تستقطب محلات بيع اللحوم المستوردة، فئة كبيرة من المواطنين، نظرا لما تقدمه من خدمات بأسعار منخفضة نوعا ما، مقارنة بالقصابات ومحلات الجزارة الأخرى، وهو ما جعلها تصنع اسما لها، خصوصا وأن غالبية الزبائن لا تهمهم نوعية اللحم إن كان مستوردا أو محليا، فالأهم بالنسبة لهم دوما هو الثمن. تستقبل القصابات هذه الأيام، أعدادا كبيرة من المواطنين لاقتناء اللحوم، كل حسب قدرته وإمكانياته، غير أن الازدحام داخل محلات بيع اللحوم المستوردة يفوق ازدحام القصابات العادية أضعافا مضاعفة، فالسعر المنخفض قليلا، كاف لحشد أعداد هائلة من الزبائن، هذه المشاهد تكررت وشاهدناها خلال تنقلنا إلى العديد من القصابات بالعاصمة. 750 دينار ل"هبرة" لحم البقر بالحراش كانت البداية، من القصابات المحاذية للسوق المغطاة المعروفة ب"مارشي كوفار" في الحراش، التي تبيع اللحم المستورد وأصبحت شيئا فشيئا تعرف بمحلات "الزوالية"، حيث وجد الميسورون أيضا طريقهم إليها، وهو ما يتضح جليا من خلال السيارات الفارهة المركونة بجوارها، وهو ما صعب الوصول إليها أو التوقف بمحاذاتها. تجتمع النساء والرجال في طوابير طويلة، ينتظرون تزويدهم بطلباتهم من كل أنواع اللحوم، والمثير للانتباه، سعر "الهبرة" من لحم البقر بدون شحوم، المحدد ب 750 دينار، الذي نال إقبال الكثيرين، أخذنا مكاننا ورحنا نشاهد الإقبال الكبير للمواطنين، فالأسعار المعروضة تحدد ثمن كل جزء بدقة مغرية جدا، حتى لون اللحم يبدو طبيعيا، وكأنه جديد. أكدت إحدى الزبونات، متعودة على شراء اللحم المفروم من محل "الرحمة"، بأنها جيدة ولا تختلف عن تلك المعروضة في القصابة العادية، لتضيف بأنها تضمن حصولها على كمية كبيرة تكفي عائلتها، ف 500 دينار من اللحم المفروم المستورد، أكثر بكثير من الكمية التي تشتريها من القصابة التي تبيع اللحم المحلي. كما أكد أحد الباعة، أن كل اللحوم الأبقار الموجودة في السوق الوطنية مستوردة، "لأننا لا نملك أبقارا، بل يتم استيرادها من الخارج، سواء حية، لتُربى وتُذبح وتُسوق على شكل لحوم" على حد قوله، واستنكر المتحدث بشدة، ما تقوم به بعض محلات الجزارة، ببيعها اللحوم المستوردة على أنها جديدة وبأسعار "مرتفعة"، مستغلين جهل الزبون وعدم مقدرته على التمييز بين النوعين، واستطرد المتحدث قائلا: "يتفاوت الإقبال بين زبائن يشترون كميات صغيرة قدر احتياجهم، مع آخرين ميسورين يقتنون كميات كبيرة". 1200 دينار للحم البرازيل و1300 دينار للإسباني بالمقرية انتقلنا إلى قصابة "البركة" بالمقرية، وهي واحدة من أشهر محلات بيع اللحوم المستوردة، وقبيل الدخول للمحل، تقابلك لافتة كبيرة كتب عليها "لحم بقري مستورد من البرازيل ب 1200 دج"، و«1300 دج للحم البقر المستورد من إسبانيا"، وفي داخل المحل عشرات المواطنين بصدد الشراء، أو الانتظار في الطابور الطويل. رحنا نتحدث مع أحد العاملين في المحل، حيث أخبرنا بأن لحم البقر المعروض في المحل مستورد من البرازيل، أما لحم الغنم فمحلي، وبالنسبة لكبد البقر، لم يجلبوه منذ فترة طويلة. وعن الأسعار، أوضح محدثنا أنها مختلفة، فمثلا "الفوفيلي والأنتر كوت" يقدر ب1190 دينار للكيلوغرام"، مشيرا إلى أن الإقبال كبير جدا على اللحم المستورد، نظرا لجودته وسعره المعقول مقارنة بالمحلي. واعتبر أحد المواطنين، أن هذا المنتوج "تنافسي" يتماشى مع النوعية والسعر، فيما عبر عن أمله في استمرار المبادرة أيام عيد الأضحى، مما سيسمح للطبقات الوسطى والطبقات المعوزة، باستهلاك اللحم الأحمر بأسعار في متناولهم، وتعميم هذه الخطوة على مستوى البلديات الأخرى. طلبيات لحجز أحشاء الخروف لاحظت "المساء" أيضا، ببعض القصابات في العاصمة، إيداع مواطنين وزبائن طلبيات، للحصول على أحشاء الخروف منذ الآن، تحسبا لعيد الأضحى المبارك، لأنها تنفذ أيام العيد، حيث أكد لنا أحد الجزارين، أن بعض الزبائن يطلبون "الدوارة"، "البوزلوف" والكبد، فيما يفضل آخرون اقتناء كيلوغرامين أو أكثر من اللحم بمختلف أنواعه، على غرار "ليكوت"، و«الهبرة"، و«الفخذ"، إلا أن أغلبية الطلبيات لا تستثني "الدوارة والبوزلوف"، باعتبارها تمثل نكهة العيد. أوضحت إحدى الزبونات، أن العيد بدون "بوزلوف ودوارة" ليس عيدا، ولا يمكن أن تستغني عن اللحم، لكنها لا تتخلى أبدا عن "البوزلوف"، فرائحته التي تعم كل البيوت هي التي تمنح لهذا اليوم نكهة خاصة، على حد تعبيرها، لذا "نقوم بالطلبيات مبكرا لنحصل عليها، فالمواطن الزوالي لا يستطيع اقتناء أضحية العيد بأسعار باهظة...". إجماع على اقتناء لحوم الخرفان المستوردة للعيد أجمع العديد من المواطنين الذين التقينانهم، على فكرة اقتناء خروف مذبوح مستورد بأسعار معقولة، بدلا من شراء أضحية العيد التي يفوق سعرها 10 ملايين سنتيم في أسواق الماشية، حسبهم، حيث يفضل الأغلبية شراء الأضاحي مذبوحة بأسعار تنافسية. وعن سعر الخروف الجاهز "المذبوح والمسلوخ" المستورد، قال أحد الجزارين، أنه يكون حسب الوزن، إلا أنهم يخفضون السعر للزبون الذي يتقدم بطلبية لاقتناء كبش كامل، حيث يحسب الكيلوغرام الواحد ب 1850 دينار، وبعملية حسابية بسيطة، يبلغ سعر الخروف الذي يزن 12 كيلوغراما حوالي 22200 دج، "على أمل أن تزود الأسواق بأكبر عدد من الماشية المستوردة المذبوحة"، يقول المتحدث.