بعد يوم واحد من الراحة، والتقاط الأنفاس، وترتيب الأوراق، استعادت الأندية المشاركة في كأس إفريقيا للأندية الحائزة على الكؤوس بوهران، حيويتها، فانكبت تستكمل رزنامة الدور الأول بالنسبة للسيدات، وقص شريط الدور الرئيسي، وفي ذات الوقت، إعطاء مؤشرات عن المتأهلين للدور نصف النهائي عند الرجال. فبالنسبة لمسابقة الرجال، جاءت نتائج الجزائريين متباينة، بعد انقضاء الجولة الأولى من الدور الرئيسي، لكن مع تأمين أكيد لتواجد كرة اليد الجزائرية في الدور نصف النهائي، ويمكن القول، إن صيغة المنافسة المعدل، ولأسباب طارئة، خدم مصالح الأندية الجزائرية، لما عبدت طريق ترشح واحد منها إلى الدور ما قبل النهائي. فلم يخيب نادي شبيبة سكيكدة ظن محبيه، وواصل تمثيله الحسن لكرة اليد الجزائرية، حيث وضع قدمه الأولى في الدور نصف النهائي، بعدما كسب غنيمة اللقاء الأول في المجموعة الأولى، و"الداربي" الجزائري الذي جمعه بجاره أولمبيك عنابة، حيث كان الفوز الرهان الوحيد للفريقين الجزائريين، ونجح السكيكديون في كسبه، بإزاحتهم نظرائهم العنابيين بنتيجة (26-23)، وقد كانت هذه المواجهة الجزائرية شديدة التنافس، ومتكافئة في بدايتها، مع تسجيل العديد من التعادلات (4-4) عند الدقيقة 10، (8-8) في الدقيقة 21 و(11-11) في الدقيقة 27، قبل أن ترجح الخبرة كفة شبيبة سكيكدة، عند نهاية الشط الأول (12 -11). الشوط الثاني، كان كسابقه مثيرا ومشوقا، واستمرت فيه شبيبة سكيكدة في أخذ فارق الهدفين، وأحيانا 04، كما حصل في الدقيقة 20 (20-18)، والدقيقة 26 (25-21)، قبل أن يستقر في 3 عند نهاية المباراة (26-23)، رغم إقصاء أحد ركائز الفريق الهامة، ويتعلق الأمر بكابويا رامي. وقد عبر ليتيم زين الدين، مساعد مدرب الفريق السكيكدي، عن سعادته بفوز فريقه، مرجعا ذلك إلى الخبرة وعزيمة لاعبيه، حيث صرح قائلا: "مسرورون بهذا الفوز، وبالنسق التصاعدي لفريقنا في المنافسة، لا نخفي أننا خضنا لقاء صعبا ضد أولمبيك عنابة، لكن خبرة فريقنا في المنافسات الإفريقية، على اعتبار أنها المشاركة العاشرة له، حسمت الموقف لمصلحتنا، سنرصد كل جهدنا وخبرتنا لبلوغ نصف النهائي، ولما لا التتويج باللقب، لأن كل الفرق تحتفظ بذات الحظوظ في التأهل". أما مدرب الأولمبيك بودرالي هشام، فثمن مشاركة فريقه في المنافسة الإفريقية، واستفادته منها قدر الإمكان، بغض النظر عن النتائج الفنية، وأضاف: "مباراتنا ضد سكيكدة لعبت على جزئيات صغيرة، وبعد خسارتنا أمامها، تبدو حظوظنا صعبة في التأهل، ذلك أننا سنواجه فريقا مصريا عالميا، لكن المهم الاحتكاك، واكتشاف لاعبينا للمنافسة الإفريقية، لأول مرة في مشوارهم، وخاصة الشباب منهم". بهذا الفوز، التحق شبيبة سكيكدة بغريمه أولمبيك عنابة في الصف الثاني، بمجموع نقطتين لكليهما، علما أن الأولمبيك باشر الدور الرئيسي، وبأفضلية نقطتين في رصيده، بعد إنهائه الدور الأول من المنافسة رائدا لمجموعته، أما الأهلي المصري، فتأهل رسميا إلى الدور نصف النهائي، متصدرا المجموعة الأولى ب04 نقاط مؤقتا. في الجولة الثانية لهذه المجموعة، ستقابل شبيبة سكيكدة مواطنها شباب ميلة، وأولمبيك عنابة سيجاري الأهلي المصري. الأهلي يواصل عزفه المنفرد اقتطع نادي الأهلى بسهولة كبيرة، بطاقة عبوره إلى الدور نصف النهائي، بعد فوزه على الممثل الثالث لكرة اليد الجزائرية في المجموعة الأولى، شباب ميلة، بنتيجة عريضة (40-19)، وكان الشوط الأول أهلاويا، بواقع (19-11). فكما كان عليه الحال في الدور الأول، واصل نادي الأهلي المصري عزفه المنفرد في هذه المنافسة الإفريقية، دون منازع حقيقي، ولا ند قوي، حيث كان، أول أمس، على موعد مع مباراته الأولى في الدور الرئيسي ضد نادي شباب ميلة، وقد كانت هذه المواجهة أشبه