انطلاق الدورة ال38 للجنة نقاط الاتصال للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء بالجزائر    قانون المالية: المحكمة الدستورية تصرح بعدم دستورية التعديلات الواردة على المواد 23 و29 و33 و55    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    تقليد المنتجات الصيدلانية مِحور ملتقى    اللواء سماعلي قائداً جديداً للقوات البريّة    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    أكثر من 500 مشاركاً في سباق الدرب 2024    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الملفات التي تمس انشغالات المواطن أولوية    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    "صفعة قانونية وسياسية" للاحتلال المغربي وحلفائه    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير المالية لوكالة الأنباء الجزائرية:‏
السوق الجزائرية جذابة للاستثمارات وتتوفر على السيولة
نشر في المساء يوم 14 - 08 - 2009

فيما يلي حديث وزير المالية السيد كريم جودي لوكالة الأنباء الجزائرية يرد فيه على الأسئلة المتعلقة بفحوى وأهداف قانون المالية التكميلي لسنة 2009 ويقدم فيه توضيحات حول أهم أحكامه.
- السيد الوزير لقد أثارت بعض أحكام قانون المالية التكميلي لسنة 2009 بعض المخاوف والالتباس في أوساط الأعمال ووسائل الإعلام هل تفضلتم بتقديمه من جديد وكذا السياق الذي اعد فيه؟
* بادئ ذي بدء أشكركم على السماح لي بإجراء هذا الحديث على شريطكم الإخباري، لتنوير الرأي العام حول دوافع القرارات المتضمنة في هذا الأمر يجدر التذكير بالسياق المتميز بتراجع عدد من المؤشرات المالية والذي تقلص لحسن الحظ بفضل الحفاظ على الأساسيات الاقتصادية التي تبقى متينة.
فعلى الصعيد الخارجي فإن مداخيلنا الخاصة بالتصدير قد تراجعت بالنصف مقارنة بالسداسي الأول من سنة 2008. في حين استقرت وارداتنا في حدود 19 مليار دج بفضل الإجراءات الواردة في قوانين المالية السابقة. وهذا ما جعل ميزاننا التجاري خلال السداسي الأول من السنة الجارية يسجل فائضا يفوق بقليل 1 مليار دولار مقابل 20 مليار دولار خلال السداسي الأول من سنة 2008.
كما أن احتياطي الصرف قد استقر وهو يوافق أربع سنوات استيراد. وعلى الصعيد الميزاني عرفت الإيرادات الجبائية البترولية تراجعا محسوسا بنسبة 50 بالمائة وبالرغم من ذلك تمكنت الدولة من جعل صندوق ضبط العائدات يستقر في مستوى 4280 مليار دج. وتقدر نسبة النمو المتوقعة لسنة 2009 بأربعة بالمائة إلى جانب نمو خارج قطاع المحروقات بنسبة 4،6 بالمائة.
وسجل التضخم بالرغم من الارتفاع المسجل في بداية السنة تراجعا واستقر في حدود 4 بالمائة.
- ما هي الرهانات التي يحملها قانون المالية التكميلي هذا؟
* نظرا لكون 97 بالمائة من إيرادات الصادرات و70 بالمائة من الإيرادات الجبائية تأتي من المحروقات فإن الرهان الرئيسي بالنسبة للاقتصاد الجزائري يكمن في تنويع مصادر المداخيل الداخلية والخارجية.
ويكمن الرهان الهام الآخر في التشغيل بحيث أن الدولة لم يعد بإمكانها أن تضمن لوحدها توفير مناصب الشغل وبالتالي فقد أصبح من الضروري إشراك المنتجين الخواص.
انتم تعلمون أن الدولة عنصر فعال في سوق التشغيل. فهي تقوم باستحداث مناصب شغل بصفة مباشرة وتمول استحداث مناصب الشغل الاحتياطية وتشجع استحداث مناصب الشغل من خلال توسيع الطلب العمومي، لاسيما في مجال البناء والأشغال العمومية والخدمات. ويكمن التحدي في أن تكون مناصب الشغل المستحدثة هذه مناصب شغل هيكلية وليست ظرفية في سوق شغل منظم بشكل أفضل ويتيح فرصا اكبر.
إن نظرتنا واقعية فهي تفضل مقاربة براغماتية لمواجهة العراقيل الكبيرة التي تزداد مع مرور الزمن فيما يخص مناصب الشغل الواجب استحداثها. كما انه من الضروري للغاية أن يتحول اقتصادنا في مدة قصيرة نسبيا لضمان تنويع المداخيل الخارجية والداخلية وتمكين متدخلين اقتصاديين من غير الدولة أي القطاع الخاص من البروز واستحداث أكثر فأكثر مناصب شغل ومداخيل لفائدة الأمة بأكملها.
