الكيان الصهيوني يتحدّى المجتمع الدولي ويشنّ عدوانا على رفح اقتحم، فجر أمس، جيش الاحتلال معبر رفح الحدودي مع مصر في تصعيد خطير للكيان الصهيوني في عدوانه على غزة، بعد أن ضرب عرض الحائط بكل المناشدات الدولية بعدم اجتياح رفح، لما في ذلك من خطورة على المدنيين والنازحين الذين يفوق عددهم 1,5 مليون شخص في رقعة جغرافية صغيرة، ويكون الكيان الغاصب قد حكم على سكان غزة بالموت بهذه الخطوة بعد أن توقفت كل المساعدات الإغاثية التي كانت تصل القطاع. ويعد معبر رفح المنفذ الوحيد لقطاع غزة على العالم الخارجي، بحيث منذ بداية العدوان كانت تدخل المساعدات الإنسانية والطبية عبر هذا المعبر رغم قلتها، كما يعد المعبر منفذا لخروج المسافرين والجرحى الذين ينقلون للعلاج في الخارج، وبإقدام جيش الاحتلال الصهيوني على هذه الخطوة الخبيثة يكون قد حول غزة إلى سجن كبير ولا منفذ لسكانه على العالم الخارجي، مما يفاقم ذلك من معاناة السكان الذين كانوايعيشون قبل هذا الاقتحام ظروفا مزرية ومجاعة خانقة خاصة بشمال القطاع، وبهذا فإن خطوة الكيان الإجرامي في رفح تضيف إلى الكارثة الإنسانية التي يعشيها قطاع غزة منذ بداية العدوان كوارث أخرى، خاصة وأن سيطرة الاحتلال على معبر رفح سيمنع المساعدات الإغاثية الطارئة للشعب الفلسطيني في غزة الذي يتعرض لحرب إبادة وتجويع. كما يأتي هذا العدوان الصهيوني على منطقة رفح بعد ساعات فقط من إعلان حركة حماس موافقتها على مقترح وقف إطلاق النار الذي تقدم بها الوسطاء المصريين والقطريين، ويؤكد اقتحام الاحتلال لمعبر رفح والقصف العنيف الذي شنه على المدنيين الآمنين في هذه المدينة نية الكيان الصهيوني الواضحة بعدم رغبته في وقف إطلاق النار، وتهربه من إبرام اتفاق التهدئة، كما تؤكد نية هذا الكيان المارق تعطيل جهود الوساطة لوقف إطلاق النار،خصوصا وأنه سارع مباشرة بعد إعلان حماس موافقتها على مقترح وقف إطلاق النار إلى الهجوم على رفح وارتكاب مجازر مروعة لا تقل بشاعتها عن تلك التي ارتكبها في المناطق الأخرى من القطاع خاصة بمدينة غزة وشمالها، وكشف في هذا السياق مدير الإعلام الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة في تصريحات صحفية عن استشهاد 35 شخصا في محافظة رفح خلال 24 ساعة الأخيرة، مشيرا إلى توقف المساعدات لنحو مليوني نازح في رفح جراء العدوان الصهيوني على هذه المحافظة. وأكدت الفصائل الفلسطينية أن قيام قوات الاحتلال الصهيوني بشن عدوان بري على رفح وإغلاق معبري كرم أبو سالم ورفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية تستهدف 2.5 مليون نازح فلسطيني في قطاع غزة، وتقوم بتهديد مباشر لأكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني منهم 400 ألف مواطن نزحوا من المناطق الآمنة التي هددها الاحتلال أول أمس، وأشارت الفصائل في إلى أن منطقة رفح شهدت أكبر حركة نزوح شهدها التاريخ المعاصر، كما اعتبرت حركة حماس اقتحام جيش الاحتلال لمعبر رفح الحدودي مع مصر تصعيد خطير ضد منشأة مدنية محمية بالقانون الدولي، وأشار بيان الحركة إلى أن هذا التصعيد الصهيوني الخطير يهدف إلى مفاقمة الوضع الإنساني في القطاع عبر إغلاقه ومنع تدفق المساعدات الإغاثية، ولفتت الحركة إلى أن هذه الجريمة تأتي مباشرة بعد إعلانها موافقتها على مقترح الوسطاء، مما يؤكد نية الاحتلال تعطيل جهود الوساطة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، والمضي في تنفيذ مخطط الإبادة والتهجير الذي ينفذه اليمين الصهيوني المتطرف بقيادة المجرم نتنياهو، ودعت حماس الّإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي إلى الضغط على الاحتلال لوقف هذا التصعيد الذي يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين النازحين في رفح وعموم قطاع غزة. وفي السياق ذاته حذرت الأممالمتحدة من خطورة هجوم الاحتلال الإسرائيلي على رفح، وأشار ممثل الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان « فولكر تورك» إلى أن ما يحدث في رفح من عمليات إخلاء وتصعيد عسكري بأنه قد يمثل جريمة حرب، مشيرا إلى أن سكان غزة يتعرضون للقنابل والأمراض والمجاعة، واليوم قيل لهم إنه يتعين عليهم الانتقال مرة أخرى مع تصاعد عمليات الاحتلال في رفح، مؤكدا أن هذا العمل غير إنساني، ومثل هذه الأعمال قد تصل إلى مستوى جريمة حرب متمثلة في التهجير القسري، محذرا من كارثة إنسانية بعد اقتحام الاحتلال رفح، وأشار إلى أن مخزون الوقود لا يكفي سوى ليوم واحد. وبخصوص تعامل المقاومة الفلسطينية مع اقتحام جيش الاحتلال الصهيوني لمحافظة رفح، ردت الفصائل بعدة عمليات استهدفت جنود الاحتلال، وتبنت كتائب القسام أمس تفجير دبابة صهيونية واشتعال النيران فيها والاشتباك مع جنود تحصنوا داخل بناية بالقرب منها في حي الشوكة شرق مدينة رفح، كما تبنت سرايا القدس قصف مستوطنات غلاف غزة برشقات صاروخية، وكانت فصائل المقاومة أكدت أول أمس بأن دخول الاحتلال محافظة رفح لن يكون نزهة لجنوده. من جانب آخر أعلن أمس الناطق الرسمي باسم كتائب القسام عن وفاة أسيرة صهيونية تبلغ من العمر 70 سنة متأثرة بجراحها الخطيرة التي أصيبت بها مع أسير آخر بعد قصف المكان الذي كانا يحتجزان فيه قبل شهر، وأشار بيان الناطق الرسمي باسم كتائب القسام إلى أن الأسيرة لقيت مصرعها لاحقا لعدم تلقيها الرعاية الصحية المكثفة في مراكز الرعاية بسبب تدمير العدو للمستشفيات في قطاع غزة وخروجها عن الخدمة.