واصل الطيران الحربي الصهيوني ومدفعيته أمس، ولليوم 218 على التوالي قصفه المكثف على عدة مناطق بقطاع غزة من شمالة مرورا بوسطه إلى جنوبه مخلفا سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء بين شهداء وجرحى ومفقودين غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء في حصيلة مؤقتة تجاوزت 35 ألف شهيد. ففي تصريح ل"المساء" تحدث المتحدث باسم الدفاع المدني بقطاع غزة، محمود بصل، عن وجود الكثير من نداءات الاستغاثة التي تتلقاها طواقم الدفاع المدني والتي تفيد بعمليات استهداف في مناطق رفح والزيتون والصبرة وجباليا، معربا عن أسفه للصعوبة الكبيرة للتدخل من أجل إنقاذ حياة المواطنين بسبب عدم توفر حصانة لطواقم الدفاع المدني. وقال إنه "في ظل تكثيف قوات الاحتلال الإسرائيلي لاستهدافها منازل المواطنين المأهولة بالسكان في مناطق شمال قطاع غزة، أصبح من الصعب جدا أن تتعامل طواقمنا في إنقاذ الجرحى وانتشال الشهداء". وفي هذا السياق، استشهد طبيبان فلسطينيان جراء غارة جوية نفذها جيش الاحتلال الصهيوني على مدينة دير البلح في وسط قطاع غزة وهما محمد نمر قزعاط ونجله يوسف اللذان نزحا إلى دير البلح في إطار حرب الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال الصهيوني بحق المدنيين في قطاع غزة منذ أزيد من سبعة أشهر. من جانبه، أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، في بيان له أمس مواصلة جيش الاحتلال لليوم السادس على التوالي احتلاله وإغلاقه لمعبر رفح بالتزامن مع منعه إدخال أية مساعدات من معبر كرم أبو سالم. وقال إن ذلك تسبب بمنع وصول المساعدات الإنسانية والطبية في ظل استمرار العدوان في معظم مناطق قطاع غزة، إضافة لمنع خروج آلاف الجرحى لتلقي العلاج في الخارج، محذرا من كارثة إنسانية أخرى تضاف حجم المآسي والمعاناة التي يتخبط فيها سكان غزة منذ أكثر من سبعة أشهر من حرب همجية . ويتزامن ذلك مع تصعيد العدوان الصهيوني ضد رفح والمنطقة الوسطى وشمال غزة وأحياء الزيتون والصبرة وتل الهوى بمدينة غزة، وحتى منطقة المواصي التي يرغم جيش الاحتلال المواطنين بالنزوح إليها، لم تسلم من الغارات والقتل. الإعلام الأمريكي يكشف أشكال من التعذيب الوحشي في حق الأسرى الفلسطينيين كشفت وسائل إعلام أمريكية عن بعض أشكال التعذيب والوحشية التي يعامل بها جيش الاحتلال المجرم الأسرى الذين اختطفهم من قطاع غزة، حيث يحتجزهم في معتقلات سرية لا تخضع لأي رقابة ويرتكب أبشع صور التعذيب والسادية، وهو ما يكشف بحجم المعاناة والفظائع التي تُقترف بحق هؤلاء الأسرى. وهو ما جعل معروف يؤكد أن ارتكاب هذه الفظائع وعدم الكشف عن مصير مئات الأسرى المختطفين من غزة، هو دليل إضافي على إخفاق المجتمع الدولي بكافة مؤسّساته ووصمة عار في جبين الإنسانية عامة، وجبين المنظمات والهيئات المعنية بشؤون الأسرى خاصة. وحمّل الاحتلال الصهيوني وداعمته أمريكا المسؤولية الكاملة عن جرائم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وتصعيد حرب التجويع والتعطيش والتطهير العرقي والتهجير القسري واختطاف وتعذيب الأسرى المدنيين دون ذنب. وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها، بالتحرك العاجل لوقف جريمة العصر ووضع حدّ للكارثة الإنسانية المتواصلة التي يعانيها شعبنا لما يزيد على 7 أشهر واتخاذ ما يلزم من قرارات تجبر الاحتلال الصهيوني على وقف مجازر الإبادة، والانسحاب من معبر رفح وإعادة فتحه وتسهيل وصول المساعدات الإغاثية والطبية التي يحتاجها شعبنا، والإفراج الفوري عن جميع الأسرى المختطفين من قطاع غزة. وطالب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية بالإعلان الفوري عن التحقيق في كل هذه الجرائم وعدم التباطؤ في إصدار مذكرات توقيف بحق مجرمي الحرب من قادة الاحتلال وفي مقدمتهم نتنياهو ووزير حربه وقائد أركان عصابته الاجرامية. كما طالب محكمة العدل الدولية برفع صوتها بعدما ضرب الاحتلال بإجراءاتها وقراراتها الاحترازية عرض الحائط. من جهة أخرى، حذّر رئيس بلدية النصيرات بقطاع غزة إياد مغاري، أمس، من أن نفاد الوقود ينذر بوقوع أزمة إنسانية ومشاكل صحية وبيئية خطيرة. وحذر مغازي خلال تصريح صحفي من أن بلدية النصيرات وسط قطاع غزة ستتوقف خدماتها الأساسية خلال 48 ساعة بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومضخات الصرف الصحي وآليات جمع وترحيل النفايات وبالتالي توقف ضخ المياه في الشبكة وطفح مياه الصرف الصحي، وكذا تكدس النفايات في الشوارع مما ينذر بحدوث مكاره صحية وبيئية خطيرة. وحمل المغاري الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي كارثة إنسانية ستقع في أي لحظة بسبب نفاد الوقود وهذه جريمة حرب تتنافى مع كافة القوانين الدولية والإنسانية، وطالب كل المنظمات الأممية والمؤسسات الدولية بالتدخل العاجل والسريع لتوريد الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومضخات الصرف الصحي وآليات جمع وترحيل النفايات، خاصة وأن النصيرات باتت تعج بأكثر من 300 ألف نازح من مختلف أنحاء قطاع غزة.