- بالنظر لهذه العراقيل وهذا السياق الصعب ما هي المخاطر التي قد تواجه الاقتصاد الوطني؟
* انتم تعلمون انه نتيجة للتعديلات الهيكلية التي تم القيام بها في سياق الانفتاح على التجارة الخارجية، فقد جزء كبير من مؤسساتنا بنيته ولم تتمكن بالتالي من رفع مستوى إنتاجها. كما نتج عن ذلك تلبية جزء كبير من الطلب الإجمالي العام أو الخاص عن طريق عرض الاستيراد. وبعبارة أخرى فقد تم إعطاء امتيازات نسبية للتجارة على حساب الإنتاج.
وكان رد فعلنا علاوة على تأهيل جهاز الإنتاج المحلي لتحسين تنافسيته توجيه الاستثمارات المباشرة الأجنبية نحو تطوير مجالات التصدير المتنوعة لتحل محل الاستيراد بدلا من رصد أرباح ناتجة عن عمليات التجارة الخارجية.
إن ترك الاقتصاد يسير على النظام الحالي دون إبراز أولوية الإنتاج لا يمكن إلا أن يزيد من طلبات نفقات الاستيراد التي سيكون من الصعب مواجهتها في الوقت المناسب بسبب عدم توفر الموارد اللازمة لتغطية هذه النفقات.
وهذا أمر حقيقي بما أن السوق الجزائرية اليوم أصبحت سوقا جذابة وتتوفر على سيولة وحاملة لطلب كبير في سياق دولي من الإحباط الشامل على مستوى الأسواق الدولية لكن يتعين علينا تعزيز مؤهلاتنا على مستوى السوق الوطنية للسلع والخدمات بتطوير حصة العرض الداخلي مقارنة بالحصة الناتجة عن الواردات.
- بعبارة واضحة كيف يمكن تجسيد هذه الاستراتيجية في عمل اقتصادي حكومي؟
* يقوم عمل الحكومة على أساس سلم تسلسلي لأولويات محكمة التحديد.
فالأمر تعلق أولا بحصر المخاطر الخارجية لاقتصادنا من خلال خفض الديون الخارجية (تقليصها الى أقل من 1 بالمائة من الناتج الداخلي الخام) وتعزيز احتياطي الصرف ليبلغ مستوى يمثل 04 سنوات من الاستيراد.
ثم انصب عمل الحكومة على تأهيل المنشآت القاعدية كدعامة للاستثمار وضمان التكفل بالحاجيات الاجتماعية للمواطنين التي تترجم اليوم بتحويلات اجتماعية تقارب نسبة 11 بالمائة من الناتج الداخلي الخام.
كما تعين تعزيز نظام التمويل بكامله من أجل ضمان ديمومته وبالتالي تم إنشاء صندوق ضبط العائدات لإعطاء رؤية أكبر للنشاط العمومي وتجنيبه مخاطر تقلبات السوق النفطية. وقد سمح صندوق ضبط العائدات الذي يمثل 40 بالمائة من الناتج الداخلي الخام كذلك بتقليص هام في الديون الداخلية التي بلغت أقل من 730 مليار دينار وكذا بتطوير قدرات التمويل الداخلي من خلال تعزيز الأموال الخاصة للبنوك العمومية. إن عمل الحكومة يرمي إلى إعطاء امتياز نسبي للإنتاج الوطني. ونحن اليوم بصدد إجراء تحويل على الاقتصاد قصد توجيهه نحو نظام نمو جديد يحل فيه الإنتاج الوطني تدريجيا محل العرض الخارجي.
ففي هذا السياق كيف تم تقديم قانون المالية التكميلي 2009. أولا على صعيد الاقتصاد الكلي يأخذ تأطير قانون المالية التكميلي لسنة 2009 بطبيعة الحال في الحسبان السياق الدولي. وعليه تم تحديده على أساس سعر 37 دولار لبرميل النفط وتكافؤ الدولار مع الدينار ب 72 دينار. فهو يأخذ بعين الاعتبار انخفاض محتمل في سعر الدينار وفي الواردات بنسبة 5 بالمائة مقارنة مع سنة 2009 لتنتقل إلى 5،37 مليار قبل نهاية السنة ونسبة نمو تقدر ب4 بالمائة و4،6 بالمائة خارج المحروقات وتضخم قد يستقر بنسبة تقل عن 4 بالمائة سنة 2009.
يسجل الأمر المتضمن قانون المالية التكميلي بالتالي نفقات نحو الارتفاع منها أولا نفقات التسيير التي ترتفع بنسبة 9،3 بالمائة أي أكثر من 2700 مليار دينار ونفقات التجهيزات التي ترتفع بنسبة 3،8 بالمائة بتسجيل 2800 مليار دينار.
يتميز قانون المالية التكميلي بفضل الإجراءات التي يقترحها بإعادة توجيه عمل الحكومة مثلما تم ذلك في إطار قوانين المالية السابقة. فهو يكمل بالتالي قانون المالية التكميلي لسنة 2008 وقانون المالية لسنة 2009.
