المخيم الصيفي بالنسبة لبعض الأطفال مختلف في هذه الصائفة، لأنه يحمل في ثناياه رسالة التحسيس من أجل اكتساب سلوكات حضارية، تجعل أجيال المستقبل عناصر فعالة في الحفاظ على البيئة التي تهددها مشاكل التلوث والتغييرات المناخية.. ولهذا الهدف تضافرت جهود كل من المعهد الوطني للتكوينات البيئية والوكالة الوطنية لتسلية الشباب، لتقديم نشاطات حول البيئة لفائدة أطفال قدموا من مختلف ولايات الوطن. "المساء" التي عاشت الفرحة الكبرى التي غمرت 300 طفل لحظة وصولهم إلى مكان التخييم بزرالدة، سألت البعض منهم، إضافة إلى بعض المنشطين، عن انطباعاتهم بخصوص هذه المبادرة التي اقتحمت لأول مرة الوسط التخييمي. تندرج هذه المبادرة التي انضمت لأول مرة إلى باقة نشاطات المخيمات الصيفية، ضمن سلسلة النشاطات الهادفة إلى الاستثمار في الطفل لإنقاذ البيئة، وذلك تحت إشراف فريق خاص يتولى توعية الأطفال حول مشاكل البيئة وفق برنامج خاص يشمل عدة ورشات.
النشاط المناسب في المكان المناسب ولاقت هذه الفكرة تأييد السيد نبو عبد الواحد، منشط من بشار، الذي قال: "أعتبرها مبادرة حسنة، فالواقع أن بعض الأطفال قد اكتسبوا مستوى مقبولا من الوعي بخصوص مسألة الحفاظ على البيئة، إلا أنه يبقى غير كاف وبحاجة إلى تعزيزه من خلال تدعيم معارفهم.. والحقيقة أنني شخصيا أحرص على توطيد العلاقة بين الأطفال والطبيعة، وهذا ما جسدته ميدانيا عندما خيمت السنة الفارطة بعين طاية، حيث توليت رفقة الفريق المؤطر تعليم الأطفال طرق غرس الأشجار، سقيها والقيام بحملات تنظيف على مستوى المخيم." الآنسة حورية أولاد بن سعيد من أدرار، هي الأخرى منشطة بالمخيم الصيفي، استحسنت هذا النشاط الجديد الذي استهدف الوسط التخييمي، وهو ما عبرت عنه بالقول: "ما أحوجنا إلى هذه المبادرات التي من شأنها أن تكون علاقات صداقة بين العالم الأخضر والأطفال حتى تتراجع ظاهرة الاعتداء على النباتات، لا سيما وأن تجربتي في التنشيط أظهرت لي أن العديد من الأطفال لا يقدرون قيمة الطبيعة وضرورة الحفاظ عليها، وهو ما تدل عليه بعض السلوكات التي يقدمون عليها كرمي الأوساخ في أي مكان، الدوس على النباتات أو إتلاف أوراقها.. ولهذا أعتقد أنه من الأفضل أن تشمل حملات التحسيس في هذا المجال كافة المخيمات الصيفية." ومن جهته، يرى المنشط نور الدين عياش، أن المخيمين الصيفيين لزرالدة وسيدي فرج التابعين للوكالة الوطنية لتسلية الشباب، جمعا هذه المرة بين الترفيه، الترويح والتحسيس حول المشكلات البيئية، مما يجعل هذا الأخير النشاط المناسب في المكان المناسب، لأن ترسيخ مبادئ الحفاظ على المحيط البيئي لابد أن يبدأ منذ الصغر.
استعملوا سلة المهملات وعلى لسان البراعم الصغيرة، التي أبدت فرحة كبيرة بقدومها إلى المخيم الصيفي للإقامة به من 04 إلى 19 أوت الجاري، جاء أنهم تعلموا الكثير في المدرسة حول موضوع البيئة، وأنهم مستعدون للالتزام بما تلقوه من دروس. البداية كانت مع عبد الغني لالواح (11سنة) الذي يزور المخيم الصيفي للمرة الثانية، حيث ذكر: "تعلمت من خلال دروس البيئة عدم حرق الأشجار." أما أيمن من الدويرة فقدم نصيحته على النحو التالي: "استعملوا سلة المهملات للحفاظ على البيئة." وأضاف قريبه إسلام (9سنوات): "يجب أن نحافظ على الغابات بتجنب إشعال النيران فيها." وعلى نفس الإيقاع المليئ بالبراءة، قالت التلميذة النجيبة مليسة من ذي القصرين (تيقصراين) (9سنوات): " أنا لا أرمي النفايات في الطريق أو في المساحات الخضراء." وبالنسبة ليسرا لالواح من باب الوادي، فإن المدرسة رسخت في ذهنها مبدأ عدم تلويث البيئة، ولهذا بلغت رسالتها على النحو التالي: "يجب أن نحافظ على الطبيعة التي أنعم الله بها علينا، والتي لولاها لما تنفسنا الهواء النقي." في حين صرحت حورية صحراوي (11سنة) من الحراش: "تعلمت الحفاظ على النباتات والاعتناء بها عن طريق سقيها، إلى جانب وضع النفايات في الأكياس لرميها في المكان المخصص لها." ليس هذا فحسب، بل وجهت رسالة تحسيسية إلى الكبار مفادها: "كثيرا ما أشاهد البعض من الكبار ممن يشربون الماء أو المشروبات الغازية ثم يرمون بالقارورات في الشارع.. وهذا خطأ! نصيحتي هي أن تتجنبوا هذا السلوك السلبي وأن تتعاونوا على تنظيف الأحياء ليبقى الهواء نقيا."