بحصة تدريبية للمصريين، للفارق الشاسع في المستوى، وعلى جميع الأصعدة بين الفريقين، كما تدله عليه النتيجة النهائية للمباراة (40-19) للأهلي. ففارق 21 هدفا يغني عن القول من أن صاحب "السوبر" الإفريقي، جعل من المباراة تحضيرا لما سيأتي، ولو أن مدربه دافيد ديفيس حاول إضفاء نوع من الجدية حول تعاطي فريقه مع مواجهة ميلة، حيث صرح في الندوة الصحفية بقاعة "ميلود هدفي" قائلا: "المقابلات التي يقال عنها سهلة لا تؤثر علينا، لأننا نحضر لكل مواجهاتنا بنفس الطريقة والجدية، وحتى نكمل المنافسة بقوة، وفي أفضل حال، عمدنا إلى تدوير تشكيلتنا. بالنسبة لي، هذه أول بطولة أحضرها شخصيا، ومن ثمة لا يمكنني، من خلال عدد قليل من المقابلات، إعطاء تقييم حقيقي عن اللاعبين الجزائريين". أما مدرب شباب ميلة، علي بلشهب، فكعادته، كرر ذات التبريرات بعد هذا الإخفاق الجديد، حيث قال: "واجهنا فريقا قويا وعالميا ومدججا بالنجوم، مقارنة بفريقنا الذي يفتقر إلى الخبرة والإمكانيات التي يمكننا بها، أن نقارع الأندية الكبيرة في إفريقيا، زيادة على دعوتنا للمشاركة في آخر لحظة، وكذا تعب السفرية إلى وهران . المهم أننا استفدنا من فرصة الاحتكاك والتطور في هذه الكأس الإفريقية". وعليه، وبعد تكرار هزائمه يقبع نادي شباب ميلة في ذيل ترتيب المجموعة الأولى، بدون رصيد من النقاط، وقد يكون وضع قدما أولى خارج سباق المنافسة، قبل التأكد من صحة ذلك من عدمه، بعد مواجهته لجاره نادي شبيبة سكيكدة. نادي الأبيار بين حبلين.. أما الممثل الرابع لكرة اليد الجزائرية نادي الأبيار، فانقاد من جهته إلى خسارة، وبصعوبة أمام الترجي التونسي، بمجموع (25-23)، وكان الشوط الأول تونسيا أيضا، بواقع (13-12)، في المباراة الأولى عن المجموعة الثانية من الدور الرئيسي، وقد قدم النادي الجزائري أداء مقبولا أمام البطل التونسي، لكن للأسف، لم يترجمه إلى فوز، كان سيؤمن له، وبنسبة كبيرة حظوظ الترشح إلى الدور نصف النهائي، الذي سيبقى معلقا بالنتائج التي ستتمخض عنها مواجهتاه المتبقيتان ضد الزمالك المصري، و«جي.أس.كي" من جمهورية الكونغو الديموقراطية. في المواجهة الثانية، فاز نادي الزمالك منطقيا عن "جي.أس.كي" الكونغولي، بنتيجة (41-21)، وبذلك تصدر ترتيب المجموعة الثانية برصيد 04 نقاط، محرزا في ذات الوقت، بطاقة تأهله إلى الدور نصف النهائي، حتى قبل مواجهته نادي الأبيار الجزائري وغريمه الترجي التونسي. مواجهات نسوية متجددة ضد الأنغوليات في ربع النهائي لدى منافسة السيدات، أنهى ممثلا كرة اليد النسوية نادي الأبيار وفريق فتيات بومرداس الدور الأول بثلاث هزائم، ودون رصيد من النقاط بالنسبة للأبيار ، نقطة وحيدة بومرداس. ولحسن حظهما أن صيغة المنافسة الخاصة بالجنس اللطيف أهلت كل الأندية المشاركة ودون استثناء ، إلى الدور ربع النهائي ، وإلا لحزما حقائبهما ومن يوم أمس. فنادي الأبيار، خسر في المجموعة الأولى أمام نادي الأهلي المصري، وبنتيجة (29-17)، وكان الشوط الأول مصريا أيضا وب(13-07)، وفي اللقاء الثاني عن ذات المجموعة، فاز نادي يرميرو اوغستو على نادي "دي.جي.أس .بي" من الكونغو برازافيل بواقع (27-15). أما نادي فتيات بومرداس، فتعادل في اللقاء الثالث عن المجموعة الثانية أمام نادي كرة اليد لأبيدجان بنتيجة (29-29)، لينهي الفريق الجزائري الدور الأول في ذيل الترتيب، وبرصيد نقطة واحدة، وهو نفس نقاط الفريق الإيفواري، لكن الجزائريات يتأخرن في فارق الأهداف الذي هو لمصلحة الإيفواريات. وعليه، سيقابل نادي الأبيار فريق بيترو أتلتيكو متصدر المجموعة الثانية في الدور ربع النهائي، فيما يقابل نادي فتيات بومرداس الفريق الأنغولي الآخر بريميرو أوغستو، في مواجهتين قويتين وصعبتين على الناديين الجزائريين.