- ما هي الإجراءات التحفيزية ومن هم المستفيدون ؟
* أولا في مجال دعم التشغيل ومكافحة البطالة تسعى السلطات العمومية إلى إرساء إجراءات مكافحة البطالة وتعزيزها. لنذكر بأن نسبة البطالة التي كانت تبلغ سنة 1999 30 بالمائة انخفضت سنة 2008 إلى 3،11 بالمائة معززة بذلك التوجه نحو الانخفاض، حيث يتعلق الأمر بتعزيز تلك العملية المتمثلة في امتصاص البطالة. وتتمثل الإجراءات الأساسية في رفع المزايا الجبائية سواء في إطار الضريبة على الدخل الإجمالي أو الضريبة على رقم الأعمال المطبقة أساسا على أجهزة تشغيل الشباب بمجرد التزامها بخلق مناصب شغل دائمة إضافة إلى تمديد المزايا الجبائية لمدة سنتين. كما سيتم في إطار الترتيبات المدرجة ضمن قانون الاستثمارات تمديد إجراء الإعفاء من الضرائب لمدة سنتين بالنسبة لكل الاستثمارات التي توفر منذ انطلاقها 100 منصب شغل دائم.
كما أن الأمر يتعلق بمواصلة الترتيبات الخاصة بفئة 35 / 50 سنة التي ترمي إلى جعل المعنيين يستفيدون ما بعد 31 / 12 / 2009 من الإعفاءات على مدى ثلاث سنوات من الضريبة على الدخل الإجمالي والضريبة على فوائد الشركات والضريبة على رقم الأعمال.
ويتمثل الإجراء الآخر الخاص بدعم التشغيل في أعباء أرباب العمل التي تحد من إمكانية خلق مناصب شغل. وتدخل حصة أرباب العمل هذه في إطار أحكام قانون المالية التكميلي 2009 بنسبة تتراوح بين 40 و70 بالمائة حسب المنطقة التي يتم فيها خلق مناصب الشغل.
وخارج عمليات دعم التشغيل تم مباشرة عمليات دعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة المدعوة لخلق مناصب شغل لصالح الاقتصاد الوطني. وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى أنه لدعم تمويل مؤسسات بأموال خاصة تم إنشاؤها من قبل مقاولين شباب سيتم وضع صناديق استثمار تمولها الدولة في كل ولاية من الوطن. وسيتم تسيير هذه الصناديق من قبل البنوك العمومية التي تعد بصدد إنشاء مؤسسات رأسمال/استثمار ستكون عملية في نهاية السنة الجارية أي إنشاء 48 صندوق استثمار.
وقصد التمكن من رفع القروض المخصصة للمقاولين الشباب تقرر مضاعفة عمليات التزويد لصناديق الضمان على الأخطار للمقاولين الشباب.
وموازاة مع رفع قدرة منح القروض من طرف البنوك من خلال زيادة صناديق ضمان المقاولين الشباب تقرر رفع نسبة الإعفاء الضريبي لفائدة المقاولين الشباب لتنتقل إلى 60 و95 بالمائة.
كما تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى رفع صندوق ضمان قروض الاستثمار لمستوى تغطية الأخطار من 50 إلى 250 مليون دج لصالح المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قصد تحاشي أكبر قدر ممكن من الأخطار ورفع العروض الخاصة بالقروض البنكية.
وقصد تمكين المؤسسات من دعم تطوير النشاط الاقتصادي تم منحها إمكانية دعم جهد البحث أو التطوير لضمان ديمومة نشاطاتها والاستثمار في مجالات جديدة. وتقرر في هذا الصدد أنه في مستوى 100 مليون دج و10 بالمائة من رقم الأعمال سيكون هناك تخفيض في وعاء الضريبة من المبلغ المستثمر في البحث والتطوير داخل المؤسسة.
وفي مجال الحصول على سكن يجد عمل الحكومة تعزيزا في كون عدد كبير من السكنات الشاغرة كما تم إثبات ذلك في تحقيق الإحصاء العام للسكان والإسكان الذي يستدعي عملية من الحكومة قصد وضعها تحت تصرف سوق الإيجار.
وفي هذا الصدد تم إعفاء المداخيل الصادرة عن إيجار سكنات جماعية لا تتعدى مساحتها 80 متر مربع من الضريبة على الدخل العام مما يدعم الإجراءات المسجلة في القانون المدني الذي يحمي الشخص الذي يجير سكناته. وقصد دعم وحماية الموظفين تم ترخيص الخزينة بمنح قروض للموظفين بغية السماح لهم باقتناء مسكن أو تشييده أو توسيعه. ويطبق على المستفيد من القرض نسبة فائدة تقدر ب 1 بالمائة سنويا.
وتتطلب عملية الحكومة توسيع كافة الوسائل: تحسين نسب الفوائد والمساعدة غير المباشرة.
وتخص العمليات التي تم اقتراحها في إطار قانون المالية التكميلي 2009 ترقية الفلاحة التي تم الاقتراح لصالحها جملة من الإعفاءات الجبائية. وهكذا تم تسجيل في هذا الأمر إجراءات جبائية لصالح اقتناء وانجاز استثمار في القطاع الفلاحي.
