رفض الجانب الفلسطيني ما أسمته سلطات الاحتلال الصهيوني "خطة اليوم التالي" للعدوان على قطاع غزّة التي طرحها رئيس الحكومة اليميني المتطرّف، بنيامين نتانياهو، وتتضمن احتفاظ سلطات الاحتلال بحرية العمل في كامل القطاع دون حد زمني. أكدت الرئاسة الفلسطينية على لسان المتحدث باسمها، نبيل أبو ردينة، ردا على "الخطة الصهيونية المشؤومة"، أن "غزّة لن تكون إلا جزء من الدولة الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس وأي مخططات غير ذلك مصيرها الفشل، ولن ينجح الاحتلال في محاولاته تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي في قطاع غزّة". وأضاف أنه "إذا أراد العالم أن يكون هناك أمن واستقرار في المنطقة فعليه إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية، والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف"، مؤكدا أن ما تطرحه حكومة الاحتلال يهدف إلى "استمرار احتلال الكيان الصهيوني للأراضي الفلسطينية ومنع إقامة دولة فلسطينية". كما رفضت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، ما أسماه الاحتلال "مبادئ لليوم التالي للعدوان"، واعتبرها اعترافا رسميا بإعادة احتلال قطاع غزّة وفرض السيطرة الصهيونية عليه وخطة لإطالة أمد حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني ومحاولة لكسب المزيد من الوقت لتنفيذ مخطط التهجير، كما اعتبرتها مناورة مفضوحة لاعتراض وإفشال الجهود الدولية المبذولة لربط ترتيبات وقف الحرب والإفراج عن الأسرى والرهائن بحل الصراع وتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض.ورأت بأن الخطة الصهيونية تكشف عن حقيقة موقف الاحتلال الرافض للدولة الفلسطينية والحلول السياسية للصراع واختياره للحروب ودوامة العنف لإطالة أمد وجوده واليمين في الحكم. وطالبت الوزارة الإدارة الأمريكية والدول الغربية بسرعة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ودعم حصولها على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة والبدء بترتيبات دولية لعقد مؤتمر دولي للسلام، يفضي لإنهاء الاحتلال ويمكّن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير بحرية وكرامة على أرض وطنه ودولته كما جاءت في قرارات الشرعية الدولية. من جهته أكد الأمين العام ل"حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية"، مصطفى البرغوثي، أن الخطة التي أعلنتها السلطات الصهيونية تعد وصفة للإبادة الجماعية، وتكريس الاحتلال وضم وتهويد الضفة الغربية وقطاع غزّة وتصفية حقوق الشعب الفلسطيني بالكامل. وأوضح البرغوثي، في تصريحات صحفية أن "الخطة الخبيثة التي نشرتها السلطات الصهيونية تجسّد بوضوح النوايا الحقيقية للصهيونية الدينية الحاكمة، وللحركة الصهيونية بتصفية حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وإلغاء حقه المكتسب في تمثيل نفسه، وكذا تصفية وجود مؤسسات الأممالمتحدة في الأراضي المحتلّة وفي مقدمتها وكالة الغوث الدولية في إطار تصفية حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة". وقال بأن خطة الاحتلال المتمثلة في "وثيقة مبادئ تتعلق بسياسة اليوم التالي للعدوان على غزّة والتي تتضمن احتفاظ سلطات الاحتلال بحرية العمل في كامل قطاع غزّة دون حد زمني، كما تتضمن إقامة منطقة أمنية في القطاع متاخمة للبلدات الخاضعة للاحتلال" تمثل تجسيدا صريحا لعقلية "التفوق العنصري اليهودي" والتطرّف العنصري الرامية إلى استمرار الحرب والعدوان والإبادة وتدمير كل دعوة للعدل والسلام