تحت شعار ''أحب الطبيعة، أحافظ عليها'' انطلقت فعاليات الحملات التحسيسية للمعهد الوطني للتكوينات البيئية، ضاربة بذلك موعدا صيفيا للعديد من أطفال الشرق،الغرب والوسط الجزائري مع عالم التنوع البيولوجي في بعض مراكز العطلة والتسلية خلال الفترة الممتدة من 15 جوان إلى 30 جويلية المقبل، استكمالا لمسعى الاستثمار في الطفولة لضمان مستقبل أكثر اخضرارا وسلامة لكوكبنا المهدد بالتلوث. ترسيخ ثقافة بيئية هي غاية منشودة من طرف المعهد الوطني للتكوينات البيئية الذي يعمل منذ 2002 تحت وصاية وزارة تهيئة الإقليم والبيئة من خلال تسطير برامج تعنى بإدماج التربية البيئية في المنظومة التربوية اعتمادا على إنشاء نواد خضراء في المؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة. ورغم أن موسم الحرارة يحيل الأطفال المتمدرسين على العطلة، إلا أن نشاطات المعهد الوطني للتكوينات البيئية التي ترمي إلى إنقاد البيئة، عن طريق الصغار الذين يعدون أحسن سفراء لنقل رسائل البيئة إلى الكبار، لا تتوقف بل تقتفي آثار الأطفال حتى في مراكز العطلة والتسلية في مختلف مناطق الوطن. وعن هذا البرنامج الصيفي الذي يحمل بين ثناياه رسائل تحسيسية حول البيئة، تقول السيدة فاطمة باحة، إطار بالمعهد الوطني للتكوينات البيئية الكائن بباب الوادي، إن تنظيم حملات تحسيسية حول التربية البيئية في مراكز العطلة والتسلية خلال مواسم الاصطياف عادة دأب عليها المعهد منذ سنة 2004 لإيجاد صلة صداقة بين الأطفال والطبيعة خلال الفترة الممتدة من 15 جوان إلى 30 أوت في كل من المناطق الشرقية والغربية والوسطى، عن طريق تعريف الأطفال بالبيئة ونوعية المشاكل التي تهددها، منها النفايات التي ينبغي تعلم سبل تسييرها وفرزها للعيش في محيط صحي وجميل.
ثقافة بيئية في ثوب تسلية وعن برنامج هذه الصائفة تكشف السيدة فاطمة باحة أنه انطلق يوم 15 جوان المنصرم ليدوم إلى غاية 30 جويلية، تحت شعار ''أحب الطبيعة، أحافظ عليها'' تماشيا مع متطلبات سنة الحفاظ على التنوع البيولوجي (2010)، مشيرة إلى أن الحيز الزمني المخصص للحملات التحسيسية بدأ يتقلص منذ العامين الأخيرين بسبب تزامن مناسبة رمضان مع شهر أوت. وسيكون الأطفال في المخيمات الصيفية على موعد مع خمس ورشات ذات نشاطات بيئية ترفيهية، وذلك في كل من المخيمين الصيفيين لسيدي فرج وزرالدة بالجزائر والمخيمات الصيفية لولاية تيبازة.. وفي الناحية الشرقية ستحط تظاهرة الحملات التحسيسية للمعهد رحالها في المخيم الصيفي للعوانة بجيجل، أما غربا فستكون الوجهة نحو مخيم عين إبراهيم بمستغانم. وقبل انطلاق الورشات يكون كافة أطفال المخيمات الصيفية المستهدفة مدعوين لزيارة معرض التنوع البيولوجي الذي يعكس صورة عن واقع البيئة، وكذا لمتابعة أفلام حول نفس الموضوع، ليتمكن كل واحد منهم في النهاية من اختيار الورشة التي تستهويه. وتتعلق الورشة الأولى بالأشغال اليدوية التي يتم من خلالها جمع نفايات المخيم القابلة للاسترجاع على غرار علب الياغورت، قوارير الماء والأوراق ليتم استغلالها في الأشغال اليدوية، وفي ورشة المسرح التي ينتظر أن تتوج أشغالها بتنظيم كرنفال في بعض المدن يحمل شعارات حول المخاطر التي تهدد التنوع البيولوجي. ومن خلال ورشة المسرح الأخضر سيستفيد الأطفال من تكوين حول تقنيات العمل المسرحي البيئي، ليتسنى لهم بموجب ذلك إعداد سيناريو وتقديم عرض مسرحي في السهرة البيئية التي تمثل محطة ختامية تقييمية لنشاطات مختلف الورشات. جولات استكشافية أيضا سيستمتع بها الأطفال خارج المخيم، وبالتحديد في الغابات، وفي المقابل يتعين عليهم إنشاء معشبة وجمع الحشرات بعد العودة من الغابة، وإضافة إلى ورشة الجولة الاستكشافية تتيح ورشة البستنة للطفل الاستفادة من تكوين حول أبسط تقنيات البستنة ليتمكن الصغار من تهيئة فضاء أخضر في أحد أركان المخيم. لعبة سلة المهملات التي تهدف إلى ترسيخ ثقافة فرز النفايات، ألعاب البحر، دنيا الغزالة وقطرة الماء هي كذلك في مجملها نشاطات تثقيفية في قالب من التسلية مدرجة في ورشة الألعاب البيئية. ولتقييم نتائج كافة الورشات - بحسب المصدر - تشهد التظاهرة التحسيسية تخصيص يوم بيئي لعرض نشاطات الأطفال وتوزيع جوائز على المتفوقين.. أما عن نسبة النجاح المتوقعة بخصوص مسألة تكوين جيل ذي حس بيئي من خلال مثل هذه التظاهرات التحسيسية، تجيب السيدة فاطمة باحة بأن هذا المسعى يمثل مشروعا طويل المدى، لأنه مرهون بتغيير الذهنيات السائدة، لكن هذا لا ينفي تسجيل العديد من المؤشرات الميدانية التي تؤكد على تفاعل الأطفال مع ما تعلموه من دروس حول البيئة، ومن الأمثلة على ذلك تلاميذ اتصلوا بالمعهد الوطني للتكوينات البيئية بعدما انتقلوا إلى الطور الإكمالي ليعلموا القائمين عليه بعدم وجود نواد خضراء في مؤسساتهم التربوية، إلى جانب إقدام تلميذين كانا بمثابة عضوين في أحد النوادي الخضراء بتأسيس جمعية بيئية بعد التحاقهما بالجامعة. وعلى هذا النحو يمكن التفاؤل بمستقبل بيئي أفضل، خاصة وأن المجهودات متواصلة، لاسيما تلك التي تستهدف المجال التربوي للاستثمار في الطفل، حيث يحرص المعهد الوطني للتكوينات البيئية على تكوين مكونين ليشرفوا بدورهم على تكوين منشطي النوادي الخضراء على مستوى المؤسسات التربوية قصد تطوير القدرات والكفاءات في المجال البيئي عموما، يضيف المصدر.