وفي إطار النشاط الرياضي تم اتخاذ إجراءين يتمثل الأول في إعفاء ضريبي وهو الإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة لاقتناء تجهيزات من قبل الاتحاديات الرياضية ولكن الأمر يتعلق خاصة بامتيازات مقررة في إطار قانون الاستثمار يتم منحها لصالح استثمارات تقوم بها مؤسسات جزائرية تنشط في المجال الرياضي.
وبشان ترقية النشاط السياحي تم اقتراح جملة من المزايا المالية وتحسين نسبة الفوائد على الأراضي المخصصة للنشاط السياحي.
وبخصوص ضبط النشاط الاقتصادي ينبغي الأخذ بعين الاعتبار ظاهرة هامة في توازننا الخارجي. نسجل اليوم نموا في استيراد السلع التي انتقلت من 20 مليارا عام 2006 إلى 27 مليارا في 2007 و5،37 مليار دولار في 2008 مع تسجيل نمو معتبر لاستيراد الخدمات حيث تم وضع ضريبة تقدر ب 3 بالمائة.
وفي إطار تطهير ممارسات التجارة الخارجية وإضفاء طابع أخلاقي عليها تم وضع قاعدة الحضور الإجباري للأشخاص المسجلين في السجل التجاري في إطار عمليات الاستيراد أو المراقبة في الحدود لتطابق المواد المستوردة.
ويستدعي إضفاء الطابع الأخلاقي على العمليات وضبط عمليات التجارة الخارجية تحديد توطين البنكي قبل الشروع في أية عملية استيراد أو عملية مالية أخرى لتفادي أضرار لاقتصادنا.
من البديهي أننا نعيش في عالم يشهد تطورا مستمرا وأن عددا من الشركاء الاقتصاديين يدخلون ممارسات لتنظيم التجارة الخارجية. أن قانون المالية التكميلي هذا يعطي الفرصة للإدارة الجزائرية لوضع تجاه المصدرين الأجانب نفس الإجراءات والتدابير التي يخضع لها المصدرون الجزائريون بهذه البلدان وذلك في إطار تطبيق مبدإ المعاملة بالمثل.
كما تم إقرار مبدإ دفع الواردات إجباريا بواسطة القرض السندي إذ يتعين على الشركات المستوردة أيضا ابتداء من إصدار هذا الأمر إسهام شريك جزائري بنسبة 30 بالمائة.
وتخص إجراءات دعم النشاط الاقتصادي أيضا توفير الظروف المواتية لإنشاء أقطاب اقتصادية كبرى. وعليه فإنه في حالة ما إذا كانت النشاطات الممارسة من طرف الشركات الأعضاء في المجمع مصدرها مختلف النسب من الضريبة على فوائد الشركات فإن الفائدة الناتجة عن الدعم تخضع للضريبة المقدرة ب 19 بالمائة في حالة ما إذا كان رقم الأعمال المأخوذ من هذه النسبة هو الأرجح.
كما قرر قانون المالية التكميلي رفع وإنشاء تسعيرات على السيارات التي تفوق 2500 سم مكعب اي السيارات الفاخرة وشاحنات الأشغال العمومية. ويتعلق الأمر من خلال إجراء حماية الاقتصاد الجزائري هذا بتشجيع الاستثمارات بالجزائر مقارنة بعمليات الاستيراد في خضم الرسوم التي تم مؤخرا إقرارها. ويأتي هذا الترتيب لمرافقة أعمال الشراكة التي هي في طريق التجسيد بمختلف فروع الإنتاج المحددة في إطار هذا الرسم وذلك المتخذ عام 2008.
وبطبيعة الحال فإن الطابع الإجباري يقع على المستثمرين الذين يستفيدون من إعفاء أو تخفيض جبائي وشبه جبائي في إطار إجراءات دعم الاستثمار من أجل إعادة استثمار حصة الفوائد المعادلة للإعفاءات.
كما يدخل هذا القانون مبدأ تمييز قوي بين المنتوج المصنوع في الجزائر والمنتوج المستورد. وعلى سبيل المثال فإن الأمر يتعلق بالتحديد المطبق على فائدة الإعفاء الضريبي على القيمة المضافة فقط على المنتوجات ذات الأصل الجزائري. غير أن هذه الميزة وبهدف عدم عرقلة الاستثمار لا يمكن منحها عندما يسجل غياب منتوج محلي مماثل.
من جهة أخرى فإن التأطير الجبائي والتنظيمي لاقتصادنا القائم على عناصر تفضيلية خاصة بالإنتاج يرافق في إطار ترقية الإنتاج الوطني وتنويع مداخيلنا بكون المجلس الوطني للاستثمار مزود بسلطة تكميلية من حيث الصلاحيات من أجل منح إعفاءات وتخفيضات في القوانين الخاصة بالضرائب والرسوم.
