تتواجد شريحة معتبرة من سكان بلدية الرغاية في الساحة العمومية ضمن اجندة يوميات الصيف، حيث يتوافد عليها العديد من الشباب، العائلات وكبار السن ممن لم يسعفهم الحظ في التمتع بشواطئ البحر وقضاء العطلة خارج منازلهم، ويلتقي هؤلاء في فترات تمتد من مغيب الشمس الى منتصف الليل، ويكسر رواد الساحة رتابة المنزل بها ليلا هروبا من الحر، في انتظار بلوغ هذا المرفق مرحلة الذروة خلال سهرات شهر رمضان القادم. تعد الساحة العمومية المقابلة لمقر بلدية الرغاية، فضاء مفتوحا بعد التوسعة التي مستها في أعقاب زلزال ماي 2003، والتي شملت المساحات التي كانت تشغلها العمارات المنهارة آنذاك، وهو ما جعلها قبلة للجميع، خاصة العائلات التي يجد اطفالها مجالا واسعا للعب حتى وان كانت غير مجهزة بمرافق التسلية باستثناء تركيب بعض الألعاب في مناسبات متقطعة من طرف بعض الخواص او كتلك التي تنظمها الشرطة في عيدها الوطني عبر انجاز مسلك مصغر لتعليم الاطفال قواعد السير بمركبات صغيرة. وتزامنا مع فصل الصيف تتفق الغالبية في جعل هذه الساحة مكانا لضبط مواعد للالتقاء خاصة لدى الشباب، حيث اخبرنا احدهم انه يجتمع مع اصدقائه بصفة شبه يومية قبل التوجه الى مقاصدهم، مغتنمين الفرصة لتبادل بعض اطراف الحديث، تاركين المجال بعدها لأمهات يصطحبن أطفالهن الى الساحة بعد الفراغ من عملية التسوق من المحلات والاسواق المجاورة باعتبارها فضاء للعب الاطفال والخوض في احاديث لاتنتهي. الرجال كذلك يجدون في المكان متنفسا بديلا عن المقاهي، شأنهم في ذلك شأن كبار السن الذين يشكلون علامة مسجلة في »لا بلاسات« خلال الفترة الصباحية، التي قد تنتهي لدى البعض عند محلات الوجبات الخفيفة والمثلجات وسط الرغاية، التي تستقطب عددا معتبرا من الزبائن رغم تسجيل احداها ل23 حالة تسمم غذائي بداية شهر جوان نتيجة نقص النظافة، وهو ماسعى الى تداركه اصحاب المحلات الأخرى... كما تجد العائلات في الفترة المسائية فرصة للترويج عن النفس خاصة في فترة ما بعد المغيب، التي تشهد توافدا كبيرا من طرف سكان الاحياء المجاورة بحكم موقعها الذي يتوسط المدينة في جلسة اسرية وحميمية هادئة في ظل تواجد مركز الامن الحضري على بعد امتار قليلة. كما تستقطب الساحة العائدين من شواطئ البحر بعين طاية والرغاية بتمضية بعض الوقت بهذا المرفق، الذي وان كان بهذه السمعة فهو يحتاج إلى اهتمام اكبر من طرف السلطات المحلية للرغاية لتدارك النقائص كقلة مقاعد الجلوس، وهو ما يضطر قاصدي هذه الساحة العمومية الى استغلال اي مكان يصلح للجلوس. ومع اقتراب شهر رمضان المبارك الذي لم تعد تفصلنا عنه سوى ايام قليلة، سيضرب رواد هذه الساحة موعدا مع سهرات رمضان بذات المكان، وهو ما جرت عليه العادة خلال كل سنة، حيث تعج بزائريها، وهي فرصة للمزاوجة بين سهرات الصيف وسهرات شهر رمضان المبارك.