شرعت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في البحث عن خليفة جمال بلماضي؛ من أجل تولي الإشراف على العارضة الفنية لكتيبة "المحاربين" ؛ تحسبا للاستحقاقات القادمة. رشحت "الفاف" عدة أسماء من أجل تدريب المنتخب الوطني خلال الفترة المقبلة، ويتعلق الأمر بكل من المدرب والناخب الوطني الأسبق، البوسني وحيد حليلوزيتش، والمدربين الفرنسيين باتريس بوميل وهيرفي رونار، ومدرب ريال مدريد زين الدين زيدان، إضافة إلى مدرب المنتخب الوطني المحلي مجيد بوقرة. وسبق لحاليلوزيتش أن قاد "الخضر" بين عامي 2011 و2014، وحقق إنجازا غير مسبوق بقيادة "المحاربين" ، إلى ثمن نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل. كما يتواجد بدون أي فريق أو منتخب حاليا؛ ما يسهّل المفاوضات معه. وبخصوص الفرنسي رونار، فهو يملك خبرة كبيرة بأجواء الكرة الإفريقية؛ حيث فاز بكأس الأمم الإفريقية مرتين مع زامبيا في 2012، وكوت ديفوار في 2015. غير أن المشكل يكمن في ارتباط هيرفي رونار بعقد مع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، حتى أولمبياد باريس التي ستقام العام الجاري. كما يُعد الفرنسي باتريس بوميل مشرحا لخلافة جمال بلماضي؛ إذ سبق له العمل مع هيرفي رونار، والتتويج معه بلقبي كأس إفريقيا في 2012 مع زامبيا، و2015 مع كوت ديفوار. كما تم تداول اسم النجم زين الدين زيدان لتولي تدريب المنتخب الوطني مستقبلا، وأيضا مجيد بوقرة الذي كان تُوج مع المنتخب الوطني المحلي، بلقب كأس العرب بقطر، إضافة إلى وصوله إلى نهائي كأس إفريقيا للأمم للمحليين، التي جرت وقائعها بالجزائر العام الماضي. وتترقب الجماهير الجزائرية هوية المدرب الوطني الجديد بعد نهاية فترة إشراف المدرب جمال بالماضي على العارضة الفنية ل "المحاربين" الأربعاء الماضي، والذي قدّم استقالته بشكل رسمي، من تدريب "الخضر" بعد فشله في بلوغ الدور الثاني من بطولة كأس أمم إفريقيا للمرة الثانية على التوالي، بعد تذيّل المجموعة الرابعة. واكتفى "الخضر" بجمع نقطتين من تعادلين مع أنغولا وبوركينا فاسو، قبل السقوط المفاجئ أمام موريتانيا في الجولة الأخيرة. وفي سياق متصل، فإن المحادثات بين رئيس "الفاف" وليد صادي والناخب الوطني جمال بلماضي لترسيم فسخ عقد الأخير، تعثرت بسبب مطالبه؛ حيث إن الاتفاق كان تسديد أجرة شهرين مقابل فسخ العقد، غير أن بلماضي أصر على الحصول على ما تبقّى له من منح وأجور شهرية، ليتأجل ترسيم فسخ العقد، في حين تم فسخ عقود أعضاء الطاقم الفني بالتراضي، مقابل الحصول على أجرة 3 أشهر. وعُيّن بلماضي (47 سنة) مدربا للنخبة الوطنية في أوت 2018 خلفا لرابح ماجر. وخلال فترة خمس سنوات ونصف سنة، تمكن بلماضي من التتويج بلقب كأس إفريقيا للأمم-2019 بمصر، ليتعرض بعد ذلك لنكستين في نهائيات "كان"، إضافة إلى إخفاقه في بلوغ مونديال 2022. رئيس "الفاف" يتعهد بتغييرات جذرية في المنتخب الوطني وكان رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ، وليد صادي، أكد أنه سيقوم بتغييرات جذرية في المنتخب الوطني بعد الإقصاء المبكر ل"الخضر" من نهائيات كأس إفريقيا للأمم-2023 (المؤجلة إلى 2024) بكوت ديفوار. وكتب صادي على حسابه الرسمي في منصة "إكس" (تويتر سابقا): "نعتذر لمحبي المنتخب الوطني والشعب الجزائري، ونتأسف للوجه الذي ظهر به " المحاربون " في كأس أمم إفريقيا، والخروج المر من الدور الأول، بعد أن اجتهدنا ووفرنا ظروفا مثالية للاعبينا من أجل التألق وتحقيق الهدف. معذرة، مرة أخرى، لملايين الجزائريين الذين يعشقون منتخبهم، ولن يتخلوا عنه، بكل تأكيد، في قادم الاستحقاقات". وعقب هذه الخيبة، تعهّد رئيس "الفاف" بأنه سيُحدث "تغييرا جذريا" في صفوف المنتخب الوطني. وكتب أيضا: "نعد عشاق ومحبي المنتخب الوطني بأن ما حدث هو بداية تغيير جذري، بل وثورة حقيقية على مستوى المنتخب الوطني الجزائري؛ من أجل تهيئة بيئة مثالية للعمل والبناء على هذا التعثر؛ لاستعادة مكانتنا قاريا ودوليا". واختتم قائلا: "نجدد اعتذارنا لعشاق المنتخب وللشعب الجزائري، ونعد بتصحيح أخطاء الماضي؛ بهدف واحد، هو إعادة القطار إلى السكة، وتجديد أيام التألق والانتصارات للكرة الجزائرية. المنتخب يحتاج تضافر جهود الجميع، وأولهم جمهوره الوفي؛ دعما ومساندة كما عهدناكم دائما. دمتم أوفياء لمنتخبكم. تحيا الجزائر".