كما أن تعميم إجراءات التصريح لكل المستثمرين الأجانب المسجلة بالسوق الوطنية مما يضمن متابعة هذه العمليات. إضافة إلى إلزام كل عملية استثمار مع شريك أجنبي لتحقيق استثمار بأغلبية في الرأسمال من طرف الشريك الجزائري.
ويكمن نشاط الدولة أيضا في العمل على تنويع المداخيل الخارجية من خلال توجيه الاستثمارات نحو الإنتاج الذي يأتي ليحل محل وارداتنا وتلك التي تولد موارد جديدة للعملة الصعبة.
لهذا الغرض فإنه يفرض على المستثمرين الأجانب الخروج بميزان فائض خاص بالعملة الصعبة طيلة المشروع وتمويل أنفسهم خارج رأسمالهم من خلال اللجوء إلى السوق الداخلية.
وفي ظرف تميزه قيود مالية خارجية فإنه تم إقرار الإلزام قصد استحواذ المديونية وكذا إعطاء الفرصة لتتم مباشرة تمويل الاستثمارات في السوق المحلية.
وبهدف مراقبة وضبط التراث الاقتصادي الجزائري تتوفر الدولة وكذا المؤسسات العمومية الاقتصادية على حق الشفعة على كل التنازلات الخاصة بمساهمات المشتركين الأجانب أوفي فائدة المساهمين الأجانب.
وفي هذا السياق، فإن المؤسسات الجزائرية لها معاملة تفضيلية.
وبإمكان المستثمرين الوطنيين المقيمين في إطار عملية خوصصة المؤسسات العمومية الاقتصادية الحصول على 66 بالمائة من الرأسمال وتعود ال34 بالمائة المتبقية لفائدة هذه المؤسسات. كما يمكن التنازل عن 34 بالمائة في أجل 5 سنوات في الوقت الذي يستوفي فيه شريك المؤسسة الوطنية/المقيم الشروط الواردة في عقد المساهمين. وذلك يمنح فرصة أو مزايا خاصة للمؤسسات الوطنية الخاصة.
وتجدر الإشارة إلى أن الأمر الخاص بقانون المالية التكميلي 2009 قد خصص تسمية الصندوق الوطني للاستثمار وتكريس رأسمال جديد ب 150 مليار دينار يحدد الصلاحيات كما تم الإعلان عنه مع تمكينه من خلق فروع واقتناء مساهمات في الشركات الموجودة أو التي يجب استحداثها وتمويل المشاريع الاستثمارية وتحديد شروط تمويل هذه المشاريع.
وفي مجال تبسيط نظامنا الجبائي يجدر التذكير بإجراءين. الأول يتعلق بعمليات تطهير السجل التجاري حيث هناك عدد من السجلات التجارية التي لا يمكن غلقها بالنظر إلى إجبارية استخراج كشف الحسابات الضريبية. هذا الكشف لم يعد مطلوبا لكن الإجبارية إزاء الضرائب تبقى قائمة. كما سيتم إدخال إجراءات حول إجبارية التكفل من قبل المتعاملين الشركاء الأجانب والتزاماتهم الجبائية إزاء الضرائب وهو ما يجنب شركائنا التكفل بها.
وفي مجال مكافحة الغش تجدر الإشارة إلى أن الأمر يؤسس بطاقية وطنية للمتهربين من الضرائب ومرتكبي مخالفات خطيرة للتشريعات والأنظمة الجبائية والجمركية والبنكية والمالية والتجارية بالإضافة إلى الإيداع القانوني للحسابات الاجتماعية. وتساهم هذه العملية في تطهير أكبر لعمليات التجارة الخارجية طالما أن المتهربين لا يستفيدون من الامتيازات الجبائية المتعلقة بترقية الاستثمار كما لا يمكنهم الاستفادة من دخول الأسواق العمومية أو القيام بعمليات التجارة الخارجية.
ولتعزيز هذه العمليات في إطار تهذيب التجارة الخارجية يأتي تعميم الرقم التسلسلي الجبائي كشرط لأي عملية تجارة خارجية.
وعن التجارة الخارجية؛ فقد تعززت إدارة الجمارك كذلك بإمكانية اللجوء إلى شركات خدماتية من أجل ضمان المساعدة في مجال شحن السلع.
وعن الإجراءات المختلفة تم إدخال ضمن هذا القانون إجراءين ويتعلق الأمر أولا بضريبة بنسبة 5 بالمائة على رقم أعمال متعامل الهاتف النقال التي يدفعها هذا الأخير وليس الزبون. وستسمح هذه الضريبة بضمان مسار العمليات التي تفلت في بعض الأحيان من متابعة الإدارة الجبائية. ويسمح الإجراء الثاني للبنك أو المؤسسة المصرفية بمنح قروض في حدود نسبة 25 بالمائة من أموالها القاعدية لمؤسسة تملك بها مساهمة في الرأسمال.
