يدخل غدا وبصفة رسمية النظام الجديد لعطلة نهاية الأسبوع المشكل من يومي الجمعة والسبت بعد 33 سنة من اعتماد نظام الخميس والجمعة، ويكثر التساؤل في هذه العطلة الانتقالية حول الوقت الذي يحتاج إليه المواطن بالدرجة الأولى من أجل التأقلم مع هذه الرزنامة. ويكون اليوم الخميس آخر يوم من العطلة بالصيغة القديمة ويتعين على الجزائريين البحث عن ظروف تجعلهم يتأقلمون مع النظام الجديد على ضوء السلوكات الجديدة التي سوف تعتمد من طرف جميع مكونات المجتمع وبالخصوص التجار والهيئات الرسمية. وقبل دخول النظام الجديد حيز التطبيق كما أقر ذلك مجلس الوزراء المجتمع في 21 جويلية الماضي، فإن الكثير من الهيئات قد فصلت في الأمر ولم يعد تطبيق هذه العطلة أمرا مبهما حيث أوضحت وزارة العمل على لسان وزير القطاع كيفية تطبيق النظام الجديد وكذلك مديرية الوظيف العمومي أن يوم الجمعة يوم عطلة رسمية ولن يتم المساس به، وأن الذين لا يضمنون 40 ساعة من العمل خلال الخمسة أيام كما يقره القانون المعمول به، فإنه يتعين على القطاعات المعنية توزيع ساعات العمل على نحو يضمنون به تلك الساعات من العمل دون أن يكون ذلك يوم الجمعة. وفي هذا السياق اتخذت قطاعات مثل التعليم العالي موقفا محددا من ذلك بجعل يوم الجمعة يوم راحة، وطالب وزير التعليم العالي والبحث العلمي من مسؤولي الجامعات ومختلف الهيئات التابعة للقطاع بتكييف ساعات العمل حسب النظام الجديد أي بإمكانية تخصيص دروس يوم السبت. ونفس الطرح قد يتطرق إليه وزير التربية الوطنية في اللقاء المرتقب يوم 26 أوت الجاري مع نقابات القطاع لدراسة كيفية تنظيم ساعات العمل مع نظام العطلة الجديد. وسارت العديد من الهيئات في هذا النهج منها وزارة العدل والبريد والإدارة المحلية التي قررت نظام عمل جديد يتماشى والتغييرات الجديدة. ويطرح السؤال مع دخول عطلة نهاية الأسبوع بصيغتها الجديدة حيز التطبيق هل سيعوض يوم الجمعة يوم الخميس أم أن يوم السبت سيكون هو البديل، وحول الموضوع تختلف الآراء والمواقف فهناك من يرى أن الجمعة سيكون بديلا ليوم الخميس من منطلق أنه سيعوض آليا ذلك اليوم، وآخرون يرون العكس كون الجمعة يوم عبادة بالنسبة لعامة الجزائريين الذين يضطرون إلى تأجيل كل شؤونهم إلى يوم السبت. لكن الأخذ بهذا الرأي تقابله نظرة أخرى تفيد بأن يوم السبت لا يمكن أن يعوض الخميس بالنظر إلى أن طبيعة هذا اليوم "المشؤوم" بالنسبة للجزائريين من جهة وكونه يسبق يوم عمل (الأحد) وعامة الناس بحاجة إلى راحة كي يباشرون بداية أسبوع في كامل اللياقة. وبين كل هذا وذلك فإن تأقلم المواطنين مع النظام الجديد كفيل بأن يتكفل به الوقت.