الموارد المائية التي حددت شهر جويلية كآخر أجل لتحسين تزويد هذه المناطق بمياه الشرب· أما النقطة الثالثة - يقول مصدرنا - فتتمثل في تهيئة شبكات التوزيع والصرف لضمان جودة في الخدمات المقدمة مع إمكانية إعداد خريطة جديدة لمسار الشبكات تسهل عمليات التدخل في حالة حدوث أعطاب، ولذات الغرض تسهر المؤسسة على تسيير 140 ورشة عمل عبر التراب الولاية بالتنسيق مع مصالح الري، وتماشيا مع ذلك يقوم أعوان المؤسسة بتغيير عدادات المياه القديمة بأخرى جديدة ذات تقنيات عالية تسمح بتسجيل النسبة الحقيقية المستغلة، ولذات الغرض كشف المسؤول الأول عن تسطير المؤسسة لبرنامج يقضي بتغيير 100 ألف عداد في السنة، في حين تم لحد الآن وضع 150 ألف عداد جديد وهي نفس العدادات التي ستوزع على الأحياء القصديرية النموذجية التي حددتها ولاية الجزائر· أما النقطة الأخيرة في خطة عمل مؤسسة سيال فتتمثل في تكوين الإطارات الجزائرية من طرف خبراء مجمع " سوياز" حيث تم تسطير برنامج ثري يقضي بتخصيص دورات تكوينية متعددة سنويا لنقل الخبرة والتجربة في مجال التسيير لصالح عمال كل من الجزائرية للمياه والديوان الوطني للتطهير· وبخصوص تذمر عدد من زبائن المؤسسة مؤخرا إثر مطالبتهم بدفع الديون المترتبة عليهم منذ عدة سنوات، أشار السيد جان مارك إلى أن المؤسسة عازمة على استعادة كل المستحقات المتأخرة التي ورثتها عن الجزائرية للمياه عن طريق استحداث صيغة اتفاق بين المؤسسة والمواطنين الخواص منهم والإدارات إلى حين إعداد نظام معلوماتي للزبائن متطور قبل نهاية 2008 يقوم بتسيير كل التعاملات التجارية للمؤسسة، وبالمقابل صرح مسؤول المؤسسة أن نسبة تحصيل المستحقات ارتفعت في المدة الأخيرة خاصة بالنسبة للديون حيث تم استرجاع 3,8 مليون دج، وبالمقابل سجل عودة الثقة بين الزبون والمؤسسة حيث يسجل توافد كبير من المواطنين على الوكالات وأكشاك مصالح البريد لدفع مستحقاتهم · أما بخصوص الديون المترتبة على الإدارات فيتم حاليا بالتنسيق مع والي ولاية الجزائر لتنصيب لجنة تدرس إعادة جدولة هذه الديون بما يخدم الاقتصاد الوطني ومصلحة المواطن ، أما عن مشكلة انقطاع الكهرباء عن محطات الضخ والتوزيع وما يترتب عنها من اضطرابات في توزيع المياه فأشار محدثنا إلى أنه تم الاتصال بمؤسسة سونلغاز لتخصيص مولدات كهربائية لكل المحطات التابعة للمؤسسة بغرض تأمين توفير الطاقة للإنتاج، إذ أن انقطاع الكهرباء عنها لمدة ساعتين فقط يؤدي إلى تذبذب في توزيع المياه لمدة 15 يوما · تطهير وادي الحراش يتطلب وقتا طويلا
يعتبر مجال التطهير بالعاصمة حلقة حساسة لقطاع الموارد المائية نظرا للكم الهائل من مياه الصرف التي توجه إلى البحر عبر الأودية دون معالجة بسبب تعطل محطات التطهير، وهو ما جعل مؤسسة "سيال" تعمل على استدراك تأخر تسليم محطات التطهير لصيانة شبكات وقنوات صرف المياه مع الحرص على تغيير غطاءات البالوعات القديمة لتحديد مسار شبكات الصرف تحت الأرض، ولهذا الغرض يقول المسؤول الأول عن المؤسسة إنه تم نقل آخر الخبرات التكنولوجية الحديثة حيث لا تستغرق عملية التغيير ساعتين مع استخدام أغطية حديثة مضادة للسرقة · كما تقوم المؤسسة بصيانة 21 محطة ضخ عبر تراب الولاية تقوم بضخ مياه الصرف نحو محطات التطهير منها محطات وضعت حديثا على ضفاف وادي الحراش الذي سيشرع في تنظيف محيطه من النفايات الصلبة قبل ضخ المياه باتجاه محطة التطهير لبراقي في وقت آخر، وتقوم "سيال" حاليا بإعداد دراسة لتحديد طريقة تنظيفه علما انه يحوي مياه صرف تعود لعدة سنوات، بالإضافة إلى مواد كيماوية ناتجة عن صرف المواد السامة للمصانع بمجرى الوادي الذي يصب مباشرة في البحر، وهو ما يخلف تلوثا بيئيا وجب الحد من انتشاره في أقرب وقت· كما عمدت المؤسسة مؤخرا حسب مصدرنا إلى إدراج جملة من الإجراءات الوقائية لعمال تطهير مجاري الصرف تضمن لهم العمل بكل أمان وفق نظام المقاييس العالمية في مجال تأمين مواقع العمل، تحصلت الجزائر وفق سلم يضم 15 نقطة على ست نقاط سنة 2006 ويتوقع تحصيل ثماني نقاط قبل نهاية السنة الجارية بالنظر إلى التجهيزات والبدلات الجديدة التي وزعت على عمال التطهير مؤخرا، بعدما كانت نقاط الجزائر تساوي الصفر- حسب مصدرنا- من قبل·وبما أن المشكل الرئيسي في مجال التلوث البيئي هو النفايات السامة للمصانع والمستشفيات فقد قررت مؤسسة "سيال" التوقيع على اتفاقيات مع كل المؤسسات الصناعية والمصالح الاستشفائية الناشطة بالعاصمة للقيام بتقارير خبرة عن كيفية تخلص هذه المؤسسات من نفاياتها السائلة للاتفاق على طريقة واحدة تسمح بجمع هذه النفايات وضخها عبر قنوات لغاية محطات التطهير .