- هل تبقون على إلغاء التوكيل؟
* يجب أن ندرك سبب إدخال السلطات العمومية لهذا الإجراء. يوجد حاليا مشكل بخصوص السجل التجاري وتجارة الواردات.
يوجد العديد من السجلات التجارية تسلم لأشخاص لكنها تسير من قبل أشخاص آخرين، مما تسبب من نزاعات خطيرة وهو ما استدعى وضع حد لهذه الممارسات.
ويأتي هذا الإجراء في وضع تطورت فيه لسوء الحظ ممارسات غير قانونية في عمليات الاستيراد واستعمال السجل التجاري وتضاعف الوكالات. الإجراء هنا واضح ويخص شركات الاستيراد التي تستلزم حضور صاحب السجل التجاري أو مسير شركة الاستيراد من أجل مباشرة الإجراءات البنكية المتعلقة بنشاط الاستيراد والمراقبة على الحدود.
ويخول للممثلين القانونيين في إطار صلاحياتهم تعيين موظف من اجل استكمال الإجراءات البنكية ومراقبة مطابقة المنتجات بالحدود المتعلقة بهذه العمليات. ويتعين على هؤلاء الموظفين أن يكونوا مصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ومديرية التجارة للولاية المختصة إقليميا.
وتم في هذا الصدد إعداد ونشر نص توضيحي.
- كيف ترى الحكومة أثر وضع القرض الوثائقي وما هو السياق الاقتصادي والمالي لمثل هذا الإجراء هل سيتسبب إنشاء القرض الوثائقي كما ترى منظمات أرباب العمل الجزائرية في ندرة المواد وغلائها والتضخم وفرض غرامات على المؤسسات؟
* إن خبراء التجارة الدولية على مستوى بنوكنا هم أجدر مني بتفسير والقول إن القرض الوثائقي يعتبر الأداة المثلى لتأمين تعاملات التجارة الدولية.
يجب أن نعلم أن هناك ثلاثة أنواع من الدفع: التحويل الحر وتسليم الوثائق والقرض الوثائقي مع تغليب استعمال التحويل الحر.
ويتم استعمال التحويل الحر عندما تكون لمتعاملين اثنين علاقات تعاقدية.
ويتم تنفيذ قانون الصفقة على أساس خزينة المستورد انطلاقا من الوقت الذي أدخل منتوجه السوق.
ويعرف التحويل الحر العديد من النقائص في نظر هيئة الضبط كونه يمثل وسيلة لإغراق السوق وتشغيل مضخة حقيقية لجلب العملة الصعبة للاقتصاد الجزائري عادة ما تكون مرفوقة بارتفاع في أسعار التعاملات وتراجع نوعية المنتجات.
ويتوفر تسليم الوثائق على بعض هذه الخصوصيات كما هو معروف على انه مصدر بعض النزاعات بالنسبة للبنوك.
لقد أملنا أساسا إدخال في هذا السياق أكبر قدر من العقلانية تتماشى ومصالحنا الاقتصادية بإقرار الدفع عن طريق القرض الوثائقي الذي يضمن مراقبة ومتابعة وتقييم التعاملات.
أما قيد الخزينة فهو وارد بالنسبة للحالات الثلاث.
والاهم بالنسبة للسلطات العمومية هو إمكانية تعميم ممارسات الشفافية ومراقبة مسار العمليات من أجل التأكد من نوعية المتعامل وكذا من ان جميع شروط العملية (بما فيها السعر) مطابقة لمصالح الاقتصاد الوطني.
- هل سيتم تطبيق إجراء فتح رأسمال شركات الاستيراد بأثر رجعي أم لا؟
* لقد تم اتخاذ القرار في إطار قانون المالية التكميلي لسنة 2009 حتى لا يتم مستقبلا اعداد احكام ذات اثر رجعي، لذلك فإن إجراء إشراك الشركاء الجزائريين بنسبة 30 بالمائة لا تصبح سارية الا ابتداء من اصدار قانون المالية التكميلي لسنة 2009.
- أعلنت وزارة المالية بوضوح خلال الندوة الصحفية التي عقدت في 28 جويلية 2009 عن مبدأ عدم السريان بالأثر الرجعي وقد وجه بنك الجزائر بعد ذلك مذكرة للبنوك مشككا في هذا الإجراء المتعلق بعدم سريان الأثر الرجعي. فما الذي جرى؟
* إننا بصدد إعادة تحديد سياستنا الاقتصادية وبهدف تنظيم وضبط وارداتنا ومعرفة أفضل لهذه الواردات وضمان انتقاء للمداخيل المحصلة من هذه الواردات وذلك لخير وفائدة المجموعة الوطنية وقد تقرر وضع 30 بالمائة من المقيمين الجزائريين في شركات الاستيراد.
