تواصلت الطبعة 40 من كأس إفريقيا للأندية الحائزة على الكؤوس، والتي تحط الرحال بالجزائر بعد غياب طال 24 سنة، و للمرة الثانية ب"الباهية" وهران، بعد نسخة 1988، وقد فازت بها وقتذاك مولودية نفط الجزائر، وهو التتويج الذي عاد طيفه ليعم خرجات الأندية الجزائرية رجالا وسيدات في هذه منافسة هذا العام، رغم صعوبة المهمة، لعدة أسباب، أهمها التطور الكبير الذي شهدته كرة اليد الإفريقية، والنسوية بالتحديد، مقارنة بالعقود الماضية. بعد يوم أول متباين أداء ونتائجا للجزائريين والجزائريات، كانت الخيبة نسوية وعلى طول الخط، أما دخول الرجال فكان بزخم قوي، بفضل الأداء المتميز لأولمبيك عنابة على حساب نادي راد ستار (كوت ديفوار)، والذي هزمه بنتيجة (28-20)، ثم على مواطنه النادي الرياضي لبلدية ميلة، الذي نادي "كيمان "(ج.ك.الديموقراطية)، وبواقع (30-27)، وهما الفوزان اللذان مكنا العنابيين من الترشح إلى الدور ثمن النهائي، وعلى رأس المجموعة الثانية. من جهتهما، اقتطع ناديي شبيبة سكيكدة والأبيار بطاقة تأهلهما إلى الدور القادم، بعد تألقهما في اليوم الأول، فنادي سكيكدة فاز على وفاق عين توتة وبنتيجة (25-23)، هذا الفريق الأخير الذي ودع المنافسة نهائيا، في حين سيكون شبيبة سكيكدة في مهمة صعبة، لكن ليست مستحيلة لتحديد الترتيب النهائي للمجموعة الأولى، لما يواجه صاحب كأس "السوبر" الإفريقي نادي الأهلي المصري، الذي نال من جانبه من نادي وفاق عين توتة، وبنتيجة (36-31). من جهته، يتواجد نادي أولمبيك عنابة في طريق مفتوح لمرافقة سكيكدة إلى الدور القادم، بعد تحقيقه لانتصار واضح على نادي راد ستار(كوت ديفوار)، وبواقع (28-20)، نفس الشيء بالنسبة لنادي الأبيار الذي تخطى وباستحقاق لعقبة نادي "جي.أس كي" (ج .ك الديموقراطية)، بنتيجة (30-21)، فيما ألغيت مواجهته الثانية ضد نادي "ابريل (رواندا)، بسبب انسحاب هذا الفريق الأخير. أما نادي ميلة، فأمر التأهل بين أيدي لاعبيه، حيث يتوجب عليهم هزم نادي راد ستار الإيفواري للتواجد في الدور ثمن النهائي، ويكون بذلك رجال الجزائر قد بلغوا القصد، وكانوا عند حسن ظن الجميع، في انتظار خرجاتهم في الأدوار القادمة. دخول خاطئ لليد النسوية الجزائرية بداية غير موفقة للناديين الجزائريين الممثلين للكرة اليد النسوية في هذه المنافسة الإفريقية، نادي فتيات بومرداس، ونادي الأبيار، ويمكن القول بأن الرزنامة لم ترحم ممثلاتنا لما أوقعتهن، ومنذ الإقلاع لما أوقعتهن في مواجهة الفريقين الأنغوليين القويين بيترو أتلتيكو وصيف مسابقة" السوبر" الإفريقي، وبريميرو أوغوستو الحائز على اللقب على التوالي. وما لوحظ على أداء الفريقين الجزائريين، الانخفاض البدني لدى لاعباتهما، وتحديدا بعد مرور 20 دقيقة الأولى للمباراة، رغم الإرادة القوية التي تحلين بها، لكن نقص الخبرة والتمرس، خصوصا التحضيرات، ظهر واضحا مع بداية الشوط الثاني مباشرة، وليس في أواخر المواجهتين. فنادي فتيات بومرداس الذي انطلق كما يجب، وعاند خصمه بيترو أتليتيكو في الدقائق الأولى من المباراة، وأجبره على الاكتفاء بفارق هدفين فقط، إلا أن هذه المناكفة الجزائرية لم تدم طويلا، قبل أن يمسك الفريق الأنغولي بزمام الأمور، ويفرض منطقه على شبلات المدربة عبلة هاني، ويجبرهن على تقبل هدف ثالث كفارق، بالتالي إنهاء الشوط الأول بنتيجة (15-12) لمصلحة بيترو. الشوط الثاني، كان اختبارا ميدانيا، وكاشفا حقيقيا على مدى قدرة فتيات بومرداس في مجاراة لاعبات بيترو، اللواتي أظهرن حنكة في تسيير زمن هذه المرحلة الثانية، وهو ما كان منتظرا ومعروفا للتباين في الاستعداد، وهو مابينت عليه الدقائق 36(21-15) و45 (24-17) و50 (28-19)، ورغم عزيمة لاعبات بومرداس، ممثلة في الدولية قندوز إيم ونداي أستو و يالاس سيرين ، إلا أن الخبرة الأنغولية كانت لها الغلبة في نيل نتيجة اللقاء ونقاطها بحصة (31-23). نفس الأمر حصل مع الممثل الثاني لكرة اليد النسوية نادي الأبيار، الذي قابل فريقا أنغوليا آخر من العيار الثقيل، حيث لم يقدر النادي الجزائري على الوقوف بندية أمام صاحب كأس "السوبر" الإفريقي إلا في العشر دقائق الأولى من المباراة، التي تحصل فيها عل عدة تعادلات، قبل أن ينهار بداية من الدقيقة 20، وإلى غاية نهاية المباراة، حيث عجزت شبلات المدرب مولاي عبد الفتاح من مجاراة الأنغوليات بدانيا، ليتركن زمام المبادرة لهن من أجل توسيع الفارق من فترة لأخرى، ليصل إلى 05 أهداف في الد28، ويصل إلى 06 أهداف مع نهاية الشوط الأول، ولمصلحة البطل الأنغولي بريميرو، بنتيجة (19-12). الشوط الثاني، صال وجال فيه برميرو، موسعا الفارق إلى 10 أهداف عند الدقيقة 51 (27-17)، ثم 12 هدفا في الد54 (30-18)، ثم 13 هدفا عند نهاية المباراة (32-19). تصحيح الطلقة واجب وبلوغ الهدف متاح رغم الدخول الخاطئ لممثلي كرة اليد النسوية، فتيات بومرداس والنادي الرياضي للأبيار، إلا أن تصحيح الطلقة، وبلوغ الأهداف المسطرة قبل انطلاق المنافسة الإفريقية ممكن، بالنظر إلى معطيات المنافسة في حد ذاتها، والتي منحت التأهل إلى الدور القادم لكل الفرق المشاركة القادم، وتصريحات مدربي الفريقين مولاي عبد الفتاح من جانب الأبيار، وعبلة هاني من جهة بومرداس في التركيز على المقابلات المتبقية لتحسين الترتيب، بالتالي الذهاب إلى أبعد حد ممكن في هذه التظاهرة الإفريقية. فنادي الأبيار سيقابل في ثاني مواجهة له بقاعة "هدفي ميلود" نادي "دي. جي .أس .بي" من الكونغو برازافيل، فيما يواجه نادي فتيات بومرداس جمعية "أوتوهو" من نفس البلد (الكونغو برزافيل) .