اختيرت كل من سطاوالي، الجلفة وغرداية كمدن نموذجية لاحتضان برنامج التسويق البيئي، المعلن عنه من قبل وزارة تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة، بالتعاون مع هيئة الاندماج الايكولوجي وفرع الجزائر للوكالة الألمانية للتعاون التقني "جي تي زاد"• وينصب عمل الأطراف المشرفة على تطبيق البرنامج على تغيير سلوكات المواطنين بالدرجة الأولى، من خلال خلق ثقافة محلية للحفاظ على البيئة، تكون قائمة على التحسيس، التوجيه، النصح والإرشاد• وتحرص هيئة الاندماج الإيكولوجي، التي تقود البرنامج، على زرع الثقافة البيئية بالمدن السابقة الذكر، بالاعتماد على عرض نماذج مثالية لتسيير ناجع للنفايات بالأوساط الحضارية وإبراز الأثر الذي تتركه هذه السلوكات على الحياة الاجتماعية لسكان الأحياء• وقد تم إشراك الجمعيات المحلية ولجان الأحياء في تطبيق هذا البرنامج، وهذا بحكم معرفتها الجيدة للأوساط الحضرية للمدن السابقة الذكر، كما أن درجة العلاقة التي تربط هذه الجمعيات بالسكان تجعل تطبيق البرنامج سهل، وإقناع المواطن أسرع• كما شمل البرنامج الأطفال ب 25 مؤسسة تربوية بالمدن الثلاث السابقة الذكر، حيث تلقن له دروسا في الصرف الصحي للنفايات والحفاظ على المحيط، وتستمد النقاط الخاصة بالأطفال من برنامج التربية البيئية الذي تم إعداده بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية والبيئة سنة 2006• كما تم إشراك الإعلاميين في برنامج التسويق البيئي، سيما الإذاعات المحلية والصحف، من خلال تخصيصها لحصص وبرامج حول التسيير الناجع للنفايات، كما ترافق مختلف البرامج البيئية وتقديمها للمستمعين بلغة مفهومة ومباشرة حتى تمس أكبر شريحة من المواطنين• وتشرح البرامج الإذاعية الأثر الذي يتركه التسيير العقلاني للنفايات على صحة المواطنين، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية التي تتجسد في شرح فرص الشغل التي توفرها عملية تسيير النفايات وخلق مناصب الشغل من خلال بروز أنشطة رسكلة النفايات وأهميتها في امتصاص البطالة، وأخيرا الأثر "السوسيوثقافي" للبرنامج الذي يتجسد في الاختلاف الذي يطبع هذه المدن التي يشملها البرنامج، مقارنة بمدن أخرى لا تشهد تسييرا ناجعا لنفاياتها• ومن بين الأطراف الأخرى التي ترافق تطبيق البرنامج المجالس الشعبية المحلية، الوكالة الوطنية لتسيير النفايات، جمعية ترقية التكوين المهني و الشغل، جمعية سوق، جمعية النظافة والصحة و ترقية البيئة• وتجدر الإشارة أن اختيار موضوع تسيير النفايات بدلا من مواضيع بيئية أخرى كالتصحر والتغيرات المناخية لتطبيق برنامج التسويق البيئي بالمدن المعلن عنها سابقا، يرجع إلى كون النفايات هي المنبع الرئيسي للعديد من المشاكل البيئية، كتلوث المحيط، انتشار الأمراض وتلوث المياه وغيرها من الأخطار•