بالنظر إلى العدد الكبير من هذه الشركات تم التوصل إلى أن عرض طابع سريان الأثر الرجعي على دراسة دقيقة تقرر بعد ذلك انه في ظل احترام الالتزامات الدولية التي أبرمتها الجزائر هناك إرادة في عدم إعطاء طابع السريان بالأثر الرجعي لكل قرار يتم اتخاذه من قبل السلطات الجزائرية ومن اجل ذلك تم اتخاذ القرار خلال عملية دراسة قانون المالية التكميلي حتى لا يكون هناك طابع سريان بأثر رجعي على الإجراءات التي تتخذها السلطات العمومية الجزائرية، وبالتالي فقد تم نشر قرار بنك الجزائر بين وقت إعلان هذا الإجراء وقرار عدم قابلية السريان بالأثر الرجعي الذي تم الإعلان عنه خلال مجلس الوزراء عند المصادقة على قانون المالية التكميلي لسنة 2009.
- بماذا تفسر قرار إلغاء القروض الاستهلاكية غير العقارية؟
* ينبغي أن نعلم أن هناك ثلاثة أنواع من القروض الاستهلاكية: القرض العقاري والقرض الخاص بالسيارات وقروض اقتناء السلع الدائمة وقد تم تجنيب القرض العقاري من هذا الإجراء وبقي القرضان الآخران ولكن يلاحظ أن القرض الخاص بالسيارات الذي تمنحه فقط البنوك الخاصة يبقى الأكثر طلبا ويخص سيارات مصنعة في الأسواق الدولية فأين سيتم بالتالي خلق الثروة ومناصب العمل. ومن هنا فإنه تم الأخذ بالحسبان عاملين مؤثرين هما: الخشية من ان تصل نسبة مديونية العائلات مستويات خطيرة كما أن نسبة استيراد السيارات تستمر في الارتفاع، حيث بلغت هذه الواردات سنة 2008 سواء فيما يخص السيارات النفعية أو السياحية حوالي 9 ملايين دولار.
وبالمحصلة فإنه من خلال وقف القروض الاستهلاكية نقوم بحماية الأسر من الإفراط في المديونية والأخطار التي تترتب عنها ونوجه القرض نحو اقتناء الشقق كما أننا ننظم عملية استيراد السيارات ونشجع الاستثمارات في السوق الوطنية وبالتالي يمكن للعائلات أن تجد في السوق المحلية سيارات منتجة في الجزائر بشروط تفضيلية.
- ما هي الأسباب التي تفسر لجوء إدارة الجمارك إلى شركات مختصة من اجل مراقبة السلع المستوردة؟
* من اجل تنظيم تدفق التجارة الخارجية ومساعدة الجمارك في مهام التنظيم والمراقبة والردع على مستوى حركات التنقل على الحدود ينبغي إعطاء هذه المؤسسة إمكانية اللجوء إلى مانحي خدمات مختصين لهم مهمة توفير معلومات دقيقة حول عمليات استيراد السلع التي تتم على مستوى عدد معين من موانئ الشحن، مما سيسمح بتسهيل عملية المراقبة الجمركية ويمكن من تنظيم أفضل لتجارة الاستيراد في ميدان الأسعار ونوعية وكمية المنتوج المستورد كما أن هذه الشركات لا تتدخل على مستوى التراب الوطني وتنشط حسب دفتر أعباء يحدده القانون.
- يتضمن قانون المالية التكميلي التجند الكلي في السوق المالية المحلية للقروض المخصصة من اجل القيام بالاستثمارات الأجنبية فضلا عن وجوب تحقيق فائض في ميزان العملة الصعبة لكل استثمار ما الهدف من هذه الإجراءات؟
* يوجد هناك أولا عنصران هامان في مفهوم التوازن في مجال العملة الصعبة: لقد تمنينا أن يؤدي كل استثمار أجنبي في الجزائر بالنظر إلى الرهان الهام الخاص بتنويع مداخيلنا من التصدير إلى توفير فائض في ميزان العملة الصعبة كما أن هذا الفائض من التوازن ينبغي أن يتأتى من كون المؤسسة التي تكون قد استثمرت في الجزائر تنتج مواد تعوض الواردات مما يوفر اقتصادا من العملة الصعبة للأمة او سلعا خاصة بالتصدير التي تعد مصدر مداخيل من العملة الصعبة. وفيما يخص التمويل الداخلي ينبغي العلم أن الاستثمارات الأجنبية لها إمكانية اللجوء إلى مختلف مصادر التمويل في ظرف دولي يتميز بأحجام كبيرة عن السيولة والصعوبات في التمويل مما يمنح فرصة للاستثمارات وبالشراكة مع المستثمرين الجزائريين للاستفادة خارج المساهمة في مجال رأس المال من العملة الصعبة من التمويل بالدينار الجزائري في سوق من السيولة مع شروط نسب فوائد جد مستقرة، كما أن هذا الإجراء يعد مفيدا للاقتصاد الجزائري من خلال تحديد نمو المديونية الخارجية الخاصة التي تعد احد أسباب الهشاشة في ظرف يتميز بالأزمة المالية الدولية.
- تشير مختلف السيناريوهات التي أعدتها وزارة المالية في وضع كل هذه الإجراءات المتعلقة بالتجارة الخارجية فما الحجم الذي ستجنيه الجزائر من العملة الصعبة سنويا من خلال تخفيض فاتورة وارداتها؟
* لتقييم ما ستجنيه الجزائر من العملة الصعبة ينبغي التذكير بالمؤشرات التالية على مستوى الواردات: سنة 2006 -20 مليار دولار من الواردات سنة 2007 - 27 مليار دولار و37 مليار سنة 2008 كما ان لنا نسبة واردات كبيرة من الخدمات سنة 2007 على التوالي 4 مليارات و11 مليار دولار سنة 2008.
على الرغم من انخفاض الأسعار في السوق الدولية وشدة تنافس المتعاملين الأجانب للتموقع في السوق الوطنية فإننا نسجل في السداسي الأول من سنة 2009 استقرارا للواردات على الرغم من طلب داخلي وظرف دولي مناسب لزيادة الصادرات في السوق الجزائرية لقد وضعنا نصب أعيننا سنة 2009 انخفاضا بنسبة 5 بالمائة للواردات التي يمكن أن يلاحظ في السداسي الأول من سنة 2009 حيث أن وارداتنا للسلع الغذائية قد هوت بفضل انخفاض الأسعار وارتفاع الإنتاج في السوق الوطنية في حين أن الواردات من السيارات قد عرفت هي الأخرى انخفاضا في الكمية والسعر في حين تم تسجيل ارتفاع في مجال مواد التجهيز مما يفسر طلبا قويا على التجهيزات المستوردة في إطار الاستثمار الخاص والعمومي.
- لقد فرض الرسم على السيارات المستوردة منذ سنة. هل يمكن أن نطلع على القيمة الإجمالية للمتيسرات المالية للصندوق الخاص بتطوير وسائل النقل العمومي؟
* كان لهذا الرسم عدة أهداف: تمويل صندوق تطوير وسائل النقل العمومي الذي يتولى مهمة دعم أسعار تذاكر النقل العمومي وتنظيم استيراد السيارات قصد تشجيع في الوقت المناسب تمركز الاستثمار بالجزائر على حساب الاستيراد.
ويمكن أن نلاحظ أن الفوائد تهدف إلى تحقيق الاستثمارات في السوق الجزائرية. وتقارب منتوجات هذا الرسم خلال الثلاثة أشهر الأولى لسنة 2008 بعد قانون المالية التكميلي حوالي 9 ملايير دج بما يعني أن قاعدة العائدات المحصلة بفضل هذا الرسم سنويا ستعادل حوالي عشرين مليار دج.
- يرى الكثيرون أن إجراءات قانون المالية التكميلي لسنة 2009 قد تقضي على البنوك الخاصة الأجنبية التي وعلى غرار "سيتيلام" و"سيتي بنك" ركزت مجمل نشاطها على هذا المجال الخاص بقروض الاستهلاك فما هو رأيكم؟
* بخصوص البنوك الخاصة يجدر التذكير بأنها تملك نشاطا تمويليا لا يقتصر فقط على القروض الممنوحة للخواص، بل يشمل أيضا تمويل مؤسسات وفقط المؤسسات الخاصة. للتذكير فإن السوق المصرفية الجزائرية تعد أكثر الأسواق الواعدة في المنطقة إذ أنها سوق يفوق مردودها 27 بالمائة من العائد على رأس المال لأنها سوق سيولة إلى حد كبير، حيث تتميز بطلب كبير على التمويل ونمو هام والأسعار مستقرة. في هذا السياق تتمتع هذه البنوك بكامل الوقت لإعادة التوجه نحو المجالات الواعدة والمفيدة للاقتصاد (التمويل العقاري وتمويل المؤسسات...).
أعتقد أنه بعد خيار السلطات العمومية يتعين على البنوك الخاصة التوصل إلى إجابات التقويم: هذه البنوك لديها عائدات معتبرة في السوق الوطنية وتتمثل خيارات السلطات العمومية في إنشاء الثروة الوطنية واستحداث مناصب الشغل وتطوير الاقتصاد الوطني.
- ألا تعتقدون أنه أمام برامج تنموية طموحة إلى هذه الدرجة (أكثر من 150 مليار دولار) يتطلب انجازها حجم استثمار ضخم قد تكبح هذه الإجراءات الصادرات وقد تؤدي إلى نقص وتعيق انجاز هذه المخططات؟
* من ضمن البرامج التنموية نتذكر بأن الدولة باشرت عدة برامج 2001 - 2004 و2005 - 2009. وهذه البرامج التنموية تهدف إلى ضمان إرساء منشآت قاعدية وبالتوازي تقديم أجوبة اجتماعية مع السماح باستعمال الموارد العمومية من أجل التنمية الاقتصادية.
إن الواردات التي تتطلبها نشاطات التنمية ستتواصل في إطار منظم بشكل أكبر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.